أنت هنا

قراءة كتاب فن النشر وصناعة الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن النشر وصناعة الكتاب

فن النشر وصناعة الكتاب

كتاب " فن النشر وصناعة الكتاب " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 2

توحيد القواعد وتنميط الأساليب

وبقي في هاجس الدار توحيد القواعد والمصطلحات وأساليب النشر، وظل ذلك الهاجس يلح عليها طوال السنوات التي أربت فيها على الخمسين من عمر التجربة؛ التي لم تكن الدار تألو جهداً في تعميقها وإغنائها وتنميتها وتوثيقها؛ من خلال البحث عن حلول كلما جدّت مشكلة، ومن خلال المناقشات الحامية مع المخالفين؛ الذين يتوجسون شراً من كل جديد، ولو كان تأصيلاً وتقريباً من القواعد المتفق عليها.. وكذلك من خلال المطالعات المكثفة في المصادر المختلفة.

وبسبيل توحيد المصطلحات والقواعد والأساليب، سلكنا - لكي لا نصطدم بحواجز الإلف والاعتياد وتعدد المناهج - سبيلَ التدرج؛ فلم نكن نخطو خطوة جديدة حتى تستقر أقدامنا في التي قبلها، ويشيع استخدامها، ويُسَلَّم لنا بها من أهل التخصص.

كما أننا - من أجل ترسيخ قواعد واضحة لصناعة الكتاب - أخذنا أنفسنا بمبدأ التأصيل مع التحديث، ومبدأ التيسير مع الالتزام، ومبدأ التخفيف من الشواذ في اللغة بقدر المستطاع؛ للاقتراب من القواعد ما أمكن. فما كنا لنُقصّر في الاستفادة من التقنيات المستحدثة أو التيسير على الناس في استعمالاتهم الإملائية، أو الخروج بهم من دائرة الشذوذات والاستثناءات؛ ما دام لذلك كله أصل وقاعدة ووجه مقبول في التراث.

إن لمعظم الأمم في لغاتها المختلفة مراجعَ معتمدةً تنظم هذه الصناعة الشريفة الراقية؛ صناعة النشر المرتبطة بثقافة الأمة وحضارتها، فلماذا نحن نقصّر من دونها (1) ؟ وذلك ما حدا بدار الفكر إلى تطوير دليلها الصادر عام 1984، وتعميم نشره بهدف المقاصد الآتية:

1)- توحيد أساليب النشر في اللغة الواحدة؛ إذ من غير اللائق أن تختلف هذه الأساليب في الوطن الواحد بين مشرق ومغرب، بل وفي البلد الواحد بين كتاب وآخر، صادرَين عن ناشر واحد.

2)- بناء قواعد الجوْدة لضبط صناعة النشر، من أجل وضع معايير ومواصفات لائقة باتت المهنة تفتقر إليها في عالم القرن الواحد والعشرين.. مواصفات تعتمد المزيد من التخطيط والتنظيم والالتزام بأصول واضحة؛ تسهر على تطبيقها منظماتٌ متخصصة، لا تسمح بتسلل الفوضويين والعشوائيين وغير المنضبطين إلى صفوفها.

3)- تأكيد دَوْر الناشر في صناعة الكلمة؛ بوصفه شريكاً أساسياً في إنتاجها، تقع عليه مسؤوليات جسام، وتتقلب الكلمة عنده في مراحل عديدة قبل أن تصدر للقارئ كتاباً يحمل إليه شخصيته وطابعه المميّز في النشر.

4)- التمهيد لانتقال صناعة النشر إلى مرحلة جديدة في النشر الحاسوبي (الإلكتروني) الذي بدأ يقتحم عالم النشر بتسارع كبير، نتيجة التطور المذهل في تقانة المعلومات والاتصالات.

الصفحات