أنت هنا

قراءة كتاب الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن الإسلام العربي

الانتماء الحضاري والهوية الثقافية في ضوء عروبة القرآن - الإسلام العربي .. معالم في طريق الوحدة والتعايش والاعتدال لتدبّر القرآن وفهمه بلسانٍ عربيٍ مبي  
تأليف: علاء الدين المدرس (أو علاء الدين شمس الدين)
الناشر: دار الرقيم - العراق (2008)

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
لعل في إعادة فهم ودراسة التاريخ واللغة والعقيدة في ضوء معطيات القرآن والهدي النبوي الصادق المنير، ما يضئ لنا الطريق، ونستطيع في النهاية أن ننتصر في تلك المعركة الكبرى، ونعيد الحياة إلى حضارة القرآن ورسالة الله الخالدة إلى العالمين، بعد أن تم إبعادها ومحاولة إطفاء نورها منذ بضعة قرون. فسادَ في الأرض اليوم الظلم والظلمات والشرور، بدلاً من العدل السلام والمحبة. سادت لغة الخصومة والحقد والكره بدلاً من لغة الود والمحبة والإخوة، وذلك بفعل دعاة الشر والإثم والعدوان وأصحاب التعاليم العنصرية والأسطورية، وبفعل النزعة الاستعمارية الامبريالية للغرب المادي التي أظلتنا ضمن موجات من الحروب والاستلاب والاغتصاب منذ قرنين من الزمن. الزمن الذي باتت مفاتحه وعقاربه بين يدي الغرب اليوم.
 
إن التاريخ الانساني والحضاري عبارة عن عقيدة مؤطرة بأطر علمية وضوابط موضوعية، ولا يمكن أن يكون التاريخ محايداً تماماً أو نزيهاً وخالياً من العواطف والضغوط البشرية، كما يدعي البعض تحت شعار العلمية والموضوعية. وهكذا تم تفسير التاريخ – فيما مضى - بما يخدم أهداف اليهود في توراتهم المزعومة. وقد استطاعوا تشكيل الرأي العام العالمي وفق مسطرة التوراة، وسخروا العلوم والآثار والتاريخ والجغرافية والفلسفة وعلم النفس والاجتماع، بل حتى العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة، لخدمة أغراضهم وتعاليمهم المنحازة، لكي يثيروا الفتن والحروب والصراعات بشتى ألوانها، وينشروا الأمراض والعلل والعاهات بين أمم الأرض، بدل العيش في سلام ووئام وتعايش في ظل حضارة الإيمان.
 
وهكذا نجد أن اليهود يحاولون – اليوم - أن يفرضوا على الناس منظورهم التوراتي واعتبار لغة التوراة، اللغة العبرية - بزعمهم- اللغة الأولى في العالم، ويجعلونها أم اللغات وأصلها الثابت، منذ أن خُلق الإنسان على الأرض. وكذلك فعل النصارى وافترضوا أن اللغة الآرامية (أو السريانية)، هي أم اللغات وأصلها الثابت، باعتبارها لغة الإنجيل- بزعمهم-، ثم انحاز الغرب إلى ثقافة الإغريق واللغة اللاتينية، باعتبارها لغة الأجداد واللسان المعبر عن تاريخ أوربا القديمة . كما فسر اليهود أحداث التاريخ وقصص الأنبياء، منذ عصر آدم حتى عصر المسيح، بل منذ أن خلق الله السماوات والأرض، وفق منطوق التوراة وأساطيرها، ووفق مسطرة التوراة المنحازة لشعب الله المختار وأرض الميعاد، ووفق حكمة حكمائهم في السيطرة على العالم، وتسخير القوى العظمى في الغرب، للهيمنة على الشرق والمشرق العربي خاصة، في محاولة دؤوبة للإفساد والظلم والطغيان، لتغيير الهوية والثقافة، وإقصاء الإسلام، ذلك المارد النائم – كما يسمونه - صاحب الرسالة الحقة والكتاب الحق، الذي أُنزل لإنقاذ العالم من مخططات الشيطان ومناهجه، وهدي البشر للتي هي أقوم.
 
فعلام الاستغراب والاعتراض إذن؟!.. إذا ما أردنا الدفاع عن أنفسنا وهويتنا ومنهجنا بانتمائنا إلى العروبة والإسلام، والتفكّر والتدبّر والتخطيط لبناء جيل قوي سليم، يقوم على أساس الفهم الأمثل للقرآن باللسان المبين؟.. ماذا يضير كلام الآخرين - لا سيما الخصوم - والله يقول في قرآنه، إن هذا القرآن عربي، ونزل بلسان عربي، وان حكمه هو حكم عربي ، وان العروبة بالمفهوم القرآني لا تعني العرق والقومية- كما اصطلح عليها حديثاَ- وإنما هي الربانية والوحدة والأصالة والصفاء وأصل العلوم والمعارف والألسنة، كما سنراه واضحاً جلياً من خلال قراءة فصول الكتاب باذن الله.
 
ماذا يجري لو افترضنا - وفي فرضيتنا كل الحق والصواب - إن لغة القرآن واللسان العربي، هو أصل جميع الألسن، وهو لسان الأنبياء الأوائل الكرام، آدم ونوح وإبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين. وان جميع الأنبياء عاشوا وانطلقوا من جزيرة العرب – وليس كما تدعي التوراة اليهودية في جغرافيتها المحرفة - وإنهم جميعاً اتجهوا نحو مكة قبلتهم، وحجّوا البيت، كما جاء في الأحاديث الشريفة والأدبيات الاسلامية؟..

الصفحات