أنت هنا

قراءة كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

كتاب "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم"، لِلْحَافِظِ ابْنِ رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ مُحَلَّى بِأَحْكَامِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِعْدَاد وَتَخْرِيج حازم خنفر، ويقول الأخير

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

وفي رواية لمسلم : سئل رسول الله ﷺ عن الرجل يقاتل شجاعةً ، ويقاتل حميةً ، ويقاتل رياءً ، فأي ذلك في سبيل الله ؟... فذكر الحديث[عند مسلم (1904)] .
وفي رواية له _ أيضاً _ : الرجل يقاتل غضباً ، ويقاتل حميةً [عند مسلم (1904)] .
وخرج النسائي من حديث أبي أمامة ، قال : جاء رجل إلى النبي ﷺ ، فقال : أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له ؟ فقال رسول الله ﷺ : «لا شيء له» ، ثم قال رسول الله ﷺ : «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه» [حسن صحيح ، «صحيح سنن النسائي» (3140)] .
وخرج أبو داود من حديث أبي هريرة ، أن رجلاً قال : يا رسول الله ! رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضاً من عرض الدنيا ؟! فقال رسول الله ﷺ : «لا أجر له» ، فأعاد عليه ثلاثاً والنبي ﷺ يقول : «لا أجر له» [حسن ، «صحيح سنن أبي داود» (2516)] .
وخرج الإمام أحمد ، وأبو داود من حديث معاذ بن جبل ، عن النبي ﷺ ، قال : «الغزو غزوان ، فأما من ابتغى وجه الله ، وأطاع الإمام ، وأنفق الكريمة ، وياسر الشريك ، واجتنب الفساد ؛ فإن نومه ونبهه أجر كله ، وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعةً ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ؛ فإنه لم يرجع بالكفاف» [حسن ، «صحيح سنن أبي داود» (2515)] .
وخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو ، قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني عن الجهاد والغزو ؟ فقال : «إن قاتلت صابراً محتسباً ؛ بعثك الله صابراً محتسباً ، وإن قاتلت مرائياً مكاثراً ؛ بعثك الله مرائياً مكاثراً ، على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تيك الحال» [ضعيف ، «ضعيف سنن أبي داود» (2519)] .
وخرج مسلم من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ : سمعت النبي ﷺ يقول : «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد ، فأتى به ، فعرفه نعمه ، فعرفها ، فقال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال : جريء ، فقد قيل ، ثم أمر به ، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه ، وقرأ القرآن ، فأتي به ، فعرفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم ، وقرأت القرآن ليقال : قارئ ، فقد قيل ، ثم أمر به ، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل وسع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به ، فعرفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ فقال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال : هو جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به ، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» [رواه مسلم (1905)] .
وفي الحديث : إن معاوية لما بلغه هذا الحديث ؛ بكى حتى غشي عليه ، فلما أفاق ؛ قال : صدق الله ورسوله ، قال الله _ عز وجل _ : ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ﴾ [سورة هود:15 ، 16] [صحيح ، «صحيح سنن الترمذي» (2382)] .
وقد ورد الوعيد على تعلم العلم لغير وجه الله ؛ كما خرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ ، عن النبي ﷺ : «من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا ؛ لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» ؛ يعني : ريحها [صحيح ، «صحيح سنن ابن ماجه» (206)] .
وخرج الترمذي من حديث كعب بن مالك ، عن النبي ﷺ ، قال : «من طلب العلم ليماري به السفهاء ، أو يجاري به العلماء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ؛ أدخله الله النار»[حسن ، «صحيح سنن الترمذي» (2654)].
وخرجه ابن ماجه بمعناه من حديث ابن عمر ، وحذيفة ، وجابر ، عن النبي ﷺ ، ولفظ حديث جابر : «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ، ولا لتماروا به السفهاء ، ولا تخيروا به المجالس ، فمن فعل ذلك ؛ فالنار النار»[صحيح ، «صحيح سنن ابن ماجه» (208)].
وقال ابن مسعود : لا تعلموا العلم لثلاث : لتماروا به السفهاء ، أو لتجادلوا به الفقهاء ، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم ، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله ؛ فإنه يبقى ويذهب ما سواه .
وقد ورد الوعيد على العمل لغير الله عموماً ؛ كما خرج الإمام أحمد من حديث أبي بن كعب ، عن النبي ﷺ ، قال : «بشر هذه الأمة بالسناء ، والرفعة ، والدين ، والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ؛ لم يكن له في الآخرة من نصيب»[صحيح ، «صحيح الجامع الصغير» (2825)].
واعلم أن العمل لغير الله أقسام :
فتارةً يكون رياءً محضاً ؛ بحيث لا يراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي ؛ كحال المنافقين في صلاتهم ؛ كما قال الله _ عز وجل _ : ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ﴾ [سورة النساء:142] ، وقال _ تعالى _ : ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ _ الآية _ [سورة الماعون:4] ، وكذلك وصف الله _ تعالى _ الكفار بالرياء في قوله _ تعالى _ : ﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ﴾ [سورة الأنفال:47] ، وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام ، وقد يصدر في الصدقة الواجبة والحج ، وغيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها ؛ فإن الإخلاص فيها عزيز ، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط ، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة .
وتارةً يكون العمل لله ويشاركه الرياء ، فإن شاركه من أصله ؛ فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه _ أيضاً _ .
وفي «صحيح مسلم» ، عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ ، عن النبي ﷺ ، قال : «يقول الله _ تبارك وتعالى _ : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري ؛ تركته وشريكه»[رواه مسلم (2985)].
وخرجه ابن ماجه ، ولفظه : «فأنا منه بريء» ، وهو للذي أشرك[صحيح ، «صحيح سنن ابن ماجه» (3406)].
وخرج الإمام أحمد ، عن شداد بن أوس ، عن النبي ﷺ ، قال : «من صلى يرائي ؛ فقد أشرك ، ومن صام يرائي ؛ فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي ؛ فقد أشرك ، وإن الله _ عز وجل _ يقول : أنا خير قسيم لمن أشرك بي شيئاً ؛ فإن جدة عمله _ قليله وكثيره _ لشريكه الذي أشرك به ، وأنا عنه غني»[ضعيف ، «ضعيف الترغيب والترهيب» (19)].

الصفحات