أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
د· المسفر : سيادة الرئيس·· إن نموذج الدولة الإسلامية الذي رأيناه في أفغانستان قد أثبت فشله· لقد وصف الإعلام ما جرى بأنه حركة جهاد إسلامي ناصرها الكثيرون ممن دفعوا قوت يومهم من أجلها، ثم فوجئنا بأن وكالات الأنباء والصحافة العالمية والإسلامية تقول إن هؤلاء الناس يتاجرون بالمخدرات·· إلخ، والنتيجة إن مفهوم الدولة الإسلامية بالمنظور الذي كنا نتطلع إليه في أفغانستان قد فشل، وبالتالي يتوقع خصوم ثورة الإنقاذ بأن يفشل النموذج الإسلامي في السودان·
 
الرئيس البشير: نستطيع القول إن النموذج الأفغاني خذل الناس، لكن يحق لنا أن نسأل أنفسنا من الذي عبأ الجماهير الإسلامية كلها لمناصرة الجهاد الإسلامي باعتبار أن هذه هي القضية الإسلامية الأولى بالنسبة لكل المسلمين· هل لأن القوات الروسية احتلت أفغانستان؟ توجد قوات روسية محتلة في أذربيجان وكازاخستان وست جمهوريات إسلامية، نسوا أن كل هذه بلاد المسلمين وبلاد خدمت الإسلام وهي محتلة من الروس· لماذا لم يستنفر المسلمون لتحرير إخوانهم المسلمين الواقعين تحت الهيمنة المباشرة للروس؟
 
د· المسفر : لخمسين عاما···
 
الرئيس البشير: خمسون عاما تحت حكم الروس أمر مخيف، إن الغرب هو الذي عبأ الجماهير المسلمة لخدمة أغراض الغرب وهي محاربة الاتحاد السوفيتي· وبعد انهياره، أصبح الاتحاد السوفيتي لا يشكل تهديداً وأصبح احتمال قيام دولة إسلامية في أفغانستان خطراً كبيراً على الغرب· فتوقف دعمهم، كل شيء توقف· فالذي أعطى الناس الأمل في قيام دولة إسلامية في أفغانستان هو الإعلام الغربي لخدمة أهدافه وأغراضه· حتى إخواننا الفلسطينيين في الأرض المحتلة ذهبوا عن قناعة للجهاد في أفغانستان· أريد أن أريك حجم الإعلام الغربي وسيطرته على تشكيل عقول ومفاهيم وتوجهات الناس· فهذا أمر لا يغيب عن الأذهان· إن الصراع يدور على السلطة في أفغانستان·
 
د· المسفر : يقول خصوم ثورة الإنقاذ إن دعواتكم المتكررة للمنظمات الإسلامية وللجهاد تعتبر تحريضاً موجهاً إلى دول الجوار أولاً وتصديراً للإرهاب إلى مناطق أخرى من العالم الإسلامي والعربي والعالم على امتداده··
 
الرئيس البشير: نحن ندعو أحزاباً معترفاً بها في مصر لمشاهدة النموذج الإسلامي· نحن لا نريد أن نعطي نموذجاً مشوهاً للإسلام لأن هناك حملة إعلامية دولية ضخمة جداً، ونحن نعرف الآلية الضخمة وسيطرة الصهيونية على الإعلام الدولي، لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في الخارج وربط الإسلام والمسلمين بالإرهاب· وبكل أسف أقول إن أجهزة إعلام عربية ودول عربية تبنت موقف الاستعمار الصهيوني· لكننا في نفس الوقت، نريد من الذين يتهموننا بأننا ندعم منظمات إرهابية وندعم الإرهاب أن يقدموا أدلة· الولايات المتحدة وضعتنا في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب ولم تقدم الدليل على ذلك حتى الآن· وقد قال الرئيس الأسبق جيمي كارتر بعد لقائه بالرئيس الأمريكي الحالي (جورج بوش الابن) إن أمريكا لا تملك أية أدلة لإدانة السودان· والسودان ليس هو الهدف، إن التهمة موجهة أساساً للإسلام· وقد كان لنا مساهمة في تقديم الإسلام النموذج·
 
د· المسفر : سيادة الرئيس·· يقال إن تسليم كارلوس كان محاولة لاسترضاء الغرب· إلى أي مدى ترون أن هذا القول صحيح؟
 
الرئيس البشير: إن مواقفنا تستند إلى الدين· هل هذا يرضي الله أو يغضبه؟ لا نشتري غضب الله برضى الدنيا كلها· هناك أناس يدافعون عن كارلوس ويقولون إنه كان مناضلاً فدائياً قام بعمليات ضد إسرائيل· لكننا وجدناها كلها عمليات إجرامية وابتزاز من أجل فدية وخلافه· لذلك كان لابد لنا أن نسلم كارلوس لأنه مجرم، وليس لإرضاء الغرب· ومواقفنا التي تغضب الغرب واضحة جداً وهي مواقف مبدئية· نحن أناس لا تحكمنا المصالح إطلاقاً، ولكن تحكمنا المبادئ·

الصفحات