أنت هنا

قراءة كتاب موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

كتاب " موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية " ، تأليف د. عبد المنعم الحنفي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2005 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 4

مقدمة الطبعة الثانية 1999

الحمد لربّنا كلَّ الحمد ، والصلاة والسـلام على نبيّنا معلّم الأمة ، وباعث نهضتها، وواضع سُنّتها ، وهو مثلُنا الأعلى ، وكانت أمتنا المرتجاة - أمة محمد، وأمة لا إله إلا الله، وأمة الإسلام - هى الأمة النموذج ، وكانت كذلك فى عهد الرسول ، إلى أن توفّاه الله ، فاختلفت الأمة، وتباينت الآراء، وظهرت الأطماع ، وانفرقت الأهداف، وعادت الجاهلية ، وأشرأبت الشعوبية ، فكان ما كان من المذاهب والفِرق والجماعات والحركات والأحزاب ، وكلها تدّعى أنها تنشر الإسلام دينًا ، وتطلبه دنيا ، وتدعو لـه دينًا ودولة ، وعقيدةً ونمطَ حياة ، ونهجًا فكريًا وسلوكًا عمليًا . وانعكست أحوال الأمة على هذه الفرق والجماعات والأحزاب ، وكان ظهورها رصـدًا لمدرج الأمة الإسلامية، ارتقاءً أو انتكاسًا ، تقدمًا أو تأخرًا . وبعض هذه الفرق قد يبدو أنه اجتماعى خالص ، إلا أنه على المدى الطويل لابد أن يكون له مردوده السياسى .

واستنفار السلطة لمحاربة الفكر الفِرقى لم يكن فى كل الأحوال دفاعًا أو غيرةً على الدين ، وإنما تكريسًا للمقولة المشهورة : أن الناس فى بلادنا إمّا حاكمون أو محكومون، وكلاهما - الحاكمون والمحكومون - لهم دعاوَى ومزاعم ، والحاكمون يلجأون للعنف، ويحكمون بالجوْر، والمحكومون يواجهون العنف بالعنف وينشدون العدل ، والصدام واقعٌ لا محالة بين الطرفين ! وتاريخ بلاد الإسلام هو تاريخ هذا الصدام الدائم بين السلطة والشعب ، وما كانت هناك أبدًا حكومات تنتخبها الشعوب ، ولا قوانين تنبع من حاجة الشعوب ، أو تترجم عن علاقات سوية بين جماعات الأمة . وما عرفت الشعوب المسلمة يومًا إلا فى خلافتى أبى بكر وعمر، معانى الحرية ، والديمقراطية، والعقلانية، والعدل، والحقّ، والشورى، وهى جميعًا مصطلحات وردت بالقرآن يُأمر بها المؤمنون ! ومن أجل ذلك كان قيام الفرق غالبًا ، وكانت ثورة أفراد بعينهم أحيانًا ، نشدانًا ليوتوبيا إسلامية ، فالإسلام -كغيره من الأديان - لـه رؤاه وطموحاته ومخططاته ، لِجَنّة أرضية .

