أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام وهوية الأمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام وهوية الأمة

الإعلام وهوية الأمة

عل أحداً في عصرنا لا يجادل في أثر الإعلام وأهميته، على الفرج وعلى الأسرة وعلى المجتمع. ويوماً بعد يوم يتعزز هذا الأثر مع انتشار وسئل الإعلام وتنوعها. حيث لم يعد أحد ينجو من أثرها المباشر وغير المباشر.

تقييمك:
4
Average: 4 (15 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

مقدمة المؤلف

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلى الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وكرمنا بدين الإسلام، وجعلنا تبعاً لسيد الأنام محمد (صلى الله عليه وسلم).
وبعد،،
فإننا حين نتحدث عن الإعلام الإسلامي قد يتبادر إلى بعض الأذهان أننا نتحدث عن الأحاديث الدينية المذاعة، والحقيقة أن الأمر أكبر من ذلك، فليس الإعلام الإسلامي محصوراً في الأحاديث والمواعظ فحسب، بل يتسع ليشمل كل مجالات الحياة؛ فكلمة التوحيد منهج متكامل للحياة، يصفها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأنها "" تملأ ما بين السماوات والأرض""؛ لأنها تعني العمل لعمارة الأرض، والجهاد في سبيل الله، والسعي لإقامة شريعته في الأرض، وطلب العلم لأنه فريضة، والتخلق بأخلاق المؤمنين.
إن الإسلام يرحب بالكلمة الطيبة، ويدعو إليها، ويشجع الأدب الملتزم الذي يتناول الخير، ويبرزه، ويحث عليه، ويحذر من الشر، وينفر منه.. الأدب الذي يبرز جمال التكوين، وإتقان الصنع والإبداع في الكون، ويدعو إلى التفكير فيه والنظر في أسراره.
ويشجع الإسلام الكلمة الأدبية- أياً كان لون التعبير بها، نثراً أو شعراً- متى كانت تحض على صلة الرحم، وتدعو إلى التعاون على البر والتقوى، وغير ذلك من القيم الفاضلة التي تعلي شأن الفرد والمجتمع والأمة، ويرفض الإسلامُ رفضاً قاطعاً كلَّ صور الأدب وأشكاله التي تدعو إلى الفوضى السلوكية والإباحية، وتشجع على الفساد تحت لافتات وشعارات كاذبة لخداع الناس، ونزعهم من أصولهم، وتحويلهم إلى قيم بديلة من شأنها أن تجر الجميع إلى المهالك، وتفتح الطريق أمام تفكك المجتمع الإسلامي.
والإسلام كدين ينتظم كل شؤون الحياة، يؤيد نشر كل معلومة يترتب عليها فائدة للفرد والأسرة والمجتمع، سواء أكان النشر بالوسائل المسموعة أو المشاهدة أو المقروءة، فإذا كان نشر أخبار الحوادث والجرائم- مثلاً- يحقق تلك الفائدة، فليس ثمة مانع من ذلك؛ لأن النشر في هذه الحالة تنبني عليه مصلحة عامة للناس كالزجر والردع والتحذير والتبصير والوقاية والحيطة.
أما إذا كان النشر بصورة توحي بإغراء من يقرؤها أو يراها أو يسمعها فيقلدها، فهذا – بلا شك- ضرر متحقق، تندفع معه المصلحة المتوخاة، كما نلاحظ في بعض وسائل الإعلام التي تظهر المجرم بصورة البطل الشجاع المقدام العبقري، الذي لا يُشق له غبار، والذكي الذي يتخلص من جرائمه بالحيلة والدهاء، وهذا العرض بهذه الصورة يؤدي إلى آثار سلبية خطيرة على الأطفال والكبار على حد سواء، ويشيع الفساد، ويؤدي إلى استشراء الداء، ومن هنا لا بد من مراعاة أن المقصود ليس النشر لمجرد النشر، بل للفائدة المرجوة من وراء ذلك.
وفي هذه الدراسة الموجزة أردت أن أشير إلى بعض النقاط في مجال الإعلام؛ ليكون – بحق- إعلاماً إسلامياً، يعبر عن هوية الأمة الإسلامية، ويحقق غاياتها، ويكون خطوة على طريق السيادة والريادة وأستاذيه العالم.
وتضمنت الدراسة نشأة الإعلام الإسلامي، وحاجة الأمة الإسلامية – بل العالم كله- إليه، وأسس الإعلام الإسلامي وقواعده وأهدافه وخصائصه وأساليبه ووسائله.
ثم تناولت أبرز معوقات الإعلام الإسلامي، وكيفية مواجهتها والتغلب عليها، وأشارت الدراسة إلى مسؤولية الإعلاميين، وخصّت الصحفيين، من خلال ما ورد في وثيقة الصحفيين العرب، وميثاق الشرف الصحفي التركماني، وميثاق الشرف الصحفي الأردني، وميثاق الشرف الصحفي المصري.
والله أسأل أن ينفع بهذه الدراسة، وأن تكون عاملاً مساعداً على قيام إعلام متقيد بأخلاق الإسلام وتعاليمه، وأن تكون في ميزان حسناتي يوم تطيش الموازين.
اللهم آمين
وصلِّ اللهم على أشرف خلقك، وأعظم أنبيائك محمد، وعلى آله وصحبة، وسلم تسليماً كثيراً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المستشار
عبد الله عقيل سليمان العقيل

الصفحات