أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
موظفة الاستقبال كانت لطيفة وودودة، وكان الحديث معها أول نسمة طرية تداعب روحي منذ بداية الرحلة على القطار المتجه من استانبول إلى برلين عبر بودابست·
 
لم تكن في الفندق غرفة من أجلي كما أخبرتني تلك الجميلة، ونصحتني بالسؤال في الفندق المجاور· لم أستسلم بسهولة وطلبت منها أن تبحث عن أي بقعة في الفندق أستطيع النوم فيها ولو لليلة· ابتسمت الفتاة وقالت: لا بد أنك متعب·
 
- متعب؟ بل منهار !
 
- لماذا؟ هل جئت سيرا على الأقدام؟
 
سرني هذا التواصل الإنساني، فلم أكن أتوقع أن تكون موظفة الاستقبال في مزاج يساعدها على دردشة إنسانية في الساعة الرابعة فجرا، ولكن يبدو أنني وصلت لتوي إلى عالم مختلف عن ما تركته ورائي·
 
ابتسمت وقلت: لم آت سيرا على الأقدام، ولكني خضت معركة شرسة نالت مني·
 
نظرت إلى الصدمة في ملامحها وهي تحاول استيعاب ما قلت: هل أتيت من ميدان القتال؟ ليست هناك حروب حاليا على ما أعرف·
 
- ولكن حربي غير معلنة، ولذلك لم تقرئي عنها في صحفكم·
 
نظرت إلي بفضول، ثم ابتسمت لا أدري لماذا، وتحدثت إلى السائق بالمجرية فما كان منه إلا أن أحضر حقيبتي وتقاضى أجره وانصرف· ظننت أنها رأفت لحالي وقررت إعطائي غرفة في الفندق·
 
- هل أفطرت؟
 
جاء سؤالها ليضمد جراحي·
 
- لا·
 
- هل تريد فنجانا من الأسبريسو مع فطيرة التفاح؟
 
- أي شيء، ولكن قبل ذلك أريد سريرا·
 
أجلستني على مقعد جلدي ودخلت إلى المطبخ، وحين عادت ومعها فنجان القهوة الساخن وفطيرة التفاح كنت أغط في النوم· أيقظتني برفق وقالت: هاك الإفطار، وسأحاول أن أبحث لك عن غرفة في فندق قريب· لم أكن أمزح حين أخبرتك أن ليس عندنا غرفة شاغرة·
 
أحسست بخيبة أمل، ولكن فنجان القهوة والفطيرة أعادا إلي شيئا من الروح·
 
عادت الفتاة التي أخبرتني أن اسمها الديكو وابتسامة على شفتيها جعلتني أخمن أنها وجدت لي غرفة، وهذا ما أكدته بنفسها·
 
طلبت لي سيارة تكسي، وانطلقت بعد أن شكرتها وبدأ إحساسي يتعزز بأنني مقبل على عالم أكثر إنسانية·

الصفحات