أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
(1)
 
الرئيس عمر حسن البشير
 
رئيس جمهورية السودان
 
حوار مفتوح
 
د· المسفر : السيد الرئيس·· هموم السودان كثيرة ومتنوعة، اسمح لي أن أبدأ بسؤال عن ثورة الإنقاذ· لقد انقضت 5 سنوات منذ قيام الثورة في عام 1989، فهل حققت الثورة المبادئ التي قامت من أجلها؟ ولعل أهمها عندي القضاء على الثالوث التائي وهو اختصار لكلمات التخلف والتبعية والتجزئة في السودان الشقيق··
 
الرئيس البشير: كانت هناك أوضاع معينة في السودان فرضت قيام الثورة التي عبرت عن رغبة جماهيرية· فالشعب السوداني ينظر إلى القوات المسلحة لإنقاذه من الأخطار الحقيقية التي كانت محدقة به، وعلى رأس هذه الأخطار كان تمدد حركة التمرد التي تمكنت في فترة العهد الحزبي أن تسيطر على معظم أراضي الجنوب·· بل وأصبحت تتطلع شمالاً وشارفت على مدينة الدمازين وهي مدينة استراتيجية معروفة لدى كل الشعب السوداني وفيها الخزان الرئيسي الذي يغذي مشروعات الري وبها محطة توليد الطاقة الرئيسية· أصبح التمرد يهدد منطقة النيل الأبيض· وأذكر أن أول قوات أرسلناها بعد قيام الثورة إلى مصنع سكر كلالا حيث وردت أنباء مؤكدة بأن كلالا أصبحت الهدف التالي للمخربين وأن التمرد وصل إلى جنوب كردفان ويخطط لدخول جنوب دارفور· وبدأ قائد التمرد يتحدث صراحة ويقول أنه لن يدخل الخرطوم إلا فاتحاً· وكانت الحكومات الحزبية أو الأحزاب المشتركة في الحكومات السابقة تتهافت بل تتسابق إلى إرضاء التمرد، ولكن لو نظرنا إلى كوكادام وندوة أمبو واتفاقية الميرغني فإننا نجدها جميعا عمليات استسلام للتمرد لعله يكتفي بما أخذ· إلا أن التمرد رفض أن يكتفي بما أخذ وإنما طمع في السودان كله· فثورة الإنقاذ الوطني قامت لمواجهة هذا الموقف· كانت القوات المسلحة - حقيقة - في حالة يرثى لها وتحتاج إلى جهد خارق لإعادة تأهيلها في ظروف كانت فيها العمليات مستمرة والاقتصاد منهاراً، وعملية تحضير الجيوش تحتاج إلى أموال ضخمة وتعبئة· فتوكلنا على الله وعزمنا على كسر شوكة التمرد وهزيمته عسكرياً· وبعد أن كان يتطلع إلى الخرطوم أصبح الآن ينحصر في شريط ضيق على حدود أوغندا· ونستطيع أن نقول إننا حمينا السودان ليس من التجزئة فقط وإنما من مذبحة كان يمكن أن تكون المذبحة التي تمت في رواندا بالنسبة لها عبارة عن مناظر فارطة· وأمّنا السودانيين حتى داخل مساكنهم لأن الأمن كاد ينفرط حيث جرت صراعات قبلية ونهب مسلح في دارفور· لقد أمّنا الناس ومنعنا تجزئة السودان بل ومنعنا أن يجتاح التمرد السودان· وأنقذنا ملايين البشر من المجاعات عن طريق منظمات وحملات الإغاثة، وأخرجنا السودان بحمد الله وبعونه من دائرة الجوع إلى دائرة تصدير فائض الغذاء· ومن يذهب الآن إلى السودان يشاهد السفن وهي تحمل الحبوب من ميناء بور سودان· من جهة أخرى، رغم أن السودانيين يعرفون بحبهم للعلم واندفاعهم للتعليم، وجدنا أن هناك تخلفاً كبيراً جداً وجهلاً وأمية تصل إلى 80% من الشعب السوداني· فعمدنا أولاً إلى قفل مداخل الأمية وشرعنا في تعميم التعليم العام الأساسي، ونخطط الآن لجعل التعليم الأساسي إجبارياً وفتحنا مئات المدارس في مرحلة الأساس· لم نكتف بأن يتخرج الطالب من مرحلة الأساس بست سنوات فقط وإنما رفعناها إلى ثماني سنوات لنضمن مستوى من التعليم أفضل· وكان التعليم الجامعي يعتبر كارثة بالنسبة لأولياء الأمور لأنه كان يجلس للامتحان 150 ألف طالب يقبل منهم خمسة آلاف فقط ويتشرد الباقون· فأعلنا عن ثورة التعليم العالي· وفي أول سنة رفعنا القبول من خمسة آلاف إلى اثني عشر ألف طالب وطالبة، وبعد سنة رفعناه إلى أربعة وعشرين ألفاً· وفي هذا العام قبلت الجامعات والمعاهد العليا 133 ألف طالب وطالبة· وارتفع عدد الجامعات في السودان من أربع جامعات إلى ست وعشرين جامعة· بل عمدنا إلى توزيع هذه الجامعات في كل مدن السودان· والآن توجد جامعة أو كلية جامعية في أي مدينة للإسهام في رفع المستوى الثقافي والتعليمي· ونفذنا برنامجاً لمحو الأمية الشاملة حقق نجاحات كبيرة جداً، واستطعنا أن نحاصر الأمية·

الصفحات