أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
د· المسفر : سيادة الرئيس·· هناك رأي يقول بأنه لولا قوات الدول الصديقة التي استضافتها دول الخليج لكانت القوات العراقية قد وصلت إلى حدود البحر الأحمر وقد تتجاوزه إلى السودان· لقد تم استدعاء هذه القوات الصديقة للدفاع عن المملكة وعن الدول الخليجية، فلماذا كان موقف السودان معاكساً لرغبات الخليجيين·
 
الرئيس البشير: لماذا توقفت القوات العراقية في الكويت ولم تتقدم؟ لقد كانت الطريق أمامها سالكة فعلاً، ولو تقدمت من الكويت لكان من الممكن أن تصل إلى البحرين· والذي منع تقدمها ليس القوات الأجنبية، لأن تجميع القوات الأجنبية استغرق نحو ستة اشهر· وأنا اطلعت لأول مرة على وجود مشكلة بين العراق والكويت في مؤتمر القمة الذي عقد في بغداد، كانت هناك مشكلة بين العراق والكويت بسبب أسعار النفط· العراق اتهم الكويت بأنها هي السبب في تدني أسعار النفط وأن ذلك كان مقصوداً يستهدف الاقتصاد العراقي الذي يعتمد اعتماداً كلياً على صادرات النفط· وخسارة دولار واحد في سعر البرميل يعني بالنسبة للعراق خسارة مليار دولار في السنة· وقد استمعنا لخطاب صدام قبل الحرب وقد وجه فيه كلاماً صريحاً وواضحاً جداً حيث قال إنه دخل الكويت بسبب أسعار النفط، وذكر مقولته قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق وكانت هناك مساهمة لإيجاد حل وتذكر دعوة الأخوة في السعودية للتفاوض· لكن كان من الواضح أن هناك تحريضاً من جهات معينة للكويت بأن لا تستجيب للمطالب العراقية· وتطميناً للعراقيين في نفس الوقت بأنه لو حصل نزاع أو حرب أو دخلوا الكويت فان ذلك يعتبر مسألة داخلية، هكذا كان موقف السفيرة الأمريكية في بغداد· إذن كانت هناك أياد حركت الجانبين· فكان علينا كعرب أن نتدخل فعلاً لنمنع وقوع كارثة أو لنمنع تطورها· ولكن تمت دعوة القوات الأجنبية التي ضربت العراق، ولا تزال تحاصره وتحاصر الشعب العراقي، ودمرت القدرات العسكرية والتقنية العراقية· نحن على قناعة أن العراق قد تجاوز الخط الأحمر المرسوم للعرب والمسلمين في مجال امتلاك القوة العسكرية والتقنية العسكرية، وهي ليست للعرب فقط إنما للعرب والمسلمين· ويجري الحديث عن القنبلة الباكستانية ويقال القنبلة الإسلامية، كأن الدول الإسلامية والعالم الإسلامي كله مشترك مع باكستان في صنع القنبلة الذرية· لماذا سموها بالإسلامية؟ لأنهم يخافون من أن يمتلك المسلمون في أي موقع قدرات عسكرية متطورة، وهذا في نظرهم يجب ضربه وتدميره·
 
د· المسفر : تجاوز العراق الخط الأحمر من خلال عملية التصنيع··
 
الرئيس البشير: وامتلاك قدرات التسلح· وهذا يعني امتلاك القدرة العلمية· نتذكر الكيماوي المزدوج وخلافه، والحديث عن تصنيع الأسلحة الذرية أو الكيماوية أو البيولوجية· وقطع العراق أشواطاً متقدمة جداً وأمتلك قدرات متقدمة جداً· لذلك كان يجب ضربه· فكانت الحرب·
 
د· المسفر : سيدي الرئيس·· كانت هناك محاولات جادة لاحتواء النزاع، وكان آخر مؤتمر دعى إليه خادم الحرمين الشريفينفي جدة، وحضرت الكويت والعراق· لكن الجهود لم تثمر لوجود نوايا من كلا الطرفين، كما قلت·
 
الرئيس البشير: كما قلت لك كان الجو مشحوناً بالتوتر، والناس تعرف أن دول الغرب هي التي ساهمت في تطوير الأزمة وخلق مواقف متشددة، فهي طمأنت الكويتيين بأنها ستقف معهم (Shoulder by Shoulder) ضد العراق وهم متأكدون أن القوى العظمى في العالم واقفة معهم، ثم طمأنوا العراقيين بأنهم لن يتدخلوا في النزاع وأنه مسألة داخلية، وهذا تحريض للجانبين· يجب أن لا ننسى الدور الغربي في إفشال الجهود التي بذلت لنزع فتيل الحرب في المنطقة·
 
د· المسفر : سيادة الرئيس·· أود أن أعرف ما هي وجهة نظركم حول جهود السلام، وهل عرض على السودان عرض حقيقي بأن يشارك في عملية المصالحة وذلك للخروج من مأزقه، هل هذا حقيقة أم لمجرد الاستهلاك الإعلامي؟
 
الرئيس البشير: نحن لم نجر أي اتصال إلا أن بعض الناس اتصلوا بحجة أنهم مشفقون على السودان· ونحن لم نُدعَ والحمد لله إلى أي جلسة من جلسات التفاوض·

الصفحات