أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام وهوية الأمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام وهوية الأمة

الإعلام وهوية الأمة

عل أحداً في عصرنا لا يجادل في أثر الإعلام وأهميته، على الفرج وعلى الأسرة وعلى المجتمع. ويوماً بعد يوم يتعزز هذا الأثر مع انتشار وسئل الإعلام وتنوعها. حيث لم يعد أحد ينجو من أثرها المباشر وغير المباشر.

تقييمك:
4
Average: 4 (15 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8

وسائل الإعلام الإسلامي وأساليبه

ويتوسل الإعلام الإسلامي بكل وسيلة مشروعة لتحقيق غايته، ويسخر كل إمكانات العصر ومنتجات الحضارة، آخذاً النافع منها، وطارحاً الرديء، وسالكاً في مساره مخاطبة جماهير الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة.
والإعلام الإسلامي ليس كثرة المواعظ وتكرارها؛ فقد كان الرسول (ص) لا يكثر من موعظة الصحابة مخافة السآمة، وهذا الشأن في رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو سيد الدعاة، فما بالك بمن هم دونه؟! ففي الصحيحين عن ابن مسعود (رضي الله عنه) أنه كان يُذكِّر كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن؛ إنا نحب حديثك ونشتهيه، ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم، فقال: ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم، إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا.
وقد بدأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) يعلم الناس هذا الدين، فعلم زوجته خديجة (رضي الله عنها)، ثم ابن عمه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، ثم صعد على جبل "الصفا" وهتف بأعلى صوته لإعلام قومه رسالته.
ويمثل منبر المسجد وسيلة مهمة من وسائل الإعلام الإسلامي على مر العصور، وخاصةً في أيام الجُمع والعيدين والمناسبات، فمنه تنطلق دعوة الحق والخير لهداية الناس إلى الطريق المستقيم، ومنه تنطلق التوجيهات، وتطرح الحلول لعلاج ما يواجه المسلمين من مشكلات.
والإسلام لم يحدّد أسلوباً معيّناً للدعوة والإعلام، بل حدّد وجوبه، وترك اختيار الوسائل والأساليب للإنسان المكلّف نفسه، يختار منها ما يناسب الظروف والحاجة، وقد اعتمد دعاة الإسلام منذ عهد الرسالة النبويّة إلى هذا اليوم عدّة وسائل وأساليب، وفق الحاجة والضرورة والظروف والإمكانات المتوفّرة، ومن تلك الوسائل:
• المنبر والخطابة.
• الدرس والمدرسة.
• التأليف والكتابة.
• الإذاعة والتليفزيون.
• المسرح والرواية والشعر والمثل والقصّة.
• الصحف والمجلات.
• المحاضرات والندوات.
ومن أساليب الإعلام الإسلامي التي ذكرها الأستاذ عبد الله الوشلي في كتابه "الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر"، والتي استمدها من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة:
1- البيان المعجز: فلقد جاء القرآن الكريم كتاباً عربياً مبيناً يتحدث إلى الناس بلغة العرب، ولكنه جاء بأسلوب معجز تحدى به المعاندين والمتكبرين أن يأتوا بما يماثله في نصاعة التعبير وقوة البيان، ولا يزال هذا التحدي المعجز قائماً حتى اليوم، وسيبقى قائماً إلى يوم يبعثون. (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء:88].

الصفحات