أنت هنا

قراءة كتاب الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن - الإسلام العربي .. معالم في طريق الوحدة والتعايش والاعتدال لتدبّر القرآن وفهمه بلسانٍ عربيٍ مبي  
تأليف: علاء الدين المدرس (أو علاء الدين شمس الدين)
الناشر: دار الرقيم - العراق (2008)

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
ومع ذلك فان للفظة (عرب) في القرآن خصوصية أخرى، تميزها عن غيرها، ينبغي الوقوف على دلالتها، من خلال تسليط الضوء على النصوص التي وردت فيها والمعاني والدلالات التي أشارت إليها معاجم اللغة، لتحديد ملامح دلالة كلمة عرب وعروبة وفق المفهوم القرآني والهدي النبوي الشريف. ولعل من نافلة القول أن نبدأ إبحارنا في موضوع دلالة لفظة (عرب) بالحديث الشريف، الذي يفتح الآفاق أمام عقولنا للتأمل، فيما يرمي إليه التوجيه النبوي لمفهوم العرب والعربية، بعيداً عن الفكر الغربي العلماني، الذي وصل به المطاف الآن، إلى جدر العولمة المادية، التي يحاول فرضها على الشعوب والأمم، بآلته العسكرية، فضلاً عن أدواته التقليدية المعروفة والمتمثلة بالسياسة والاقتصاد والإعلام.
 
يقول النبي الكريم : ليست العربية بأمٍّ لأحدكم ولا بأبٍ، إنما العربية اللسان. إنما العربية اللسان. إنما العربية اللسان .
 
ويقول في رواية أخرى: أيها الناس: إن الرب واحد والأب واحد، وليست العربية بأحدكم من أم وأب، إنما العربية اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي.
 
أما آي القرآن التي تتحدث عن وصف القرآن واللسان والحكم بأنه عربي، وتضع لفظ (أعجمي) في مقابل (عربي) للدلالة على الإبهام وعدم الأصالة والوضوح فهي كثيرة، نختار منها، قوله تعالى: نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين. وانه لفي زبر الأولين .
 
وقوله: وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها .
 
وقوله: إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون .
 
وقوله: قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون .
 
وقوله: كتابٌ فصلت آياته قرآناً عربياً لقومٍ يعلمون .
 
وكذلك قوله تعالى: وكذلك أنزلناه حكماً عربياً .
 
وقوله: وهذا كتابٌ مصدقٌ لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين .
 
فما دلالة الكلمات (قرآن، لسان، حكم) التي وصفها الله سبحانه بالعربية، وأضاف إليها كلمة (عربي) يا ترى؟..
 
وفي التاريخ الإسلامي نلمح مدلول لفظ (العرب) و (العربية)، وأنه يشير إلى الإسلام والى كل أمر أصله الهي ورباني، فالعربي كان يشير إلى المسلم، والعربية هي الإسلام ورسالة التوحيد. وقد استمر هذا المدلول الأصيل خلال العصور الإسلامية الأولى وحتى أواخر العصر العباسي .
 
ففي أحداث الفتح الإسلامي في المشرق، في مطلع القرن الثاني الهجري، حين طلب والي خراسان الأشرس بن عبد الله المسلمي، من قائد الجيش الذي فتح ما وراء النهر ووصل إلى تخوم الهند والصين، أن يجمع الخراج من رعاياه غير المسلمين في العصر الأموي، ومن المدن والمقاطعات التي تم فتحها، شرق خراسان وفي سمرقند ونهر السند، فأجابه: كيف لي أن أجمع الخراج من الناس، وقد أصبحوا كلهم عرباً.
 
وكان يقصد – بطبيعة الحال - أنهم أصبحوا مسلمين، ولا يجوز أن يأخذ منهم الخراج، الذي يفرض على البلاد المفتوحة إن هم بقوا على دينهم.
 
إن هذا التداخل في دلالة كلمة (عرب) مع معنى (مسلمين) لم يأتي سهواً واعتباطاً أو اجتهاداً، يعود إلى التساهل في مدلول الكلمة والتقارب بين اللفظتين، وان كان ذلك من أسبابه كذلك. وإنما يعود في أصله إلى معانٍ ودلالاتٍ أوحتها لهم ظلال النصوص الكريمة والعديدة، التي جاءت في القرآن والسنة، كما يعود إلى السليقة العربية، في اللسان العربي المبين، التي امتاز بها العرب والمسلمون، في ذلك العصر الزاهر. فالقرآن قد أشار إلى دلالة (عرب) بعدة أشكال كما أشرنا في الآيات أعلاه، في عبارة (قرآناَ عربياَ)، و(حكماً عربياً) و(لساناً عربياً).

الصفحات