أنت هنا

قراءة كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

كتاب "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم"، لِلْحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ مُحَلَّى بِأَحْكَامِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِعْدَاد وَتَخْرِيج حازم خنفر، ويقول الأخير

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

فنفى الخير عن كثير مما يتناجى الناس به إلا في الأمر بالمعروف ، وخص من أفراده الصدقة ، والإصلاح بين الناس ؛ لعموم نفعهما ، فدل ذلك على أن التناجي بذلك خير ، وأما الثواب عليه من الله ؛ فخصه بمن فعله ابتغاء مرضات الله ، وإنما جعل الأمر بالمعروف من الصدقة والإصلاح بين الناس _ وغيرهما _ خيراً وإن لم يبتغ به وجه الله ؛ لما يترتب على ذلك من النفع المتعدي ، فيحصل به للناس إحسان وخير .
وأما بالنسبة إلى الأمر ؛ فإن قصد به وجه الله وابتغاء مرضاته ؛ كان خيراً له وأثيب عليه ، وإن لم يقصد ذلك ؛ لم يكن خيراً له ، ولا ثواب له عليه ، وهذا بخلاف من صام ، وصلى ، وذكر الله يقصد بذلك عرض الدنيا ؛ فإنه لا خير له فيه بالكلية ؛ لأنه لا نفع من ذلك لصاحبه ؛ لما يترتب عليه من الإثم فيه ، ولا لغيره ؛ لأنه لا يتعدى نفعه إلى أحد ، اللهم إلا أن يحصل لأحد به اقتداء في ذلك .
وأما ما ورد في السنة وكلام السلف من تسمية هذا المعنى بالنية ؛ فكثير جدًّا ، ونحن نذكر بعضه كما خرج الإمام أحمد ، والنسائي من حديث عبادة بن الصامت ، عن النبي ﷺ ، أنه قال : «من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً ؛ فله ما نوى» [حسن ، «صحيح سنن النسائي» (3138)] .
وخرج الإمام أحمد من حديث ابن مسعود ، عن النبي ﷺ ، قال : «إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش ، ورب قتيل بين صفين الله أعلم بنيته» [ضعيف ، «ضعيف الجامع الصغير» (1404)] .
وخرج ابن ماجه ‎من حديث جابر ، عن النبي ﷺ ، قال : «يحشر الناس على نياتهم» [صحيح ، «صحيح سنن ابن ماجه» (3427)] .
ومن حديث أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال : «إنما يبعث الناس على نياتهم» [صحيح ، «صحيح سنن ابن ماجه» (4229)] .
وخرج ابن أبي الدنيا من حديث عمر ، عن النبي ﷺ ، قال : «إنما يبعث المقتتلون على النيات» .
وفي «صحيح مسلم» ، عن أم سلمة ، عن النبي ﷺ ، قال : «يعوذ عائذ بالبيت ، فيبعث إليه بعث ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» ، فقلت : يا رسول الله ! فكيف بمن كان كارهاً ؟ قال : «يخسف به معهم ، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته»[رواه مسلم (2882)].
وفيه _ أيضاً _ عن عائشة ، عن النبي ﷺ معنى هذا الحديث ، وقال فيه : «يهلكون مهلكاً واحداً ، ويصدرون مصادر شتى ، ويبعثهم الله على نياتهم»[رواه مسلم (2884)].
وخرج الإمام أحمد ، وابن ماجه من حديث زيد بن ثابت ، عن النبي ﷺ ، قال : «من كانت الدنيا همه ؛ فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة نيته ؛ جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة» [صحيح ، «صحيح سنن ابن ماجه» (3329)] ، لفظ ابن ماجه .
ولفظ أحمد : «من كانت همه الآخرة ، ومن كانت نيته الدنيا» .
وخرجه ابن أبي الدنيا ، وعنده : «من كانت نيته الآخرة ، ومن كانت نيته الدنيا» .
وفي «الصحيحين» ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي ﷺ ، قال : «إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أثبت عليها ، حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك»[رواه البخاري (1296) ، ومسلم (1628)].
وروى ابن أبي الدنيا بإسناد منقطع ، عن عمر ، قال : (لا عمل لمن لا نية له ، ولا أجر لمن لا حسبة له) ؛ يعني : لا أجر لمن لم يحتسب ثواب عمله عند الله _ عز وجل _ .
وبإسناد ضعيف عن ابن مسعود ، قال : لا ينفع قول إلا بعمل ، ولا ينفع قول وعمل إلا بنية ، ولا ينفع قول وعمل ونية إلا بما وافق السنة .
وعن يحيى بن أبي كثير ، قال : تعلموا النية ؛ فإنها أبلغ من العمل .
وعن زبيد اليامي ، قال : إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب .
وعنه أنه قال : انو في كل شيء تريده الخير ؛ حتى خروجك إلى الكناسة .
وعن داود الطائي ، قال : رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية ، وكفاك به خيراً وإن لم تنصب .
قال داود : والبر همة التقي ، ولو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا ؛ لردته يوماً نيته إلى أصله .
وعن سفيان الثوري ، قال : ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي ؛ لأنها تتقلب علي .
وعن يوسف بن أسباط ، قال : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد .
وقيل لنافع بن جبير : ألا تشهد الجنازة ؟ ، قال : كما أنت حتى أنوي ، قال : ففكر هنيةً ، ثم قال : امض .
وعن مطرف بن عبد الله ، قال : صلاح القلب بصلاح العمل ، وصلاح العمل بصلاح النية .
وعن بعض السلف ، قال : من سره أن يكمل له عمله ؛ فليحسن نيته ؛ فإن الله _ عز وجل _ يأجر العبد إذا حسنت نيته ، حتى اللًّقمة .
وعن ابن المبارك ، قال : رب عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية .
قال ابن عجلان : لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى لله ، والنية الحسنة ، والإصابة .
وقال الفضيل بن عياض : إنما يريد الله _ عز وجل _ منك نيتك وإرادتك .
وعن يوسف بن أسباط ، قال : إيثار الله _ عز وجل _ أفضل من القتل في سبيله .
خرج ذلك كله ابن أبي الدنيا في كتاب «الإخلاص والنية» .

الصفحات