أنت هنا

قراءة كتاب الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن - الإسلام العربي .. معالم في طريق الوحدة والتعايش والاعتدال لتدبّر القرآن وفهمه بلسانٍ عربيٍ مبي  
تأليف: علاء الدين المدرس (أو علاء الدين شمس الدين)
الناشر: دار الرقيم - العراق (2008)

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
المفهوم الربّاني والمفهوم القومي للعرب والعروبة
 
نستهل هذا البحث المتواضع بتوضيح مدلول كلمة العرب والعروبة، في ضوء الدلالات اللغوية والقرآنية. وقد استقر عنوان الكتاب –أخيراً- على اسم (الانتماء الحضاري والهوية الثقافية.. أو الاسلام العربي) بعد أخذ ورد مع الأخوة الكرام الذين قاموا بجهد مراجعته وتدقيقه، في مرحلة الطباعة والنشر، وقد توقف البعض عند تسمية (الاسلام العربي) وما لها من ظل اقصائي للقوميات الأخرى غير العربية. واقترح البعض تسميته (الاسلام العربي العالمي) أو (القرآن العربي) أو (مدلول عروبة القرآن) وغيرها من الأسماء القريبة من موضوع الكتاب. لكني آثرت أن أبقي العنوان يدور حول محور الاسلام العربي، واكتفيت بتأخير هذه اللافته وجعلها الخيار الثاني لاسم الكتاب، لما لهذا الاسم من صلة وثيقة بمادة الكتاب، وضرورة التمييز بين مدلول لفظ العروبة في المفهوم الرباني والمفهوم القومي، وصلة ذلك بالهوية والانتماء الحضاري لعموم المسلمين في العالم، مع تقرير الكتاب لمفهوم عالمية الاسلام، في مواجهته الفكرية والثقافية للعولمة الغربية في ثوبها الأمريكي الحالي.
 
يدور الكتاب حول مفهوم العرب والعروبة في القرآن، محاولاُ أن يرسم ملامح الطريق الواضح لتدبر القرآن وفهمه الفهم الأمثل، باستعراض دلالات ومعاني لفظة (عرب وعروبة) في القرآن، للوقوف على صلتها بمفهوم الربانية وكل أمر منشأه الهي ورباني، والله أعلم.
 
إن دلالة لفظة عرب في القرآن لها خصوصية وتميز واضح، يمكن ملاحظته من خلال استعراض الآيات التي وردت فيها كلمة (عرب) في الكتاب العزيز.
 
إن المتأمل لنص القرآن والمتدبر له بلسان مبين، وبتفكر فطري أصيل، بعيد عن العجمة واللحن والإبهام، يجد المعاني اللطيفة والكريمة تنير له الطريق لفهم مرام القرآن ومقصده الأصيل والمضيء. رغم محاولات الغرب وثقافته الوافدة على العالم الإسلامي منذ أكثر من قرنين، فرض المفهوم القومي والعرقي العنصري على الشعوب الإسلامية وفي مقدمتهم العرب، مما شجّع النعرة العرقية والطائفية بينهم، وقطّع الأمة المسلمة إلى أجناس متنافرة ومتقاطعة وغير متحدة الهموم والأهداف، وجزّأهم إلى عرب وترك وفرس وكرد وهنود وأفارقة وغيرهم ، حتى دب الصراع بين تلك القوميات في شتى المجالات والميادين. وبذلك تم التمهيد للتقسيم العرقي وتجزئة العالم الإسلامي إلى أكثر من خمسين دولة وشعب، وبدء حقبة الاستعمار الغربي بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الخلافة العثمانية على إثرها.. ثم اغتصاب فلسطين وظهور دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية، وما تلا تلك الأحداث الجسام من المآسي والكوارث التي مرّت بها الأمة خلال القرن العشرين وحتى اليوم.
 
لقد استطاع الفكر الوافد أن ينقل لوثة العرقية والقومية التي أصيبت بها أوربا في القرون الخالية، إلى عالمنا الإسلامي في عصر التبعية والتخلف الحضاري، فأصبح العالم العربي محدداً ببقعة معينة ويوصف - وفق التعريف الغربي لمفهوم القومية - بأنه من المحيط إلى الخليج، وكذا الهند وإيران وتركيا وغيرها من شعوب الأمة الواحدة، وأصبح التقسيم القومي أمراً واقعاً، كما أصبح التقسيم الغربي للدول العربية بعد الحرب العالمية الأولى أمراً واقعاً أيضاً، وفق اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية المشئومة، التي أعقبت الحرب الأولى واحتلال بلاد العرب والإسلام.
 
لاشك أن وجود الشعوب والأمم والقوميات من الحقائق التي يعترف بها الإسلام، والتي ينبغي أن تقوم على أساس التعارف والتعايش والتنوع الحضاري والديني واللغوي، وليس على أساس الصراع والتنافر القومي والعرقي الذي شهدته أوربا وغذّته بنزعتها العنصرية والامبريالية التي جلبت الويلات والكوارث إلى العالم من خلال حروب دامية، كان آخرها الحربين العالميتين والتي راح ضحيتها ملايين البشر خلال القرنين الماضيين.
 
قال تعالى: يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم وشعوباً وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

الصفحات