أنت هنا

قراءة كتاب الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

كتاب " الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط " ، تأليف د. أحمد نوري النعيمي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2

فصل تمهيدي

نبذه تاريخية عن العلاقات العربية التركية

1. اعتناق الأتراك الإسلام

كانت هناك محاولات من قبل المسلمين منذ القرن الأول للهجرة، السابع للميلاد للوصول إلى بلاد الترك،(1) ناهيك عن قيام المسلمين بصد غارات الترك، وإبعادهم عن بلاد ما بين النهرين. ومع كل هذا فقد كانت هناك جهود دبلوماسية من قبل المسلمين لإدخال الأتراك إلى الإسلام. وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى الرسالة التي بعثها هشام بن عبد الملك (105 – 125هـ / 724 – 743م) إلى ملك الترك(2) يدعوه إلى الإسلام، وما كان من ملك الترك إلا أن جمع مائة ألف مقاتل، قائلاً لمترجمه: "قل لهذا الرسول يعرف صاحبه (أي الخليفة هشام)، أنه ليس في هؤلاء حجام ولا إسكافي ولا خياط، فإذا أسلموا والتزموا شروط الإسلام من أين يأكلون؟؟".(3)

وصل الإسلام إلى أواسط آسيا عن طريق المسلمين، بعد أن استطاع الأخيرون التغلب على الفرس، إذ تغلغلوا في بخارى وFergana في العقد الأول من القرن الثامن، وعلى هذا الأساس يكون الأتراك قد اعتنقوا الإسلام عن طريق آبائهم في شرقي سيبيريا والصين. وهذا يعني أن الأتراكاتصلوا ولأول مرة مع العرب المسلمين، بعد أن فتح عمر بن الخطاب إيران، وبعد معركة ما وراء النهر.(4)

وقد انتشر الإسلام بين الأتراك بشكل تدريجي، بصورة غير منتظمة منذ أن قام قتيبة بن مسلم الباهلي على عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك الأموي بفتح بخارى ومرو وسمرقند وغيرها من بلاد الترك في عام 98هـ وفي عام 717م. وبدأ الأتراك يدخلون إلى الإسلام وبأعداد هائلة على عهد الخليفة هشام بن عبد الملك. وفي عهد المأمون اعتنق ملك أشروسته المسمى كاوس الإسلام وأسلم معه قومه. وبالإمكان أن نقول في هذا المجال أن عهد الخليفة المطيع لله ابن المقتدر العباسي يمثل الحقبة الحاسمة في دخول الأتراك إلى الإسلام إذ أسلم زعيم الترك قرة خان في عام 349هـ.(5)

والحق، اعتنق الأتراك الإسلام بمحض من إرادتهم، وإذا كان دخول بلغار الفولجا يمثل خطوة كبيرة على طريق انتشار الإسلام بين الترك، فإن الحادثة الأهم في التاريخ الإسلامي ترجع إلى سنة 349هـ (960م)، عندما اعتنق آلاف مؤلفة منهم في آسيا الوسطى.(6)

وفي هذا الشأن يقول محمود الكاشغري وابن الأثير ما نصه: "وفيها أسلم من الأتراك نحو مائتي ألف خركاء، والخركاء هي الخيمة التي تأوي أسره.(7)

والظاهر، أن استخدام الخليفة المأمون والمعتصم الترك في أجهزة الدولة الإدارية كان له الأثر الكبير في انتشار الإسلام بينهم.(8) ولا سيما إذا عرفنا أن المعتصم كان ينتسب من جهة أمه إلى الأتراك لذلك فقد قربهم إلى مركز الخلافة، وسكن معهم في مدينة سامراء، الأمر الذي جعل الكلمة في الدولة العباسية للأتراك، ورجحان أمرهم على العرب والفرس، وقد استمرت هذه المدة إلى عام 1258، وهو تاريخ دخول المغول بغداد، والقضاء على الدولة العباسية،وكان من نتائج ذلك قيام الهجرة التركية غرباً من بغداد إلى بلاد الشام والأناضول.(9)

استخدم العثمانيون مصطلح الجهاد في تعاملهم مع العالم الخارجي، الأمر الذي دفع العرب والمسلمين إلى التعاون معهم في آسيا الصغرى في الأيام الأولى من تأسيس دولتهم، وهذا ما يفسر وجود مؤلفات كثيرة باللغة العربية، وكتابة أصول الشريعة الإسلامية باللغة نفسها، فضلاً عن ذلك فقد تسربت هذه اللغة إلى الجهاز الإداري في مجالات المعاملات وأسماء الأشخاص.(10)

الصفحات