أنت هنا

قراءة كتاب حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد

حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد

كتاب "حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد"، لماذا هذا الكتاب؟ لأمر واضح لا خفاء فيه؛ لنبين الحق الصريح من الباطل المزيف، ولمعرفة الصواب من الخطأ، ولإعلام العالَم بأن ديننا واحد، وإن حاول البعض ممن ينتسب إلى العلم، التمسك بالمختلف فيه.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

وللخميني تعليل مخالف لعدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للإمامة.
محمد: وما هذا التعليل؟ فلعل الإمام قدس الله سره يجلي هذا الغموض.
أحمد: يقول الخميني في كتاب كشف الأسرار (ص:150): إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم أمر الإمامة في بداية الدعوة في مكة لأنه كان متهيباً من الناس إن دعاهم لمثل هذا الأمر العظيم، حتى أمره الله بقوله: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67].
ثم إن الله أمره بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)) [النساء:58] فقال الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية (ص:81) مبيناً هذه الآية: (فقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم برد الأمانة، أي الإمامة إلى أهلها وهو أمير المؤمنين عليه السلام، وعليه هو أن يردها إلى من هو يليه وهكذا...).
أي أن علياً هو صاحب الأمر والنبي صلى الله عليه وسلم مأمور برد الأمانة إليه، وكما ترى هذه التفاسير لا دليل عليها، فضلًا عما في تفسير الأمانة بالإمامة من تحريف لكلام الله، وتجاهل لسبب نزولها المشهور.
محمد: ولكن الخليفة الأول خالف مبدأ الشورى مع المسلمين حين نص على تعيين الخليفة من بعده، وهذا يعتبر مثل الفرض على المسلمين!
أحمد: ليس هناك من فرض على أحد، والمتتبع لسيرة الصديق رضي الله عنه يعلم حق العلم حرصه على مصلحة الأمة، وتتبع الخير لها، فلم يكن الأمر فلتة خاطئة، ولكنهم سألوه أن يدلهم على الجدير بولاية هذا الأمر من بعده، فأوصى على عمر رضي الله عنه، والمتتبع لسيرة عمر مع الصحابة في خلافته يعلم صواب ما ذهب إليه الصديق رضي الله عنه، ولكن ما العمل مع المبغض الحاقد للشيخين رضي الله عنهما؟! وكما قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
محمد: مقولة من قال: إن الإمامة منصب إلهي، وأنها امتداد للنبوة، هل لها من مستند؟
أحمد: هذا التساؤل يوجه ويلقى على مسمع من جعلها من ضروريات المذهب، ثم جعل هنا أبواباً وسفراء للإمام المجهول، ثم تعدى الأمر إلى وجود من يلي الفقيه، فأصبح عندنا مراجع لا تعلم أعدادهم، مع كل هذا ألا ينبغي على المسلم أن يسأل عن دليل لهذا التسلسل؟ وما الشروط الواجب تحقيقها لنيل هذا الأمر؟ وما الخصائص التي ستحل على هذه النوعية من العلماء؟ وهل هناك مستند من القرآن أو من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لهذا المعتقد؟
محمد: اعذرني في إعادة الاستفهام عن موضوع الإمامة، فإنني- على ضوء ما ذكرته- أفهم من قولك السابق أن علياً والأئمة من بعده لم يأت نص عليهم من الشرع!
أحمد: لنفترض أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي ليكون خليفة بعده، وأن الصديق اغتصب الخلافة من بعده، أما نرى أن دولة الإسلام كانت في أطيب أوقاتها، وأفضل عصورها من الفتوحات واستقرار الأمن وعدم وجود الخلافات بين المسلمين في عهد الخليفتين وصدراً من خلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين؟! فأخبرني يا أخ محمد: كيف وفقهم الله تعالى في أعمالهم وفتوحاتهم وأولادهم، وهم مخالفون وتاركون لأعظم ركن في الدين على الإطلاق -كما يزعم البعض- كذلك نحن لم نسمع للإمامة أي ذكر أو مقولة خلال هذه الفترة الطويلة، أو أن الخلافة قد اغتصبت من صاحبها وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه!
محمد: لعل في كتمان هذا الأمر دلالة على بعد نظر من أمير المؤمنين علي عليه السلام لكي يحفظ أمرالمسلمين من التفرق والتشتت.
أحمد: لنفترض أن الأمر كما ذكرت، ولكن لما قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وآلت الإمارة إلى الحسن رضي الله عنه، نجد أنه ألقاها رضي الله عنه طواعية إلى معاوية رضي الله عنه.
فهل يحق ويجوز للمعصوم أن يتنازل عن هذا الركن العظيم، لمن هو دونه في المنزلة، ويعطيها إياه طواعية لا مكرهاً ولا مجبراً بعد ستة أشهر من مقتل والده!! ثم نقرأ في كثير من كتب التاريخ بأن معاوية رضي الله عنه لبث في خلافته بعد التنازل قرابة العقدين من الزمان، والمسلمون في فتوحات عظيمة وانتشار لدينهم، وفي خير ورغد من العيش ما الله به عليم.
إذاً الأمر لا لبس فيه، فإن الجيل الذي نشأ مع النبي صلى الله عليه وسلم، كانت بدايته معلومة واضحة، ومنهجه الديني بينٌ لا لبس فيه، لكل من اطلع على السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وسلم.

الصفحات