أنت هنا

قراءة كتاب بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

كتاب "بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)"؛ كتبت هذه الذكريات بصورة عفوية اثارتها دعوة الأستاذ الشاعر عبد القادر الجنابي لاجراء مقابلة معي يكتبها الدكتور سمير الحاج المحامي، ثم انهالت الذكريات مسلسلة كلما اثارت الاحداث حلقة منها، كتبتها للحقيقة والتار

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 2
بلغة مؤنسة سهلة يُمليها حنينه المتواصل لبيت صباه في البتاوين، راح يصف لنا أجواء مكان اللعب على دكة باب ذاك البيت، وعن دغدغات عشق طفولته الاولى في ختلات سطحه، حيث بدايات شبق صباه، وحبه المنحوت في خلد طفولته السعيدة في أيام الخير. يصف لنا سامي بإمعان، فناء وصغائر منمنمات دار طفولته كفوتوغراف حفظه في خاطره وشجونه لهذه الساعة. 
 
مازوخية ألَمي تملي عليَّ إعادة شريط "الشجون والذكريات" مرات ومرات. فرغم كونه ألما مبرحا للقلب والنفس والوجدان، غير اني أتجاوز به فكرة "جلد ذاتي". فحين يلح عراقي ٌ مثلي، ويطمع لمعرفة المزيد عن نهايات عذابات وخوف وترويع مشترك مسَّ حواشي القلب والوجدان وهَدَّ كيان الوطن بالكامل، فإنه يرجع لذاكرتي ما يترائى لي في آن واحد، آلاف مشاهد القبح والخوف، وآلاف وجوه أحبتنا من العراقيين الذين عانوا من لوعة سبيهم وتهجيرهم عبر عهر سياسة القمع والترويع والتهجير الطائفي، بقيادة زناة تأريخنا الوطني.!! الديمقراطي الجديد..!.
 
يجبرك موريه على مواصلة قراءة اسطُر شجونه المتبلة بمحكياته العراقية العذبة، والإيغال في تذكر تساؤلات تلك الوجوه التي عاشت معك وشاركتك فرحك وقلقك وخوفك ويأسك. وهل تـُنسى استفهامات عيون أهلنا واصدقائنا الذين شُرّدوا. عيون جفـَّلها الهلع وجفف الفزع والكآبة مآقيها، واخرس اصواتهم هول مشاهد نزيف دم متواصل بدأ حديثاً مع جريمة "الفرهود" الأولى التي صنعها عملاء النازية عام 1941. وها نحن بعد أكثر من سبع عقود من وجع وقهر وطني متواصل، نرى ما يشابهها الآن من أفعال دنيئة فاشية تمارس علينا بهويات وأجندة سافلة لا تحصى. 
 
عودنا التاريخ إعادة مآسيه وقسوته بسخرية سوداء اشد إيلاماً. مرارة المسخرة، ان زناة تاريخنا ما زالوا يلصقون عهر أفعالهم بقدرنا المكتوب في سفر بدء الخليقة وفجر السلالات.. وكأن الرب بجبروته وتكبره وعدالته، عاد لينتقم من العراقيين الطيبين البائسين باسم (قسمتهم السودة). وكأنه يخاف جبابرة الدنيا وطغاتها..! أليس غريبا ان الرب يخطئ في العناوين مرة ثانية وثالثة بل مرات ومرات...؟. لقد أنزل جل غضبه وعقاب جبروته في كل مرة، على ذات المظلومين والمحرومين الفقراء والثقاة الشرفاء المكاريد. ان الله كثير الغفران عن قـُساة وزناة الدنيا ومتكبري العصر، مزوري التاريخ.! لا شك في نقاء الله من آثام عهرهم. ولا شك في عنايته الإلهية.. لكنه يمهل بلا حدود.! ربما التفت أخيراً إلينا. لعله يذكرنا الآن بقوة بأسنا. أخيرا آزرنا وعرَّفنا على قدرة بأسنا وصبرنا في التغيير، وصور لنا سرّ وجبروت عدم خنوعنا لوهم وأساطير أولي الأمر منّا والولي الفقيه.!!. فما يجري من تساقط طغاة وملوك الجمهوريات في أتون لحظات صحوتنا العربية التاريخية، هو ربيع حريتنا وقدرنا الحقيقي المشترك. هل نقل وداعاً لخرافة ميتافيزيقيا الوهم وصناعة الجوع والجهل والمرض واليأس؟؟

الصفحات