أنت هنا

قراءة كتاب فن النشر وصناعة الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن النشر وصناعة الكتاب

فن النشر وصناعة الكتاب

كتاب " فن النشر وصناعة الكتاب " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 5

ثانياً - من هو الناشر؟

معظم التعريفات التي أطلقت على الناشر؛ يركز على عملية الاستثمار في مجال نشر الكتب أو الصحف أو المجلات. وتعريفات أخرى حصرت دَوْر الناشر في تحمله مسؤولية تمويل النشر والمخاطرة فيه، بعيداً عن دوره الثقافي وشخصيته (هُويته) التي تترك بصماتها على إصداراته.

والتعريف الذي نختاره للناشر هو أنه «المخطط والمنظّم والمجمّع الذي يأخذ بزمام المبادرة والمغامرة في مشروع إنتاج

الكتاب؛ يتسلّم المخطوط من المؤلف، ويراجعه، ويهيئه، ويدفعه إلى المطبعة، ويتولى مسؤولية تصحيحه وإخراجه وتمويله حتى يصل إلى القارئ. وموقع الناشر في مركز الرؤية الشاملة للمشهد الثقافي؛ يحمّله المسؤولية الكبرى في عملية النشر» (2) .

هذا، ويُعَدُّ النشر عمليةً مستقلة بذاتها، منفصلة عن عمليتي الطباعة والتوزيع، فربما لا يمتلك الناشر مطبعة ولا مركزاً للتوزيع.. فإن حازهما أضيفا إلى عنوانه، ليصير داراً للطباعة والنشر والتوزيع.

إن الشخص الذي يقتصر دوره على أن يكون مجرد وسيط بين المؤلف والقارئ لن يحتاج إلى أي أجهزة متخصصة لإدارة ما يتوهم أنها صناعة النشر التي يزعم أنه يمارسها؛ يكفيه حينئذ أن يتحسس رغبات القراء الدراسية أو التقليدية.. أو أن يتوجه نحو كتب الأحداث الجارية، أو الاستخدامات اليومية، أو المثيرة بمختلف أنواع الإثارات؛ ثم يبحث عن مصدر لهذه الكتب جميعاً ليتعاقد مع مؤلفيها، ويوجههم إلى المطبعة التي يتولون معها تصحيح التجارب وإخراج الكتب، في حين يكتفي هو (أي ما يسمى الناشر) بدفع (الفواتير).. أما السوق فجاهزة، يغطيها مندوب أو أكثر بحسب الحاجة، وخصوصاً أيام المعارض، ويلزم عندئذ مندوبون طارئون (مياومون). وقد يحتاج هذا المسمى ناشراً إلى مساعد مراسل يوفر عليه عناء المتابعات والمراجعات.. وبذلك الأسلوب لن يحتاج إلى أكثر من شابين أو ثلاثة، كلفتهم قليلة، يساعدونه في الاضطلاع بأعباء النشر، وفق الأسلوب الذي يعتمده، شأنه في ذلك شأن أي تاجر عزم على فتح دكان للاتجار بأي نوع من السلع المستهلكة.

هذا الكتاب لن يخدم هذا النوع من الناشرين - إن صحت التسمية - إلا إذا قرر من كان على تلك الشاكلة أن يطور عمله باتجاه الالتزام بما يقتضيه شرف المهنة، مع الاضطلاع بدور فعّال يؤكد وعيه للرسالة الثقافية التي تفرض عليه أن يعرف ماذا ينشر؟ ولمن ينشر؟ وكيف ينشر؟.. وهذا ما يسمى آداب المهنة، وهي مسألة ترتبط بتحضّر الأمة.

الصفحات