وقد يعجب القارئ لانحطاط المستوى الفكرى لبعض الفِرَق ، وما كان انحطاطًا أصلاً إلا لتدنّى المستوى الثقافى والاقتصادى للشعوب الإسلامية . وبعض الفرق استغل الدين لمصلحة الدُعاة ، واستغلته السلطة أيضًا لمصلحة الحكّام ، فمثلاً قال الشيعة بالغيبة ، أى غيبة الأئمة ، وبالرجعة ، وبالعصمة ، وادّعوا الألوهية للأئمة ، ليبرّروا استمرارية تسلّط أفراد وأتباع لهم، على جماعات المعتقدين فيهم . وأيضًا نجد أن فقهاء السلطة التزموا تفسيرات للحكّام من شأنها تدجين الإسلام ، واستمرار خضوع المحكومين للحاكمين ، فليس للمؤمن أن يعترض على ولاة الأمر ولو كانوا ظلمة ، وعليه أن يسمع لهم ويطيع طالما قد تولّوا الحكم . وأيضًا نجد أن السلطة لم تكن تزوُد عن بيْضة الإسلام غَيْرةً وعن إيمان حقيقى ، وهذا هشام بن عبد الملك، زعم أن الغيلانية، أتباع غيلان الدمشقى، كَفَرة ، وأن غيلان كافر، لأنه ينفى القدر ويقول بالاختيار، والحقيقة أن غيلان ما قال ذلك إلا بسبب ظلم الأمويين، وبسبب إصرارهم على أن يحكموا دون إرادة شعوبهم ، فقال: إن الإمام يجوز أن يكون قرشيًا أو غير قرشى، فالمهم أن يكون هو الإنسان الصالح للحُكم ، والمناسب له ، فاستعدى السلطة عليه لهذا السبب ، وقتله هشام! وما كان قتلُه من الدين فى شئ ، وما كان فيما يقوله كفرٌ حقيقىّ! والغريب أن الكثيرين ما يزالون يدرّسون فكر غيلان حتى اليوم على أنه فكرٌ فاسد !

والظاهرة الإسلامية اليوم - كما هى على الخريطة السياسية العالمية - لا ينكرها منكر، ولا يجحدها جاحد ، وتجتمع فيها تفاعلات دينية وسياسية وثقافية وحضارية ، فإذا تناولناها من جهة أصحابها، فهو ما نقصد إليه بمصطلح الجماعة الإسلامية ؛ وإذا قصرنا البحث فيها على الأفكار التى يبشّرون بها ، ويروّجون لها ، ويتناولونها بالشرح والتفسير والتأويل ، فهى المذهب ؛ وإذا كانت للظاهرة تحركاتها فى الإطار الإسلامى، فهى ما نقصد إليه من مصطلح الحركة ؛ وإذا كان انصرافنا إليها باعتبار أنها لجماعة لهم زخمهم الفكرى، ومسعاهم السياسى، فهى الحزب على مستوى الدولة .

والجماعات الإسلامية: تتفاوت فى التنظيم ، ولربما تقوم على تخطيط دقيق ، وسبق تدبير، أو يكون قيام الجماعة عفويًا. والجماعات الإسلامية وُجدت فى الماضى وحديثًا. والحركة الإسلامية: مصطلح حديث، وهى الجماعة فى نشاطها الدائب ، وفى مسعاها المستمر، تستهدف به تغيير النظام العلمانى إلى النظام الدينى الإسلامى ، وطبع هذا النظام فى المجتمعات الإسلامية بما عليه طابع الإسلام . وحركة الحزب: أكبر من حركة الجماعة ، وأهداف الحزب أوضح، والأحزاب لها برامجها المعلنة، والأحزاب الإسلامية السياسية لم توجد إلا مؤخّرًا . والحركة قد لا تعلن عن نفسها ، وقد تستبقى أهدافها غامضة ، أو مستترة . والأمر بخلاف ذلك فى التنظيم، ومصطلحه حديث أيضًا، والتنظيمات الإسلامية لها أنساقها من النشاط المستمر والمرتبط بالجماعات . والدارس لهذه التنظيمات يولى عناية لنسق العلاقات التفاعلية داخلها ، والزُمُر التى تتكون منها جماعاتها ، والتزامات أعضائها وواجباتهم ، وأوضاعهم داخل هذه الجماعات وحقوقهم فيها . وفى الفِرْقة: يكون الاهتمام بمعتقداتها الخاصة من داخل الإطار العام للإسلام ، وتتمايز الفرق بما تقول به فى علم الفروع ، وربما يتناول اختلافها أصول العقيدة ؛ وفى تاريخ الفرق الإسلامية يظهر تأثير الثقافات الوافدة والدراسات فى الفلسفة ، ولم توجد الفِرق الإسلامية إلا مؤخرًا.

الصفحات