أنت هنا

قراءة كتاب الفنون التشكيلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفنون التشكيلية

الفنون التشكيلية

إذا انتشر الظلام وتلاشى الجمال والفن بين ثناياه المدلهمة تحوّل الكون إلى عدمية محزنة. وإلى كآبة تامة، يلفّها ضباب الضجر.
وهل يمكن العيش هناك بين تلك الثنايا والبشاعة.
لولا الجمال والحب والفن ولولا الصورة والتعبير.

تقييمك:
4.6
Average: 4.6 (5 votes)
الصفحة رقم: 4
الفن للحياة
 
1
 
الفن للحياة
 
اختلف رجال المعرفة حول الفن: هل هو للفن أم للحياة؟
 
ويبدو أن المسألة ذوقية أكثر منها معرفية أو فكرية أو اجتماعية! إذ أ الفنون الجمالية والبيانية، إنسانية الأداء والعرض أو حسب التذوق.. تذوق الإنسان لها أو لبعضها أو لمفردة منها.
 
لأن موضوعاً كهذا - بحسب رأيي - ليس هيناً أو بسيطاً. إذ أنه يحمل في طياته وحروفه ومعانيه جملاً من العلائق التي تصل الإنسان بحياته وتتعلق بعض ظرفها بها، أي بحياة هذا الإنسان وشعوره وذوقه وحسّه ومواقفه الاجتماعية والإنسانية كفرد من أفراد مجتمع الحياة، يعيش متطلبات حياته ضرورية كانت أو كمالية. في العصر الحديث فهي عطاءات شعورية وحسية لحياة الإنسان وذلك بتجدد نشاط هذا الإنسان فيها، وتقبله لهذه العطاءات بالإيجاب أحياناً وبالسلب أحايين أخرى!! وغني عن البيان فطرية الإنسان وعفويته ونفسيته المتغيرة باستمرار لمواجهة عطاءات الحياة ذاتها: وهو الأمر الذي يأخذنا إلى الميزان المتعادل: هل الفن يكون حياتياً أو فناً للفن؟ وقبل الدخول في موضوع يجدر معرفة معنى الفن الحقيقي! إذ أنه - فيما أرى - ذو دلالات متعددة ليس الموسيقى والرسم.. الخ هي المعنية فقط بل ثمة معنى جديد لعلي أبديه للنقاش.
 
وهذه المعاني الرفيعة الشأن فكرياً والعظيمة الشعور ذوقياً عما أقصده فيما سبق القول للجديد المعنى أو المعاني للفن في حياة الإنسان أو ما يمكن أن يلتمس تفكيرياً إلى حدٍّ ما؛ حين البحث عن تذوق الجمال الفني أو الفن الجمالي في حياتنا الإنسانية. إن الحياة جميلة بإنسانها ومحتواها ومخلوقاتها ولكن ذلك لا يتم إلا إذا كانت نفس الإنسان جميلة في ذاتها أو كما قال أبو ماضي:
 
والذي نفسه بغير جمال
 
لا يرى في الوجود شيء جميلا
 
إن الإنسان ينبغي له المعرفة والتذوق في عالم الحياة الفسيح، وأرجائها الشاسعة للجماليات والضروريات والكماليات أيضاً. وما لم يتجمل للحياة فهو غير جميل! ولكن الجمال - كما ينبغي أن يعرف.. ليس في الماديات الملموسة فقط، بل ليتحراها في كل جنب من جوانب الحياة المتدفقة بالخير والسلام والفكر والانتعاش لهذه المعاني الجميلة فعلاً لا قولاً فحسب، والتماساً لجمال الحياة في تناغماتها المكثفة بالمعاني الجميلة والإحساس النبيل والصادق في تفسير الأشياء التي تُعنى في شؤون الحياة وشجونها ومن ظواهرها وبواطنها، حتى نتحقق بمعانيها السامية وقيمها الجميلة أن للحياة معنى آخر غير ما يعرفه الماديون والملتمسون للمادة.
 
بعد هذا نخلص إلى القول إن يكون الفن للفن كما يكون للحياة. وهذا رأيي المتواضع ولكلٍّ رأيه، والله أعلم.
 
لقد أنعم الله على الإنسان بحواسه الخمس والتي منها البصر العضو الفعال في ذلك العين، ولكن من الضروري أن يكون هناك ضوء حتى تتم عملية الرؤية وإدراك الأشكال والألوان.
 
وعند الحديث عن الألوان فإن أول مشكلة تواجهنا هي طريق وصف الألوان، ونعني بذلك كيف يمكن التخاطب بلغة يكون لكلماتها المدلول نفسها عند القائل والسامع، فكلمة اللون تدل بمعناها الواسع على الكثير من المعاني، فهي تشمل ذلك الإحساس البصري المترتب على اختلاف أطوال الموجات الضوئية للأشعة المنظورة، كذلك تدل كلمة لون على مدى اختلاط أصل اللون وعلى التدرج اللوني والتعبير عن التباين وغير ذلك من معاني..
 
وأثبتت التجارب السيكولوجية في ميدان دراسة الألوان أن منها ما يبدو في الصورة أقرب للمشاهد وأكثر تقدماً من غير الذي يبدو بعيداً وتلعب دوراً في الإحساس بالعمق الفراغي.. والدلالة على الإحساس بالبُعد الثالث في الصور الملونة برغم من أنها صوراً مسطحة ذات بُعدين فقط.

الصفحات