أنت هنا

قراءة كتاب موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية

كتاب " موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية " ، تأليف د. عبد المنعم الحنفي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2005 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

والوجود الإسلامى خلاف الموجود الإسلامى ، والوجود هو ما ينبغى ، والموجود هو ما هو قائم . وما هو قائم لابد أن يكون عقليًا ، بمعنى أن نبحث فى العلم عن معنى الإسلام ، وكان ذلك منهج النبىّ ، وأمّا مَن خلفه وجاءوا بعده، فقد بحثوا فى الإسلام عن معنى العلم فتأخّروا . والبحث فى الوجود مأمورون به فى الإسلام ، وديالكتيك الإسلام لا ينبغى أبدًا أن يخرج عن ديالكتيك الواقع . ولن يصبح الديالكتيك الإسلامى واقعيًا إلا بنمو التصوّر عند المسلمين ، فيغتنى وجودهم وينمو . ولم يكن تخلّف المسلمين كأصحاب رسالة إلا لتخلّف رؤيتهم للواقع . ولقد تطوّر تاريخ العالم وما تطوّرت فكرة المسلمين عن العالم ، فضمرت عقولهم ، وهزلت معارفهم ، وتأخّرت تشريعاتهم . ولو ناقشنا الموجود منها على الساحة ، والمنثور فى الكتب القانونية، لتبيّن لنا أن قوانين المسلمين التى تحكمهم غايتها القسر لا الحماية، وتعـادى الحرية ولا تنمّيهـا . والمفـروض أن القوانين ينبغى أن تعكس الإرادة الحـرة للمحكومين. ولم ينشأ الاستبداد عند الحكام المسلمين إلا لأن القوانين فى البلاد الإسلامية ضد التاريخ والتطوّر والحرية . والتعيّن القانونى عند أية جماعة بشرية يظهر جليًا فى تربية أبنائها ، وفى تكوين الأسرة ، وتفكير الفرد، وليس فى قوانين الأمة الإسلامية حاليًا إلا ما يصادم الواقع الدولى ، وليس فيها أى توافق بين الحاجات . وبالقوانين يتحدد شكل الدولة ، وهى التحقق القانونى الأعلى الذى فى إطاره يعيش الكل فى رخاء مادى ، ويرتفعون إلى الحرية العينية . وفى الدولة يصل المسلم إلى الأخلاقية العليا ، أى التحقّق العينى لمطلوبات الله من الإنسان المسلم . وإذا لم تقم الدولة بتربية المسلم ليقوم بمقتضى المطلوبات منه ، فإن من شأنها أن تنحرف برسالتها ، ولا تسـتوفى سبب وجودها raison d'être. ومثل هـذه الحكومات تُنقص من أبنائهـا ، وتقلل من قيمتهم ، وتقتـل فيهم الذاتية والضـمير ، وتدمّر الشخصية ، وكان المفروض أن تساعد على اكتمال شخصياتهم .

وذلك جميعه ، وغيره كثير ، هو سبب كثرة الفِرَق والجماعات والتنظيمات والأحزاب والحركات الإسلامية ، وتعدُّد محاولات المصلحين والثوريين تغيير نظم الحكم ، لأن الدولة هى التجسيد لأفرادها ، وفى ذلك يقول التنـزيل : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (الرعد : 14) .

نسأل الله لأنفسنا العفو والعافية ، ولأمتنا السـلامة ، ولزعمائها الرشاد والسـداد والتوفيق ...

دكتور عبد المنعم الحفنى

القاهرة يناير 1999

حاشية : إنى لأرجو من كافة الأحزاب والجماعات وأصحاب المذاهب أن يبعثوا لى بكتيباتهم عن فكرهم ، ولا دخل لى بالتنظيمات السريّة ، ولا بأسماء المشرفين عليها، ولا بتمويلهم ، وإنما عملى ينحصـر فى مسائل الفكر ، ويتوجه إلى إيديولوجية الجماعة أو التنظيم أو الحزب ، ولهم منى غاية الامتنان وكريم الدعوات ...

دكتور عبد المنعم الحفنى

118 ش محى الدين أبو العز - الدقى القاهرة

جمهورية مصر العربية ت : 7613355

الصفحات