أنت هنا

قراءة كتاب حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد

حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد

كتاب "حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد"، لماذا هذا الكتاب؟ لأمر واضح لا خفاء فيه؛ لنبين الحق الصريح من الباطل المزيف، ولمعرفة الصواب من الخطأ، ولإعلام العالَم بأن ديننا واحد، وإن حاول البعض ممن ينتسب إلى العلم، التمسك بالمختلف فيه.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

وليس الأمر مقتصراً على نبينا صلى الله عليه وسلم، بل قد وقع الزلل والخطأ من غيره من الأنبياء مثل آدم صلى الله عليه وسلم لما أكل من الشجرة، ونوح صلى الله عليه وسلم لما أن دعا الله بأن ينجي ابنه الكافر، وكذلك موسى صلى الله عليه وسلم لما قتل القبطي، فذكر المولى سبحانه الفعل الذي اقترفوه لأنه لا ينبغي حدوثه منهم، لأنهم صفوة الخلق وأفضلهم.
محمد: ولكن فضائل آل بيت النبي عليهم السلام كثيرة؛ مداد البحار لا تحصيها كثرة، وكذلك بركاتهم على الأمة.
أحمد: هذا الكلام ليس محل حوارنا؛ لأننا متفقان على أن لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فضائل ومناقب، ولكن لنتحاور حول بعض الأمور التي أشكلت علي:
1- حديث الكساء شمل خمسة أنفس من بيت علي رضي الله عنه بالتطهير، فما الدليل من القرآن أو الحديث على إدخال غيرهم في التطهير والعصمة؟
2- ما الدليل الذي علمنا من بعده أن علي بن الحسين -زين العابدين – هو الوصي من بعد والده؟ مع أنه كان صغير السن لما قتل والده!
3- لماذا لم يشمل التطهير كل أبناء الحسين وبناته؟
4- الحسن بن علي رضي الله عنهما، لماذا أخرجنا أبناءه من مبدأ العصمة والإمامة؟
5- زين العابدين أولاده كثر، فلماذا اقتصرنا على الباقر فقط دون سواه من الإخوة؟ وكذلك الأمر في أبناء الباقر ومن بعده!
محمد: الروايات الدالة على أن الأئمة معصومون كثيرة، مما يستوجب علينا القطع بصحتها.
أحمد: وكذلك الروايات الدالة على الضد، ومن ذلك ما ذكره العلامة الصدوق في عقائده (ص:160): (أن من ينفي السهو عن النبي يعد من الغلاة، ومن ينفي السهو عن الأئمة يعد من المفوضة الذين لعنهم الله).
وجاء في مجمع البيان (5/205): (أن مذهبهم –أي: الشيعة - أن الأئمة يجوز عليهم السهو والنسيان في غير ما يؤدونه عن الله).
ثم تطور الاعتقاد كما جاء في تنقيح المقال (3/240): (أن نفي السهو عن الأئمة أصبح من ضروريات المذهب الشيعي).
إذاً: التعديل في الأحكام يكون حسب الحاجة والضرورة وإن كان في المسائل العقدية، والتي تخالف ما كان عليه السابقون.
محمد: لا زالت الصورة غير مستبينة عندي، هل هناك من خطورة على المسلم بأن يعتقد في إمامه الذي يتلقى عنه الأحكام أنه منـزه من الرذائل؟
أحمد: الجواب يعرف من خلال هذا التساؤل، ما الفرق بين النبي وغيره إن قلنا: بالعصمة لكليهما؟ بل إن الأئمة بلغوا منزلة وحازوا على خصائص لم يدركها النبي صلى الله عليه وسلم، من ذلك أن العصمة متعدية، بمعنى أن الإمام المعصوم كما أنه لا يسأل عن دليله في المسألة، ولا يرد حكمه وقوله، فكذلك من ينوب عن الأمام يحوز هذا الشرف، فلا ينبغي للعوام أن يردوا حكمه وقوله.
لهذا يقول الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية (ص:91): (نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لا يزال محفوظاً لهم؛ لأن الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين، كانوا على علم بأن هذا المنصب لا يزول عن الفقهاء من بعدهم بمجرد وفاتهم).
محمد: هذه هي ولاية وإنابة الفقيه عن الإمام المنتظر.
أحمد: من يتتبع التسلسل لهذه الإنابة وكيف نشأت، يعلم يقيناً أنها إنما أنشئت لما وقعت الحيرة بعد الغيبة الصغرى والكبرى، والاختلاف حول الأموال التي تقدم وهي الخمس، فأنشئت هذه القضية لتلافي هذا الإرباك، ولقطع كل سؤال عن الدليل قد يقدم من العوام لرجال الدين الشيعة بصيغة: (ما دليلك على ما تقول)؟
محمد: إذاً ما هو الاعتقاد الواجب أن نعتقده في الأئمة عليهم السلام؟
أحمد: هم من أكرم البيوت شرفاً، وأعلاها رتبة، لاتصال نسبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خير فيهم إن لم يسيروا وفق هدي سيد هذا البيت وهو المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهم بشر كبقية البشر يصيبون ويذنبون، ويرجون رحمة الله ومغفرته، وعلى قدر طاعتهم وذلهم لله، تكون منزلتهم عند الله سبحانه.
أخرج القمي في معاني الأخبار (ص:62) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا علي! أول نظرة لك والثانية عليك، لا لك).
وجاء في نهج البلاغة (ص:82) مقولة أمير المؤمنين علي أنه قال: (اللهم اغفر ما أنت أعلم به مني، فإن عدت فعد علي بالمغفرة).
وجاء في نهج البلاغة (ص:335) خطبة رقم (216) في خطبة خطبها علي بصفين فقال رضي الله عنه: (... فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل؛ فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي).
وهم رحمهم الله يقرون على أنفسهم بالذنب ويرجون المغفرة من الله تعالى، ودلالة الحب لأي إنسان أن تنزل من تحب المقام الذي يليق به، وتصدق معه، والسعيد من المؤمنين من تأسى بسيد أهل البيت صلى الله عليه وسلم ثم اقتدى بآله رضوان الله عليهم وفق هدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

الصفحات