أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام وهوية الأمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام وهوية الأمة

الإعلام وهوية الأمة

عل أحداً في عصرنا لا يجادل في أثر الإعلام وأهميته، على الفرج وعلى الأسرة وعلى المجتمع. ويوماً بعد يوم يتعزز هذا الأثر مع انتشار وسئل الإعلام وتنوعها. حيث لم يعد أحد ينجو من أثرها المباشر وغير المباشر.

تقييمك:
4
Average: 4 (15 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7

خصائص الإعلام الإسلامي

الإعلام الإسلامي مستمد من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويعكس جوانب العقيدة الإسلامية، ولذا فإنه لا يلجأ إلى الشطط والجموح في الكلمة المسموعة أو المقروءة أو المرئية كما هو الحال في إعلام اليوم المليء بالسباب والشتائم، وكَيْل التهم، واصطناع العيوب، وقذف الأبرياء، واتهام الأطهار وتشويه المقدسات، بل ينشد الحق وحب الخير للناس أجمعين، ويلتزم الإعلام الإسلامي الصدق في الخبر المذاع، فيكون ملتزماً بالواقعة، فلا يغير من الحقيقة شيئاً، والصدق في الكلمة؛ فينقل المعلومات بغير تقصير، وبغير دلالات توحي بغير معانيها، والصدق في الحكم؛ حيث يلتزم بالتفسير الصحيح للوقائع بغير هوى، ويعرض الوقائع بدقة.
والإعلام الإسلامي عام في محتواه ورسائله، ومتخصص في جانب آخر، فالإسلام هو دين البشرية يشمل خطابه عامة المجتمع، ومن ثَم فلا بد أن يصل إلى كل شرائح المجتمع وطبقات الناس من خلال الكلمة المسموعة والمقروءة.
وبالنظرة إلى الإعلام الإسلامي في عهد النبوة، نجد أن القرآن الكريم- وهو كتاب الله المنزل على نبيه (صلى الله عليه وسلم)- قد خاطب طبقات الناس جميعاً، بل البشرية كلها، وضرب الأمثلة للأمم الغابرة وللأنبياء الذين بلغوا رسالات السماء، وبيّن مواقف الناس حيال أولئك الرسل والأنبياء، وهذا الجانب من الإعلام الإسلامي يكتسب صفة العموم من حيث مخاطبته للجميع وتبيانه للعقيدة الإسلامية ووحدانية الله وربوبيته.
إلى جانب ذلك، عني الإسلام بالتوجيه إلى أن يتخصص نفر من الناس في علوم الدين، ويضطلعوا بالتبحر فيه وشرحه للناس، وهذا هو الجانب المتخصص من الإعلام الإسلامي، يقول تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة:122].
والإعلام الإسلامي إعلام هادف في مضمونه وأسلوبه وغايته، ولذا فإنه غير متورط فيما عليه الإعلام في واقعنا اليوم؛ حيث تختلط فيه الصورة، وتضطرب الرؤية، ويكون من حصاده النافع والضار، والغث والسمين.
والإعلام الإسلامي ينطلق في مضمونه من القواعد الإسلامية الثابتة، ويتقيد في أسلوبه بالضوابط الإسلامية التي تجعله يسلك الوسائل المشروعة في تحقيق غاياته.
والإعلام الإسلامي يلتزم الواقعية ويبتعد عن الإثارة، فهو يؤثر ولكنه لا يثير الشهوات بالصور الخليعة وغيرها من المشاهد أو الأخبار غير المرغوب فيها.
والإعلام الإسلامي يربط الحدث بخلفيته التاريخية وبالسنن الإلهية، وينطلق من الماضي ليقتبس منه العبرة، ويحلل الحاضر، ويستشرف المستقبل.

الصفحات