أنت هنا

قراءة كتاب رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

كتاب " رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 2

المقدمة

لا شك أن الخوض بالجمال وفلسفته من الصعوبة التي تؤرق صاحبها أو المشتغل بأفكارها وبواعثها، وغالباً ما نسمع ونقرأ الكثير من وجهات النظر التي مفادها إن هذا الحقل من المعرفة "جافٌ ممل" و"عالـمٌ ثمل"، فالصبر الطويل كما قال "بوﭭون" بوصفه للإبداع، فلا يمكن بلوغ غاية المراد إلا بالصبر والبحث به والمطاولة الجادة الموصلة إلى الهدف والغاية، وما كتابتنا لهذه النصوص الفلسفية في الجمال إلا صبراً وروية في محاكاة الأفكار "وسبر غورها" القديمة وتعديل وتحليل ما علق فيها من سقطات وشطحات الفلاسفة "المجانين" إن وجدت كون لا يمكن إخراج النص الفلسفي بعقلية الرتابة والسكون، بل بالهوس والتجلي والحكمة معاً، والابتعاد عن طبيعة البشر "ولو لبرهة من الزمن" في هذا القرن الجديد الذي ابتعد عن الروح وغابت معالمها وتضاريسها عن جسدها، فأمسى حاوية لها طول وعرض وارتفاع، لكنها جوفاء فارغة كصلصال آدم عندما خلقه المطلق قبل أن تدب فيه روحه...

فاستميح الفلاسفة عذراً إن أخطأت في شيء، ولكنني أرى أية فكرة تتجه إلى الحب والخير والإيمان والجمال علينا إظهارها والإبلاغ عنها، ولو كانت ندبة في جسد عملاق الفكر أو نقطة في بحر الإغريق والرومان أو لفافة من الجلد في مكتبة العرب والمسلمين...

فكانت هذه الرؤية التي أرى أنها أوصلت صاحبها إلى أن يتصور من خلالها صورة المطلق الكلية تجاه نسبويات الكون الذي أوجده لنا، وما لنا نحن إن لم نكن، وماله هو إن لم يوجدنا، فنحن له شاكرين وهو لنا متفضل أمين، فلا غرو بأن نمتثل لما يريد، ونجتهد بعقولنا وعملنا له وبه في ترميم و"ترقيع" ما تلف من بقايا الروح الأولى الصافية الصامتة، فلوثتها أجسادنا "بأديان الدنيا" وكأنها خالدة سرمدية لا يصيبها الفناء أو الضمور والتحلل والصدأ، فأدنوا زحفاً وبروية إلى روحنا كي تلتحم مع جسدها النقي الجميل، ليكون أميناً عليها من تلوث الدنس، دنس العولمة والحداثة التي أرادوها أن تقتلع أرواحنا من أجسادها، كونهم قد تشبعوا بروح الشطن ومراده الذي أوصلهم بلا رجعة إلى إنكار المطلق ولو بشيء من التدرج المتصاعد، حتى أوصلونا لتبني معتقداتهم ورؤاهم والدفاع عنها بشراسة، وكأنهم أرادونا أن نشكك بمعتقدنا وإنكاره...

الصفحات