أنت هنا

قراءة كتاب الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

كتاب " الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط " ، تأليف د. أحمد نوري النعيمي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 10

2.أسباب اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني

ويثار سؤال بهذا الصدد وهو، ما هي الأسباب الكامنة وراء اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني(102)؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نضع أمام أعيننا هذه النقاط:

1. دور جماعات الضغط الصهيونية في تركيا بصورة عامة ودور جماعات الدونمة بصورة خاصة إذ أن الأخيرة تسيطر على وسائل الإعلام التركية والاقتصاد التركي، وجماعات الدونمة كانت لها دوراً واضحاً في السياسة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى إذ قامت هذه الجماعة على إقصاء السلطان عبد الحميد من الحكم، لأن الأخير رفض مطاليب الحركة الصهيونية. وقد تغلغل يهود الدونمة في صفوف حركة مصطفى كمال اتاتورك ولا سيما بأن اتاتورك له عرق من طائفة الدونمة التي كانت تعيش في ولاية سلانيك وبإمكاننا أن نقول أنه في بداية حركة اتاتورك في العشرينات من هذا القرن كان لطائفة الدونمة دور واضح في تأسيس كيان حزب الشعب الجمهوري، إذا عرفنا أن الحزب الأخير هو الذي اعترف بالكيان الصهيوني في 28 آذار 1949، إذ كان عصمت اينونو رئيساً للجمهورية وكان في حينه زعيماً للحزب المذكور.

2. بدأت وسائل الإعلام التابعة لطائفة الدونمة والماسونية المشتركة تنشر مقالات قبل الاعتراف التركي بالكيان الصهيوني، تؤكد فيه أن الأقطار العربية كانت سبباً في انهيار العثمانيين عندما قام العرب بثورتهم بزعامة الشريف حسين خلال الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أسهم فياندحار الجيش العثماني.(103)

يقول في هذا الشأن فطين زورلو وزير خارجية عدنان مندريس: " في أثناء الحرب العالمية الأولى، وبينما كنا ندافع عن الإسلام تحالف العرب مع الكفار وطعنونا في الظهر، ولن ننسى أبداً هذه الخيانة ".(104)

3. عند نشوب الصراع بين العرب والكيان الصهيوني، تدفقت المساعدات الاقتصادية والعسكرية من الولايات المتحدة إلى تركيا بموجب مبدأ ترومان، إذ أن المبدأ الأخير يعد المنطلق الأساس للتحالف التركي الأمريكي، ومنذ ذلك الوقت فقد أصبح التحالف مع الولايات المتحدة بالنسبة لتركيامن الأهداف الحقيقية لسياستها الخارجية. وعليه بالإمكان القول أنه تحت تأثير بعض العوامل مثل التهديد السوفيتي لتركيا واختيارات الصفوة الحاكمة والمصالح الاقتصادية، جاءت اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني.(105)

وهذا يعني من جانب آخر أن تركيا احتاجت الغرب في المدة الواقعة

بين 1945 – 1947 لمقاومة التهديد السوفيتي، من هذا المنطلق فإن تركيا بدأت تبحث الاعتراف بالكيان الصهيوني، لاستمالة الغرب إلى جانبها(106).

أما بالنسبة للعرب فإنهم ابتعدوا عن السياسات الغربية بصورة عامة والسياسة الأمريكية بصورة خاصة، لأنهم وضعوا مسؤولية نشوء الكيان الصهيوني عليها.

1. أرادت تركيا إرضاء الولايات المتحدة، وكانت تركيا قد قدمت إلى عضوية حلف شمال الأطلسي منذ بداية الخطوات التأسيسية للحلف، ولا سيما أن الولايات المتحدة كانت مترددة في قبولها في بداية الأمر.

2. إن ظهور الكيان الصهيوني في المنطقة العربية سيؤدي إلى اعتقاد القادة الأتراك في قبض تركيا على ميزان القوى في المنطقة العربية والشرق الأوسط.(107)

3. دخلت تركيا في مشكلة مع بعض الأقطار العربية، لعل من بينها الصراع على الموصل مع العراق علم 1923، والإسكندرونة مع سوريا عام 1939، هاتان المشكلتان مع الوطن العربي خلقتا بيئة لمصلحة الكيان الصهيوني عند نشوئه.

الصفحات