أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
(4)
 
حين أفقت كانت الشمس تخترق زجاج النافذة رغم أن الفصل كان خريفا· كنت أحس بانتعاش، ويبدو انني نمت حتى صباح اليوم التالي، أي ما يزيد على أربع وعشرين ساعة· بدأت أعيد ترتيب أفكاري· قبل كل شيء تحسست الورقات الثلاث من فئة المئة دولار التي استدنتها من الرفيقين دريد وصلاح في أنقرة· لم أكن أدري كم يوما سأقيم في هذا الفندق، ولا كنت أعلم من أين سأحصل على نقود في حال نفاد هذه الدولارات·
 
أخذت حماما ساخنا زاد في إحساسي بالحيوية، ونزلت إلى صالة الاستقبال· جلست إلى طاولة وطلبت فنجانا من قهوة الاسبريسو وبدأت أضع مخططا لتحركاتي في ذلك اليوم·
 
أخي عماد كان قد وصل إلى بودابست للدراسة قبل أقل من شهر، ولكني لا أعرف عنوانه·
 
والأهم من ذلك، مدير مكتب منظمة التحرير في بودابست كان يمت لي بصلة قرابة، وإن كنت لم ألتق به في حياتي·
 
كل ما كنت أعرفه عنه أن لديه ميولا يسارية، وهذا جعلني أحس بإمكانية أن أخلق لغة مشتركة معه· لو اهتديت إلى مكتب المنظمة سيدلني سهيل، مدير المكتب، على عنوان أخي عماد·
 
بعد أن انتهيت من قهوتي توجهت إلى موظف الاستعلامات وطلبت منه أن يكتب لي عنوان مكتب منظمة التحرير على قصاصة ورق، ففعل ووصف لي كيفية الوصول إلى هناك باستخدام الترام والباص·
 
خرجت من الفندق ولفت انتباهي أن الناس يتحركون على مهلهم وكأنهم يسيطرون على الوقت· لا يجرون في كل اتجاه كما هو المنظر في باريس أو أمستردام، أو حتى أنقرة·
 
صعدت إلى ترام رقم 4، وحاولت شراء تذكرة· تطلب الأمر بعض الوقت ومساعدة شخص كان يتحدث بعض الإنجليزية حتى علمت أنه كان علي شراء تذكرة قبل صعودي إلى الترام، لأنه ليس هناك من يبيع التذاكر على متنه·
 
كنت قد وصلت المنطقة التي سآخذ منها الحافلة رقم 91، فلم يعد هناك مبرر لشراء تذكرة لأنني سأنزل من الترام على أي حال·
 
كان موقف الحافلة على جسر فوق نهر الدانوب· فاجأني أن لون مياه النهر كان رماديا، ولا علاقة له بموسيقى يوهان شتراوس التي اختار لها عنوان الدانوب الأزرق لا بد أنه كان يوما ما أزرق كما توحي بذلك مقطوعة شتراوس·
 
اشتريت عشر تذاكر من كشك قريب، وصعدت إلى الحافلة·

الصفحات