أنت هنا

قراءة كتاب الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن - الإسلام العربي .. معالم في طريق الوحدة والتعايش والاعتدال لتدبّر القرآن وفهمه بلسانٍ عربيٍ مبي  
تأليف: علاء الدين المدرس (أو علاء الدين شمس الدين)
الناشر: دار الرقيم - العراق (2008)

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
إن الحرب الإعلامية اليوم موجهة بشكل مكثف، بكل أدواتها الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة، لتشكيك الشباب العربي بعقيدتهم وتاريخهم وتراثهم الأصيل، واحتقاره ونشر مثالب تاريخنا وتراثنا، وتسليط الضوء على الغث والسيء منه، وتضخيم الأحداث التاريخية عن قصد، والتلاعب في النسبة والتناسب في مكوناته، لخدمة الأهداف الشريرة. وفي مقدمة ذلك بطبيعة الحال، تلك الجهود المحمومة لنشر ثقافة الفساد والمجون والإلحاد والزندقة والانحراف والشذوذ والأنانية، وكل ما يتصل بمفاهيم الإثم العدوان بين شباب الأمة، بغية تفجير الجنس وتهديم الأسرة العفيفة ونشر ثقافة الحيونة، ومسخ شخصية الفرد العربي وانتمائه وهويته المرتبطة بتعاليم القرآن، وكذلك لمحاولة فرض العجمة والأمركة والفرنكة، واعوجاج اللسان المبين وشل وابطال السليقة والفصاحة في لغة العرب المضيئة، لغة القرآن، لابعاد شبابنا وحرفهم عن الفطرة السليمة والحنيفية السمحة، ومنعهم عن الفهم الأمثل لكتاب الله ورسالته الخالدة، فهماً ربانياً أصيلاً بلسان عربي مبين.
 
لقد نجح المخطط الغربي المعد لإفناء الأمة حضارياً ومسخ هويتها – ولو نسبياً - عن طريق الغزو الثقافي والاقتصادي والسياسي والعسكري، حتى وجدنا اليوم شباباً بيننا، هم أبناؤنا وإخواننا، وقد تزاحمت في ألسنتهم كلمات، الفرنكو عرب والانكلو عرب، حتى أصبحت العجمة والألفاظ الأجنبية تفوح رائحتها من كلامهم، وطغت على لسانهم العربي المبين. وقد وصلت نسبة العجمة في كلام بعض شبابنا إلى الثلثين أو أكثر، فكان لسانهم الأعجمي غير المبين، مقدمة لاستبدال الهوية وتحويل الانتماء في الفكر والعقيدة والسلوك.
 
لاشك أن الحرب الكبرى المقبلة -لو حدثت- ستكون حربٌ إعلامية. حرب ثقافية في الانترنت والفضائيات والاتصالات ومراكز البحوث والدراسات، وستؤدي الى صدام الحضارات، كما يسميها الغرب اليوم، وهو سيد العولمة بلا منازع، المتربع على عرشها، التي تكاملت في أواخر القرن الماضي. إنها ستكون حرب هوية وانتماء، للأمم والشعوب والحضارات والأديان والمذاهب، وسيكون مسرحها وميدان فعالياتها وأحداثها – على الأرجح - شاشة التلفاز والمذياع والهاتف الخلوي وشاشة الحاسب الآلي. إنها ستكون حرب الكترونية رقمية ملتهبة، تقذف بحممها وبراكينها الحارقة المميتة، من الأفكار والثقافات والنظريات التي تصطرع في هذا العالم المترامي الأطراف، والذي لم يعد يمثل قرية صغيرة - كما قيل - إنما صار شقة صغيرة فحسب.
 
ولعل التاريخ والحضارة ستشكل أكبر ميادين الصراع اشتعالاً وتراشقاً، في هذه الحرب الفريدة المقبلة...إنها ستكون - بكل بساطة - حرب لسانية إعلامية بين الكفر والإيمان، بين الشيطان والرحمن، بين الهوية الأصيلة المضيئة وبين الزيف والدجل والظلام، وإنها ستترجم الصراع الأبدي القديم بين الحق والباطل. فكيف ستكون مشاركتنا فيها، وكيف سيكون استعدادنا في الدفاع عن هويتنا وانتمائنا وفكرنا وثقافتنا وديننا وتاريخنا في هذه الحرب الكبرى؟..
 
لعلنا نلمس اليوم ظلالاً واضحة للحكمة التي تقول: لقد استلب منا التاريخ والهوية قبل أن تستلب منا الأرض والأوطان. فكيف ومتى تم ذلك؟.. ونحن أمة الأمم وقادتها ومنقذوها من براثن الشيطان ومنهجه. ونحن أصحاب الرسالة الخاتمة، وصوت الإيمان الأبدي، والمؤتمنون على رسالة رب العالمين، المتمثلة بكتابه الخالد (القرآن الكريم)، تلك النسخة الربانية الأصيلة من وحي السماء. الرسالة المرسلة خصيصاً إلى كل فرد منا، لكي يستنير وينير من حوله، ويستخلف الأرض ويصلحها، بدل ذلك الركام الأسود من الفساد والصراع والظلم والظلمات، الذي نشره الشيطان بفعل ثقافته الشوهاء. إنها رسالة إلهية خاصة مسجّلة مرسلة لكل واحد منها، شريطة أن نفهمها كما أنزلت، بعد أن نقرأها ونتأمل آياتها، نفهمها فهماً أمثلَ، كما يريد الله سبحانه بلسان عربي مبين، دون تزييف أو تحريف أو غلو أو تطرف، ودون تمييع ولا إفراط ولا تفريط.. كيف السبيل إلى ذلك وقد أمتلأت الأرض عبر شبكات التلفزة والانترنت والصحف والكتب والنشرات المتنوعة، بالكثير من الصور الناشزة والباطلة البعيدة عن الحق والصواب؟.

الصفحات