أنت هنا

قراءة كتاب لخضر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لخضر

لخضر

رواية "لخضر" للروائية الجزائرية ياسمينة صالح؛ صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت ، وهي الرواية التي وصفها الناقد الأردني "سميح الخطيب" بالمتميزة والمعقدة في آن واحد، حيث قال "الخطيب" في مقالة نشرتها صحيفة الغد الأردنية أن رواية "لخضر" بأبعادها ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
لم ينم ليلتها· بقي مسيقظاً منتظراً الصباح، وعندما حلّ الصباح غادر البيت دون كلمة، كما يفعل كل يوم، تسكع حتى قرصه الجوع والتعب، وعاد مساء يتسلل بخطوات مكتومة كلص محترف، وعندما رآه والده قال له بصوت ممزوج بين الفرح والجدية:
 
ـ جيد أنك جئت الآن· أريد أن أكلمك في موضوع هام.· !
 
جلس يتظاهر بالهدوء ونظر إلى أبيه وهو يرتشف قهوته ببطء مثير للأعصاب. بينما زوجته جالسة قرب موقد النار تحرك في قدر قديم، وإخوته الصغار يتلاعبون فيما بينهم في تناغم حسدهم عليه·
 
ـ عندي لك خبر أعتقد أنه سيسعدك· وجدت لك عملاً معي في الميناء
 
و فتح الشاب عينيه بكل ما أوتي من دهشة· فكر بسرعة: سأهرب إذن. ! شعر بقلبه يدق دقاً قوياً وكان والده ينتظر منه رداً مقنعاً وواضحاً·
 
ـ عملك سيكون دعما لنا· يجب أن تقف معي لحمل المسؤولية!
 
لم يكن يصغي إلى كلام أبيه· كان يفكر في أن القدر يضع في طريقه سبباً حقيقياً لتغيير حياته· فكر في الذين يحلمون بالهرب ولم يستطيعوا· شعر أنه يحتاج إلى جهد ليقول شيئاً ما· قالت زوجة أبيه بصوت بدا له مؤذياً:
 
ـ أنت تدفع في حمار ميت! إنه لا يهتم بما تقوله· لقد تعود على التسكع· تعود على الاتكال عليك· لن يحتاج إلى العمل طالما يرى نفسه سعيداً بخيبته ولا جدواه.· !
 
ـ بل أريد العمل في الميناء.. !
 
قالها أخيراً· نظر إليه والده مرتاحاً، بينما توقفت زوجة أبيه عن تحريك ذلك القدر البائس، والتفت إخوانه إليه وقد كفوا عن اللعب· بدا متحمساً للعمل. قال والده وهو يكمل ارتشاف قهوته مبسوطا:
 
ـ لو تعرف كم تعبت لأجل إقناع المسؤول الجديد· لكن لا بأس· المهم أن تشتغل وتساعدني في هذا الحمل الثقيل
 
لم يعلق. كانت الفكرة تدور في رأسه ملحة ومتكررة. الفكرة التي تدور في رأس ربع شباب المدينة. الهرب!

الصفحات