أنت هنا

قراءة كتاب رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان

كتاب " رؤية في فهم الترميز الجمالي للفلسفات الوضعية والأديان " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 6

ومن هنا كانت الفرصة مهيأة وواضحة ومهيأة للذات النسبوية للتخاطب وهذه الفرصة لها شرطان مهمان لتحقق في عملية النظر إلى الذات، أولهما هو عملية "الإنصات" وثانيهما "إعادة التكرار"، وهما شرطان وجوب وجودهما لتحقيق رضا المطلق وقبول ذلك التخاطب.

فلإنصات هو عملية داخلية، يتفاعل معها النسبـي مع ما يستجوب الفهم والإدراك والغوص داخل النفس، كي تفهم عملية التواصل الإرادي مع الشعور اللا إرادي، فعملية الربط بين النفس الداخلية مع كل ما تحمله من مفاهيم اجتماعية "مرمزة جمالياً" هي بحد ذاتها تفريغاً مرمزاً جمالياً، وأعطيت للنسبـي الحرية لاكتشافها والاستدلال بها في تعابيره الخارجية والممثلة بلغة التخاطب هذه، فعملية الإنصات هي عملية انسجام تامة مع ما يحيط بهذا النسبـي الموجود من أشياء تخص المطلق وحده، أي الانسجام مع الكون لأطاعة المطلق بمفهوم جديد ومتطور للفكر، وبما ان الكون كله يدور ويتمدد حول المركز "مركز واحد" فعلى النسبـي إذن ترميز الإنصات هذا كونه عامل جمالي جديد يحدد من خلاله رضا المطلق تجاهه.

إن عملية الانسجام هي عملية ذاتية محضة، ولا يستطيع من يمارسها أن يبتعد بحواسه عن هضمها والتسامي مع روحها وأصولها المعقدة، ولا يمكن لفاعل الإنصات والممارس له أن يحقق ذاتية جمال روحه إلا من خلال تواصل مؤلم ومستمر لحواسه مع ذات المطلق كي يصل إلى مرحلة التسامي ثم الاندماج وبلوغ التوحد المطلوب من ذلك الإنصات.

أما الإنصات والمعرّف بمفهوم دلالة المطلق فهو "بلوغ غاية العرفان الذاتي"، وبما أن العرفان الذاتي من خاصية النسبـي، فعليه وجوب التوافق مع ذلك الإنصات وذلك الانسجام كي يصل ويفهم معنى الجمال الجديد المرتبط بوعيه وإدراكه وتواصله مع ذاته الدالة على نضجه العقلي، حينها يمكن تحديد النواتج المثالية المطلقة بأسس عالية الجودة وعالية الترميز للجمال "جمال تحققه الذات" لأن أفعال الذات لا بد لها من عمل، وهذا العمل محدد بعدم الخضوع "خضوع الجسد" للهوى وفق أوامر المطلق، فكوّنه وحدد مساره ليطور أدواته الإبداعية وفق إرادته ليتمكن من الاستمرار في صنع حياته لتحقيق غايتين مهمتين لهُ، الأولى تخص المطلق، وهي مهمة خلق بسببها النسبـي (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56).

أما الثانية فهي تخص النسبـي، وهي مُدركة لا مخيرة وواعية للأولى، مجانبة لها باعتبار ليس له خيار بعدم (الأكل، الشرب، التنفس) وهي وسائل قد وهبها المطلق له "باعتباره كاملاً جميلاً وعادلاً" وأما الباقي من حياة الموجود فهي فروع من الأصل تركها له وأعطاه من مكوناته الخاصة ليكتشفها بجده وجهده وعمله، ليستمر في حياته المقدرة له والمعلومة في مداها من قبل المطلق سلفاً.

الصفحات