أنت هنا

قراءة كتاب فن النشر وصناعة الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن النشر وصناعة الكتاب

فن النشر وصناعة الكتاب

كتاب " فن النشر وصناعة الكتاب " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

في مرحلة الانتقال إلى النشر الحاسوبي

ومهما تشبثنا بالنشر الورقي بحكم الإلف والاعتياد، ومهما دافعنا عن الكتاب الورقي الذي نحاول أن نضع له المعايير والمواصفات.. ومهما حشدنا للدفاع عنه من حجج وبينات؛ فإن سنة التطور ماضية لا تعود إلى وراء، والإنسان محكوم بالتكيُّف معها، وإيداع ما سبقها في المتاحف، يزورها بين الحين والحين، ليتذكر أعماله كيف كانت، وليخطط لمستقبله كيف سيكون..

ما الكتاب في شكله الحاضر إلا وعاء للمعلومات.. قبله كانت الذاكرة.. ثم جاء الحرف ليحفظها في نقوش على الحجارة.. ثم في خطوط على رقاع الجلود والعظام وجريد النخل.. إلى أن اختُرِع الورق وشاع استعماله..

ولما كتب الإنسان على الورق ظهر الورّاقون، وكانت لهم سوق رائجة.. وهم أول ناشري العصر القديم الذين استوعبوا معلومات عصورهم، وأخرجوها في كتب بواسطة النسخ اليدوي، وغلفوها بالجلود، وزينوها بالزخارف المذهبة والملونة.. وقدموها للناس كما يحبون.

وربما نسخ الوَرّاق الكتبَ بنفسه، أو اتخذ نُساخاً بين يديه، وربما تولى تسويق كتبه بنفسه، أو اعتمد بعض المروّجين المنتشرين في الأمصار، تماماً كما آل إليه أمر النشر في عصر الطباعة.. غير أن معظم الوراقين إبّان الحضارة العربية الإسلامية كانوا من مشاهير العلماء؛ أمثال ياقوت الحموي، وابن النديم، وأبي سعيد السيرافي، والحسن بن الهيثم، وأبي الفتح ابن سيد الناس.. وكانت دكاكين هؤلاء الوراقين ملتقى العلماء..

ولم تخل المهنة آنذاك من مستغل ومحتكر، ومنتحل يتزيد، ومبتسر ينتقص.. وهكذا الناس في كل زمان ومكان.

ثم جاء عصر الطباعة، فكان ثورة مذهلة في طرائق استيعاب المعلومات ونشرها، سرعان ما تقبلها الإنسان وتحوّل إليها، ونسي النِّساخة وأودعها في ذمة التاريخ..

هل يمكن لنا في عصر الطباعة أن نتصور ناشراً يحشد في مكتبه ألف ناسخ لينجز ألف نسخة من أغاني الأصفهاني في سنة، على حين أن المطبعة تقدم له الآلاف منها في مدة وجيزة؟!

وإذ نحن نعيش مرحلة انتقال كبير بين عصري النشر الورقي والآخر الحاسوبي، فلا بد لنا من التنبيه على مسائل:

1)- النشر الحاسوبي قادم لا محالة، ويجب الاستعداد له والتحول التدريجي إليه، قبل أن يفوت القطار، وتغدو مهنة النشر على الوضع الحالي من المهن المنقرضة.

2)- ولأن النشر الحاسوبي ما زال في بداية الطريق، وما زلنا نمارس النشر الورقي، فإن علينا أن نتقن عملنا فيه، قبل أن يغادرنا، فيسجل علينا التاريخ عشوائيتنا وعجزنا عن إرساء قواعد ومعايير لصناعتنا؛ تشهد لنا بشيء من الإبداع والعطاء.

3)- وهذا المرجع بوصفه الخطوة الأولى على طريق الجودة والمعايير، فإننا لن ندعي له الكمال واستيفاء جميع الأغراض والمقاصد والحاجات، ولن ندخر وسعاً في تنميته وتحسينه وسدّ خلله، مستعينين بكل ما يصلنا من الزملاء والقراء من ملاحظات وتصويبات.

4)- وإننا في مرحلة الانتقال هذه بين عصري النشر الورقي والحاسوبي؛ لن نألو جهداً في تطوير عملنا في هذا المرجع؛ كي يتمكن من مواكبة التقدم، وتلبية احتياجات المستخدمين له خلال فترة التحول.

دار الفكر نموذجاً

ونظراً إلى احتياجنا ضربَ الأمثلة، وتقديم النماذج للبيانات والتقارير والجداول والأشكال وعقود النشر؛ فسوف نعتمد دار الفكر مثالاً؛ يمكن الاستئناس به والتعويل عليه طبقاً لاحتياجات كل ناشر، وظروفه الخاصة.

تشكر الدار لكل من أفادها في إخراج هذا الدليل؛ من موظفين وأصدقاء وقراء؛ كانوا يقدمون آراءهم وتعليقاتهم ومداخلاتهم بسخاء.

محمد عدنان سالم

دمشق

رمضان 1435هـ

حزيران/ يونيو 2014م

الصفحات