أنت هنا

قراءة كتاب فن النشر وصناعة الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن النشر وصناعة الكتاب

فن النشر وصناعة الكتاب

كتاب " فن النشر وصناعة الكتاب " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

ثالثاً - برنامج النشر

وبعد كل ما سلف ينبغي أن يكون لدار النشر الجادة مشروعها الفكري، وبرنامجها الثقافي الذي تستند إليه في إنتاجها، فتحدد طبيعة هذا الإنتاج ومضمونه وأهدافه التي هي في الأساس أهداف الدار الناشرة. فالدار التي لا هوية لها، وتنشر كتبها كيفما اتفق، لتركب موجة السوق، وتهيم في كل واد من وديان الثقافة، أو تتخذ قراراتها للنشر على ما تيسر؛ لهي دار لا تحظى باحترام القراء، وإقبالهم عليها، وترقبهم لإصداراتها.. ربما تَروج بعض كتبها في مرحلة ما، ولكنها لن تكون الدار المقصودة لذاتها أو المشار إليها بالبنان.

المفروض أن تضع الدار برنامجاً واضحاً للنشر، يتضمن:

- نوع الكتب التي ستنشرها وموضوعاتها.

- طبيعة المؤلفين الذين ستتعامل معهم.

- عدد الكتب الجديدة التي ستنشرها كلّ عام.

- الخطّة طويلة الأمد (الخمسيّة مثلاً) التي ستهتدي بها.

ولا بد للدار أن تراجع برنامجها كل حين، وتعدّله بناء على المعطيات التي رأتها، وعلى المستجدات في السوق.

ومن هنا اشتهرت دور نشر في أوربا وأمريكا، وذاع صيتها (3) ؛ لتوجهاتها المعروفة، وبرامجها المعلنة، ومتابعاتها.. وحظيت دور نشر كذلك في الوطن العربي باحترام القارئ، فاشتهرت في السوق الثقافية ونالت احتراماً ولقيت رواجاً، منها - على سبيل المثال لا الحصر - دار المعارف ودار الخانجي والقدسي في مصر، ودار الفكر ومكتبة أحمد عبيد في سورية، ودار العلم للملايين ودار النفائس ودار الغرب الإسلامي في لبنان، ودور أخرى غيرها موزعة في البلاد العربية لا داعي لذكرها كلها، وإن كانت متفاوتة فيما بينها في الجودة والأسلوب.

والناشر الجاد عموماً لا يقدم للسوق كتاباً غير مقتنع به مهما كانت الأسباب، ولا يلقيه في التداول كيفما اتفق، وينظر في مضمونه قبل أن يتخيره ليكون متفقاً مع أهدافه العلمية ورؤاه الثقافية التي يتبناها؛ فهو مسؤول عن المضمون كل المسؤولية.. يشارك المؤلف بها، بل قد يكون حسابه أعظم من حساب المؤلف سلباً وإيجاباً؛ لأنه هو الذي روّج له وأذاعه.

وبعض الدور؛ تنصُّلاً من المسؤولية، تثبت على الصفحة الثانية من كتبها عبارة تقول: «الدار ليست مسؤولة عما يرد من أفكار في هذا الكتاب».. فهذا التصرف إما أن يكون لتخوفها من مغبة تريد أن تتبرأ منها.. أو يكون حركة ذكية للترويج للكتاب، وكلاهما يحسب في حيّز المراوغة.

وعلى العموم، فإن برنامج النشر الذي تتخذه الدار، ومشروعها الثقافي المعلن هما طريقها للنجاح، والفوز بحصة من السوق تتناسب مع التزامها بهما.

الصفحات