أنت هنا

قراءة كتاب بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)

كتاب "بغداد حبيبتي (يهود العراق – ذكريات وشجون)"؛ كتبت هذه الذكريات بصورة عفوية اثارتها دعوة الأستاذ الشاعر عبد القادر الجنابي لاجراء مقابلة معي يكتبها الدكتور سمير الحاج المحامي، ثم انهالت الذكريات مسلسلة كلما اثارت الاحداث حلقة منها، كتبتها للحقيقة والتار

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 8
يهود العراق، ذكريات وشجون، الحلقة (3)
 
17/02/2007  
 
أ.د. شموئيل موريه
 
تأزم العلاقات بين اليهود والعرب
 
في مثل هذا الجو المتسامح أيضا كنا نلعب مع أولاد باهيزة، محمد وحسنة ومع دحام ابن أخت باهيزة الذي اعتاد أن يأتي في أيام السبت ليسأل إذا كنا نريد أن "يِعْلِگ لمبة التبيت؟" (يشعل موقد "التبيت" إذا انطفأ. والتبيت هو طعام اليهود يوم السبت المكون من دجاجة محشوة بالتوابل والحمص واللحم، يوضع على نار خفيفة من مساء الجمعة والى ظهر يوم السبت بطول الليل وذلك لأن إشعال النار محرم أيام السبت عند اليهود)، أو لإشعال قنديل السبت ليضيء. وكان هؤلاء الصغار يأتون لمساعدة والدتي وخاصة في يوم السبت بعد ذهاب إستير في بعض الأحيان إلى عائلتها لعطلتها الأسبوعية. كنا نناديهم إذا انطفأ قنديل يوم السبت أو موقد (كانون أو لمبة عال العال) "التبيت" ليشعلوها. ورويدا رويدا أخذ يشوب صداقاتنا شيء من البرودة. شعرنا بها للمرة الأولى عندما انقطع دحام عن المجيء يوم السبت والطرق على الباب: "أعْـلگلكم اللمبة؟" ويخرج غانما. رأيته ذات مرة من النافذة يسير في احد أيام السبت قرب دارنا وينظر إلى بابنا بخوف وحذر، ناديناه: "دحام وينك اشو مدنشوفك، هاي وين لين؟" رفض الاقتراب منا، قلنا له: "دحام! اشصار؟ شكو؟ مو كنت اتحبنا؟"، قال وهو يجتهش بالبكاء والسائل اللزج الأخضر يصعد وينزل من منخاريه، قال بخوف: "إذا أطب عدكم ماتگتلوني (إذا دخلت بيتكم ألا تقتلوني) ما تذبحوني؟" قلنا له بتعجب: "منو گلك نذبحك؟ وليش نذبحك!"، أجاب والدموع في عينيه: "الفتوة! گالوا لي لا تطب ببيوت اليهود، ترى أيذبحوك، گالوا هذوله اليهود يذبحون ولاد الاسلام بالعياد مالهم!". قالت الطباخة استيغ (استير) من محلة ططران والتي كانت تساعد الوالدة في تدبير البيت: "وي غماد! وي أبيل (الويل والثبور) وأسود على الفتوة القيعلمونو هكيذ تعلوم أسود ومصبوغ، سِـقْـطونوا (افسدوا) الولد الخايب علينا وسمّـمونو العقلو! أش بعد يطلعون (يخترعون التهم) علينا؟ دحّام! لا تخاف، ليهود ميذبحون احد!". ثم وافق أخيرا على أن "يطب ويعلگ اللمبة" (يدخل الدار ويشعل الموقد). خرج دحام من دارنا وقد أضاءت وجوهه ابتسامة عريضة بعد أن غسلت استير وجهه ويديه بالماء والصابون وملأت أمي جيوبه بالملبس والحلقون والبعابع (الكليچة) وهي توصيه: "سلمنا على خالتك باهيزة أم محمد، اشتقنا لها". 

الصفحات