أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
(2)
 
الفصل كان خريفا حين وصلت إلى بودابست في ساعة مبكرة من أحد الأيام الباردة·
 
كنت قد هيأت نفسي لبداية جديدة، وأنا أعشق البدايات· في كل نهاية أرى معالم بداية جديدة، وهذا ما يضفي على حياتي بقايا معنى بعد أن خسرت معركتي الأخيرة مع أطياف الجدوى التي طاردتها عبر سنين من التجارب وجولات الكر والفر·
 
وصولي إلى محطة القطار الشرقية في بودابست صباح ذلك اليوم، متعبا ومهزوما ومفلسا، كان بداية مرحلة جديدة من حياتي، مرحلة أعيد فيها تقييم مواقفي السياسية والوجودية·
 
كان الوقت فجرا وأنا كنت قد سافرت ما يزيد على أربعين ساعة بالقطار من استانبول، وكنت أتوق إلى سرير أنهار عليه وأنام لبضع سنين، عسى أن أفيق في زمن آخر·
 
توجهت إلى موقف التاكسي خارج المحطة وناديت أحد السائقين· خاطبته بلغة إنجليزية ظننت أنه يفهمها، ولكنه أجابني بلغة مجرية فصيحة· قلت له الكلمة السحرية أوتيل عسى أن تكون المفردة بلغته مشابهة، ولكن لا يبدو أنه فهمني، فقد واصل حديثه بلغته·
 
حاولت مع سائق آخر وثالث وعاشر إلى أن وجدت واحدا يفهم القليل من الإنجليزية فطلبت منه أن يأخذني إلى أقرب فندق، وتوقعت منه أن ينطلق، ولكنه لم يفعل بل فاجأني بسؤال غريب: أي فندق؟
 
_ أي فندق؟ أي فندق يا رجل، أنا أريد سريرا، مجرد سرير·
 
- ولكن ياسيدي يجب أن تختار فندقا·
 
- كيف أختار وأنا لا أعرف واحدا هنا؟ أنا غريب عن هذه المدينة وقد وصلت لتوي· انطلق·
 
- ولكن إلى أين؟
 
- إلى أقرب فندق من هنا·
 
أخيرا اقتنع وبعد دقائق كنا نقف أمام فندق يدعى متروبوليتان بدا أنيقا بعض الشيء، ولكني كنت في حالة من الإعياء لم أنتبه معها إلى فداحة المغامرة· توجهت إلى الاستقبال وطلبت من السائق الانتظار·

الصفحات