أنت هنا

قراءة كتاب رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

كتاب " رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 3

إن إفاضة الجميل علينا واكتشاف رموزه وترميزاته لهو الرد المباشر على ذلك الهوس كله، وتجعلنا معللين فهمنا هذا إلى انتسابنا إلى دين الإسلام، وهو الدين الذي اختزل كل الأديان السابقة، واختزل أيضاً وتجاوب أحياناً كثيرة مع تلك الفلسفات القديمة التي حاولت جاهدة لأن تعرفنا بجدية التفكير ونتاجه، وإبلاغنا عظمة تلك العقول التي فكرت وأنتجت كثيراً في معالم الكون والطبيعة، وتوصلت بعبقرية أصحابها إلى تحديد المطلق وجماله وإفاضاته الجمالية ورموزه الكثيرة على أبناء العالم "السفلي" الذي نحن نعيشه، باعتبار عالمه العلوي هو في العلا أو الفوق أو التسامي أو المتناهي أو المتماهي عننا، فتعاليم المطلق هي دائماً تدعو إلى الخير والحب ولكن وفق أي معيار أو مقياس أو علّة تقاس، فأين نجد ذلك الجمال وذلك الفيض الجمالي حولنا...

فهل نجده في معتقدات الأقدمين؟ أم نجده في عقول الصفوة الخلاقة المفكرة من بينهم؟ وكيف تصوروا ذلك المجهول، هل كان يحمل شراً- خيراً تجاه من صنعهم وسواهم؟ وكيف حدوده؟ وتيقنوا من وجوده بالرغم من جهلهم إياه، وحسبنا نقول كما قال سيدنا إبراهيم مخاطباً ذلك المجهول(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) (الأنعام: 76) ثم قال (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام: 79).

فاهتدى بفطرته تلك، فهي دراسة لرؤية جمالية فلسفية تعرفنا بجميع الأفكار القديمة وحدود جمالها ورموزها في إفاضة المطلق العظيم.. هو (الله) الموجود بلا مشاهدة ولا سمع، بل بفطرة الإحساس به والشعور والجمال والحب فيه... والله من وراء القصد.

الصفحات