أنت هنا

قراءة كتاب الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط

كتاب " الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط " ، تأليف د. أحمد نوري النعيمي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 6

نصت اتفاقية فرانكلين – بولون على تشكيل نظام إداري خاص للواء الإسكندرونة، وأصبح هذا النظام ساري المفعول إلى حقبة زمنية معينة، دون أن يجري عليه أي تعديل في الوقت الذي كان يؤمل الأتراك إجراء تعديل على ذلك، واستمرت هذه الحالة إلى عام 1936، إذ أبرمت المعاهدةالسورية – الفرنسية، وبموجبها قدمت وعود باستقلال سوريا بما فيها الإسكندرونة.(53)

أن هذه القضية قد أقلقت مصطفى كمال حتى قبل أن يعمد إلى المطالبة بها، وهذه النقطة واضحة في خطبة له ألقاها في ادنة في 17 شباط 1931(54): "هناك في ادنة أكثر من 80,000 مواطن لا يتكلمون التركية.. إذا حلت نكبة أو فاجعة بنا يوماً ما، فإن هؤلاء الناس قد يلتحقوا بقواتشعب يتكلم لغة أخرى ويتحركون ضدنا.. إن الواجب الرئيس للنوادي القومية التركية هو أن تحاول وتجعل هذه العناصر أتراكاً حقيقيين يتكلمون لغتنا.. هؤلاء الناس هم مواطنون أتراك، قدرنا ومصيرنا هو نفسه اليوم وغداً.. أنتظر من شبابنا أن ينجحوا بسرعة في هذا الواجب النبيل".(55)

ومن جهة أخرى فقد تحدث مصطفى كمال في المجلس الوطني التركي الكبير في 1 تشرين الثاني 1936، ذاكراً أن السنجقية تعود إلى تركيا، وأنها يجب أن تحل بموجب ذلك.(56)

فضلاً عن ذلك، أكد مصطفى كمال أن هاتاي هي جزء من مملكة "Hittite Biblical" في الأناضول، ونتيجة لذلك فهي – من وجهة نظر مصطفى كمال – جزء من الأناضول الحديثة من تركيا، وإن غالبية السكان هم من الأتراك(57).

عندما قررت فرنسا في أيلول 1936 منح الاستقلال لسوريا التي وضعت تحت حكم الانتداب عارضت تركيا فرنسا في التنازل عن الإسكندرونة لسوريا(58).

وعليه فقد طلبت تركيا ضم ولاية الإسكندرونة إليها، ونتيجة لذلك فقد شكلت لجنة من الخبراء في داخل عصبة الأمم وقد وجدت الأخيرة أن الأتراك يشكلون أقلية من السكان، وقد عرف مصطفى كمال أن هذه النسبة لا تستطيع أن تقف على قدميها وعليه فإنه قام بزيارة رسمية إلى مرسين عام 1938 التي تقع في الجنوب الشرقي من تركيا، إذ كان يفكر في غزو ولاية الإسكندرونة وكانت النتيجة هي إقناع فرنسا بالسماح لهيئة عسكرية تركية بالإشراف على الانتخابات(59).

ونتيجة لهذه التطورات عرضت تركيا هذه المشكلة على مجلس العصبة.. وبعد أن حصل مجلس العصبة على موافقة فرنسا وتركيا.. وضع في أيار 1937 دستوراً خاصاً ينص على: استقلال اللواء ومن ثم تجريده من الصبغة العسكرية وتقديم ضمانات خاصة للأتراك من سكانه.(60)

وفي نهاية الأمر أصبحت الإسكندرونة جزءاً من تركيا وذلك في عام 1939.(61)

وضح اتاتورك لجميل مردم رئيس وزراء سوريا – وقتئذ – حينما زار تركيا في المدة الواقعة بين 21 – 22 كانون الأول 1937 – أنه عندما ترك السنجقية تحت الإدارة الفرنسية في عام 1921، كان لديه الصلاحية بأن يبقيه ضمن الإدارة التركية، لكنه فكر انه سوف يأتي يوم تفهم فيه كلمن تركيا وسوريا إحداهما الأخرى وستعقد بينهما اتفاقية بسهولة، فضلاً عن ذلك فإن هاتاي هي قضية شرف بالنسبة له.(62)

ونتيجة لهذه التطورات، فقد قامت تركيا بإلغاء معاهدة الصداقة التركية السورية التي أبرمت في عام 1926، وشن حملة على فرنسا، وكان من نتائج ذلك أن توصلت تركيا إلى اتفاقية مع فرنسا في 3 تموز 1938، التي جاء فيها خضوع الإسكندرونة لحكم فرنسي وتركي مشترك، حتى يتمإجراء انتخاب عام يقرر بنتيجته وضع اللواء المقبل.(63)

وقد أجرى الاستفتاء العام في تموز 1938 تحت سيطرة القوات التركية التي دخلت الولاية في 5 تموز(64) وحصل الأتراك في ظل هذا الاستفتاء على 22 مقعداً في المجلس الوطني التركي الكبير من مجموع 40 مقعداً(65)، وكانت النتيجة إعلان الاستقلال وباسم "جمهورية هاتاي"، ومنذ ذلك التاريخ رفع العلم التركي فيها.(66)

الصفحات