أنت هنا

قراءة كتاب الفنون التشكيلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفنون التشكيلية

الفنون التشكيلية

إذا انتشر الظلام وتلاشى الجمال والفن بين ثناياه المدلهمة تحوّل الكون إلى عدمية محزنة. وإلى كآبة تامة، يلفّها ضباب الضجر.
وهل يمكن العيش هناك بين تلك الثنايا والبشاعة.
لولا الجمال والحب والفن ولولا الصورة والتعبير.

تقييمك:
4.6
Average: 4.6 (5 votes)
الصفحة رقم: 10
تعريف الفن
 
لم يصل الباحثون إلى تعريف إجرائي للفن، وبالتالي لا توجد معايير لتقنينه وتقييمه والحكم عليه. فالقواعد تستخلص بعد إنجاز الأعمال الفنية الناجحة. كما يحدث في العلم، حين تستنبط القوانين بعد ثبوت صحة التجارب. والاستطيقا أو علم الجمال - كما يقول (جان برتيليمي) نابع من حصيلة النتائج الفنية الموفقة. ليس نموذجاً أفلاطونياً في عالم المثل، يعيش بذاته ولذاته. كما أنه ليس هدفاً، ولا قيمة له بين جماعة لا تطلبه. يستمد القيمة من أنه يلبى احتياجاً حيوياً للجماعة، ويحمل لها أفكاراً، ويعبر عن وجدان عام، وأنه مطلب روحي مجسم أو يمكن تجسميه بالأعمال الفنية والنشاط الإبداعي. لذلك يستعصي الفن على التعريف الإجرائي. وبالرغم من أنه غير ملموس، فهو موجود بدرجة ما في الكائنات التي تسفر عنها الطبيعة، أو يبدعها الإنسان.
 
حاول الدكتور مجدي عرفة - في مجلة الإنسان والتطور، العدد 15 - أن يقترب من تعريف الإبداع الفني فقال: إنه نتاج مستويين من التفكير: الأول فطري ذاتي بلا رموز تواصلية. والثاني راشد يتضمن رموزاً تواصلية: لفظية ورياضية وموسيقية وشكلية. ومهما يكن من اختلاف الباحثين الدائم حول تعريف الفن والجمال، فهم يتفقون بدون استثناء على أنه احتياج روحي إنساني، ضروري للتقدم واستمرار للحياة. وإن الناس بطريق أو بآخر ينتهجون مسلكاً جمالياً. ينقسمون بين مبدعين وذواقين، ليساعدوا قوى روحية بداخلهم. والإنسان يبدع في الفن كما يبدع العلم والأخلاق والنظم السياسية والاقتصادية، والأدوات الحضارية والتكنولوجيا، لكي يتعرف على العالم ويدرك إمكاناته، ويسيطر على البيئة.
 
لذا تطور الفن عبر العصور وتطور مفهومه، بتطور الثقافة وتعقدها. تراكمت عليه نظريات فلسفية كادت تخفي رسالته التكيفية التي ما زال يؤديها. بهتت العلاقة البسيطة بين الشكل والوظيفة، خاصة في النصف الثاني من القرن العشرين، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. ارتفعت صيحات تقول بأن الفن قائم بذاته ولذاته، وأن الفنان ينظر إلى داخل نفسه وليس إلى البيئة الخارجية. وظهرت فنون الأشكال الناجمة عن اللاوعي والحرية الفردية المطلقة.
 
إلا أن التعريفات الوصفية الحديثة لكبار الباحثين المعترف بهم مثل (جيروم ستولنتز) تحمل المفهوم الثابت للفن يصفه في كتاب (النقد الفني) الذي صدر مؤخراً باللغة العربية بأنه (تجسيد أحلام وخيالات باستخدام رموز وصور وأفكار تدل على المحتويات ويمكن قبولها جماهيرياً، وتفسيرها على وجوه مختلف وأن القيمة الجمالية توجد في العمل الفني. ويعرف الجمال بأنه الجاذبية، لكن الأعمال الجميلة ليست فنية بالضرورة. ويفسر الموقف الجمالي بأنه (إدراك موضوعات طريفة).

الصفحات