أنت هنا

قراءة كتاب رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

كتاب " رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 9

اما الاستنباط الخاص فهو تكوين الفكرة الذاتية التي يحاول النسبـي تعميمها على العام لتكون نمطاً معرفيا يجب ان يعتنق وفق معطيات وافكار الخاص هذا، ومن ذلك وهذا نشأت الافكار الوضعية بأتجاهاتها المختلفة (المنسجمة- والمتقاطعة) في ما بينها، وكلما تعمق الخاص برمزيته تجاه العام كلما تعقدت الافكار وترمزت وانحدرت باتجاه ((الابتعاد بقدر ما)) عن مطالب المطلق نحو ما اراده، وكلما تعلقت مطالب العام (المجتمع) برمزيته تجاه الافراد (الفرد الخاص) كلما انفرجت الافكار واقتربت الى مطالب المطلق نحو ما اراد من النسبـي أذن فعامل الزمان والمكان للمجتمع والفرد وهما شكلان اساسيان لوجود الافكار التي لا يمكن تصورها بمعزل عنهما، كما ان تصورهما بمعزل عن وجود

هذه الأفكار "الفلسفات" تجريد لا معنى له، باعتبار أن المطلق هو السبب في العلة الأولى التي أوجدت الطبيعة وما عليها من نسبيات معلولة، حيث يكون المطلق جميلاً بمرتبة أولوية في الجمال أو قمة هرم الجمال، حيث يقول أفلاطون (أنا أطالب وقبل كل شيء باعتبار وجود المطلق في الجمال والخير والعظمة وما يماثلها من أشياء أمراً مفروغاً منه، لأنني لا استطيع تدبر وجود الجميل بمعزل عن الجمال المطلق، فهو جميل بمقدار ما يشارك في الجمال المطلق) (17-ص21)، وهذا يعلل لنا ترفع المطلق عن الإتيان بالقبح وتمثله بالجمال الكوني العام والكلي، وهو سبب وجوده لأنه هو ذاته الجميل وهو المجمل للأشياء بالإفاضة منه عليها التي أراد لها أن تكون كذلك، فكان النسبـي محاولاً أحكام سيطرته وسطوته "سيطرة العاطفة" على "العقل"، وأن ما تمليه العاطفة يجب أن تمر على سيطرة العقل، باعتبار أن العقل هو الكائن الجزئي الذي يميز ذلك وفق صلاحياته التي نشأ عليها في أوساطه النسبوية، فأعطى لهذا النسبـي حرّية العمل وجعل العقل يدرك ما فيه من الحسن والجمال والقبح، بحيث تأتي أعماله وفق معادلة "وجود شر ووجود خير" في النفس الواحدة، وكلاً قد حدد لهما المطلق ما يناسبها من عقاب وإثابة، فاعتمد عليه في الفصل بينهما أي (الخير والشر، القبح والجمال، الأسود والأبيض، الليل والنهار... الخ)، أي عبقريته التي جاءت من خلال الصبر الطويل، فهي تقوم خاصة على صفات الخلق التي تحدثنا عنها.

ومن هنا يتم الربط لفهم الرؤية الترميزية وما فيها من جماليات جاءت بها الأفكار الفلسفية موضحة الإشكالية التي تحكم النسبـي مع النسبـي سواء أكان هرمي السلطة "الحاكم" أو "عبداً" محكوماً، ونتيجة القوة الأولى لنسبية الحاكم "ومطلقيته كحق والتي يعتقدها هو" ومصالحه الخاصة ظهرت المحرمات الممنوعات لكل ما يخالف هذا الفهم الذي يحدده السلطوي هذا، وبما أن الأفكار المتداولة "الفلسفية" تظهر بحرية مدلول النسبـي لها، فينشأ عندها التعارض والتقاطع ما بين هذه العلاقات، وعندها تنشأ الاختلافات، وينشأ معه الترميز البدائي أولاً، ومن خلال هذا الترمي وتراكماته تدخلت الجماليات كأطر استحواذية على كل فكرة مرمزة تدعوا إلى الفهم الصائب، باعتبار لا يوجد قبح في الخلق، بل وجود جمال مطلق وتندرج دونه كل الجماليات النسبوية، من جميل عالٍ إلى جميل أدنى فأدنى، وما بينهما نسب كثيرة من الجماليات ذات الصفات المتسلسلة، فهو دور سوف يتحمل الكثير من الرؤيا المعرفية الفلسفية القادرة على صنع الاستبصار بالواقع البشري، ونؤكد أيضاً على (جمال النفس والخلق الفاضل... والجمال الساحر يجب أن تحويه وتناسبه نفس خيرة وجميلة في نفس الوقت) (16-ص30).

فعندما أتت الفلسفة اليونانية أتت لتعبر عن فهم الرمز من خلال رؤية أفلاطون وأرسطو، واعتبر الفن هو "ترميز للفكرة" مزيفاً للصورة "الأصل" عند المطلق ويقدم لنا ترميزاً مشوهاً وهي ليست محاكا لمشاعر النفس للنسبـي، باعتبارها لا تحاكي العالم الحقيق، وأعطى مثالاً حول عمل الرسام للكرسي فهو مرتبة ثالثة من حيث الوجود الأول الذي صنعها الذهن الإلهي (المطلق) والثاني الفكرة التي صنعها النجار، والثالثة صورة الكرسي الذي رسمه الرسام، أي أن العمل الفني لا يحاكي الـمُثل الثابتة للأشياء، واعتبر الفنان "الرسام" أبعد ما يكون إلى الخلق الأول أو الوضوح التام للأصل، فقد أوصلنا إلى ترميز جديد لصورة الكرسي، وهذا في تصوري هو عامل الجمال النسبـي الذي يوضح صعوبة واستحالة الوصول إلى جمال المطلق، وهي الصفة التي سمح بها المطلق للنسبـي أن يتمدد بها وحولها، فهي جماليات متدرجة مرمزة صعوداً نحو جمال المطلق، ومن هنا تظهر جماليات الترميز للأشكال بأفكار ومعاني مفهومة لدى النسبـي "الفنان" أي هو يضع ترميزاً للفكرة الأصل لكل الأشياء الوضعية كما هو عند أرسطو الذي أكد على أن العمل الفني "الجيد" يشتمل على "اكتمال" وليس "كمال" في الشكل للصورة، واعتدال في الأسلوب، واعتبر الجمال بشكل عام من خصائص العمل الفني وحده، وهو يؤكد على نسبية العمل الفني تجاه كمال فكرة المطلق، ويعترف بنسبية الجمال وترميزيته من خلال عمله "الاكتمال" باعتبارها عملية صنع ناقصة، والنقص هنا يعني به عدم الوضوح، وهذا يجرنا إلى صعوبة فهم المنتج، وإعطاء صفة مرمزة كي نظل مستظلين في حالة الاستنتاج المستمر تجاه جماليات الأشكال الوصفية.

الصفحات