أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
ساد صمت لفترة قصيرة ولم يكن يقطعه سوى صوت ارتشاف الحساء، أو حين تطلب ماريا من نورا الملح أو كأسا من الماء·
 
لم تكن العائلة تنتظر أحدا على الغداء، لذلك استغربوا حين سمعوا طرقا على الباب·
 
- افتحي الباب يا نورا، من يا ترى الطارق في هذا الوقت؟
 
جاء السؤال من ماريا، فردت عليها أنّا بتهكم: في أي وقت؟ قد يكون أي شخص، فالزيارة ليست ممنوعة بعد الظهر·
 
ذهبت نورا لتفتح الباب، ولكنها لم تعد· لفت الأمر انتباه الأم والجدة ولكنهما لم تعيراه اهتماما، فقد تكون إحدى صديقات نورا، وقد تكون اصطحبتها إلى الحديقة لتجاذب أطراف الحديث، فنورا لا تحبذ لقاء أصدقائها بجدتها، بسبب التعليقات التي تطلقها الجدة على كل شيء وأي شيء يتعلق بلباسهم أو سلوكهم أو طريقة حديثهم·
 
ولكن لفت انتباهما أيضا أن نورا لم تنته من الغداء، وفي هذه الحالة تدعو ضيفها إلى الداخل، ثم ينزلان إلى الحديقة بعد الانتهاء من الغداء·
 
- أين ذهبت هذه البنت؟
 
- لا تقلقي بشأنها، ستعود في الحال·
 
وهكذا كان، فقد عادت نورا بعد دقائق ولكنها كانت لوحدها·
 
- من ضيفك؟
 
سألت الجدة بفضول ولكن نورا بدت محتارة وأجابت: لم يكن هناك ضيف·
 
- إذن من طرق الباب؟
 
- لا أدري؟
 
- ماذا يعني هذا؟ هل انصرف قبل أن تفتحي الباب؟
 
- لا، لم ينصرف· ما زال واقفا بالباب ومعه حقيبة ملابس كبيرة·
 
بدت الحيرة على وجه الأم والجدة، ثم زادت حيرتهما حين قالت نورا: لقد خاطبني بلغة لم أفهمها، قد تكون العربية·
 
قالت أنّا بعتاب: ولماذا تركته بالباب؟ ادعيه إلى الدخول لنرى ماذا يريد؟
 
أجابت ماريا بعصبية: اتركيه يذهب إلى الجحيم· لن أدعو عربيا إلى شقتي· ألم يكفك ما فعلوه بك؟
 
هنا وقفت أنّا فجأة واتجهت إلى الباب فوجدت نفسها وجها لوجه أمام فتى في السابعة عشرة طويل القامة أسمر البشرة أجعد الشعر·
 
نظرت أنّا إلى الفتى فوجدت نفسها مجذوبة إلى عينيه السوداوين اللتين أصابها النظر إليهما بشيء يشبه الصاعقة· لم تجد تفسيرا لذلك، وإن كان شعور جامح بأنها تعرف هذا الفتى قد سيطر عليها·
 
تحدثت إليه بالمجرية، ولكن الفتى رد عليها بلغة مجهولة لديها، ولكن هل حقا تجهل هذه اللغة؟ تبدو مألوفة، نعم، بالتأكيد، الفتى حدثها باللغة العربية التي كانت تعرف القليل منها يوما ما·

الصفحات