كتاب " موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية " ، تأليف د. عبد المنعم الحنفي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2005 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية
والوجود الإسلامى خلاف الموجود الإسلامى ، والوجود هو ما ينبغى ، والموجود هو ما هو قائم . وما هو قائم لابد أن يكون عقليًا ، بمعنى أن نبحث فى العلم عن معنى الإسلام ، وكان ذلك منهج النبىّ ، وأمّا مَن خلفه وجاءوا بعده، فقد بحثوا فى الإسلام عن معنى العلم فتأخّروا . والبحث فى الوجود مأمورون به فى الإسلام ، وديالكتيك الإسلام لا ينبغى أبدًا أن يخرج عن ديالكتيك الواقع . ولن يصبح الديالكتيك الإسلامى واقعيًا إلا بنمو التصوّر عند المسلمين ، فيغتنى وجودهم وينمو . ولم يكن تخلّف المسلمين كأصحاب رسالة إلا لتخلّف رؤيتهم للواقع . ولقد تطوّر تاريخ العالم وما تطوّرت فكرة المسلمين عن العالم ، فضمرت عقولهم ، وهزلت معارفهم ، وتأخّرت تشريعاتهم . ولو ناقشنا الموجود منها على الساحة ، والمنثور فى الكتب القانونية، لتبيّن لنا أن قوانين المسلمين التى تحكمهم غايتها القسر لا الحماية، وتعـادى الحرية ولا تنمّيهـا . والمفـروض أن القوانين ينبغى أن تعكس الإرادة الحـرة للمحكومين. ولم ينشأ الاستبداد عند الحكام المسلمين إلا لأن القوانين فى البلاد الإسلامية ضد التاريخ والتطوّر والحرية . والتعيّن القانونى عند أية جماعة بشرية يظهر جليًا فى تربية أبنائها ، وفى تكوين الأسرة ، وتفكير الفرد، وليس فى قوانين الأمة الإسلامية حاليًا إلا ما يصادم الواقع الدولى ، وليس فيها أى توافق بين الحاجات . وبالقوانين يتحدد شكل الدولة ، وهى التحقق القانونى الأعلى الذى فى إطاره يعيش الكل فى رخاء مادى ، ويرتفعون إلى الحرية العينية . وفى الدولة يصل المسلم إلى الأخلاقية العليا ، أى التحقّق العينى لمطلوبات الله من الإنسان المسلم . وإذا لم تقم الدولة بتربية المسلم ليقوم بمقتضى المطلوبات منه ، فإن من شأنها أن تنحرف برسالتها ، ولا تسـتوفى سبب وجودها raison d'être. ومثل هـذه الحكومات تُنقص من أبنائهـا ، وتقلل من قيمتهم ، وتقتـل فيهم الذاتية والضـمير ، وتدمّر الشخصية ، وكان المفروض أن تساعد على اكتمال شخصياتهم .
وذلك جميعه ، وغيره كثير ، هو سبب كثرة الفِرَق والجماعات والتنظيمات والأحزاب والحركات الإسلامية ، وتعدُّد محاولات المصلحين والثوريين تغيير نظم الحكم ، لأن الدولة هى التجسيد لأفرادها ، وفى ذلك يقول التنـزيل : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (الرعد : 14) .
نسأل الله لأنفسنا العفو والعافية ، ولأمتنا السـلامة ، ولزعمائها الرشاد والسـداد والتوفيق ...
دكتور عبد المنعم الحفنى
القاهرة يناير 1999
حاشية : إنى لأرجو من كافة الأحزاب والجماعات وأصحاب المذاهب أن يبعثوا لى بكتيباتهم عن فكرهم ، ولا دخل لى بالتنظيمات السريّة ، ولا بأسماء المشرفين عليها، ولا بتمويلهم ، وإنما عملى ينحصـر فى مسائل الفكر ، ويتوجه إلى إيديولوجية الجماعة أو التنظيم أو الحزب ، ولهم منى غاية الامتنان وكريم الدعوات ...
دكتور عبد المنعم الحفنى
118 ش محى الدين أبو العز - الدقى القاهرة
جمهورية مصر العربية ت : 7613355