أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
د· المسفر : إن وجود ست وعشرين جامعة كما تقولون يمثل ثورة تعليمية، لكن ألا تتفق معي أن السودان ليس في حاجة إلى هذا الكم الكبير من الجامعات، إنما يحتاج إلى معاهد تقنية، معاهد للزراعة، معاهد فنية، معاهد مختلفة للصناعات والحرف، بدلا من تخريج أعداد كبيرة من حملة الشهادات الجامعية؟
 
الرئيس البشير: لم تغب عن بالنا احتياجات السودان المستقبلية· إن جامعاتنا الجديدة استجابت لحاجة المجتمع· لقد أحدثنا توسعاً ضخماً جداً في التعليم الأساسي واشترطنا أن يكون المعلم في مرحلة التعليم الأساسي خريجاً جامعياً· وكل الكليات والجامعات الجديدة تضم كليات للتربية· لسنا محتاجين إلى كم هائل من المعلمين وخريجي الجامعات، لذلك لم ننس المعلمين القدامى وحولنا كل معاهد التربية القديمة لتأهيل المعلمين السابقين ليصبحوا حملة شهادات جامعية، لرفع مستوى المعلم مما يؤدي إلى رفع مستوى الطالب· وكنا نعاني من نقص كبير جداً في كادر الأطباء بسبب العدد المحدود الذي تخرجه جامعاتنا وبسبب عملية الاستنزاف المستمرة الناجمة عن هجرة الأطباء إلى الخارج وخاصة إلى دول الخليج· فالخريج السوداني مرغوب جداً في دول الخليج، ويصعب علينا أن ندخل في منافسة مع دول الخليج نظراً لما تقدمة من رواتب وامتيازات· وكان الحل أن نتوسع في التعليم الطبي· لذلك ضمت الجامعات الجديدة كليات للطب بعضها في الخرطوم مثل كلية الصيدلة وكلية طب الأسنان التي كان عدد طلابها محدوداً ثم ازداد بالتدريج· ولدينا الآن كليات الهندسة والعلوم التقنية، وأنشأنا أول جامعة في السودان للعلوم التقنية وهي جامعة فريدة تستجيب لاحتياجات المجتمع· وفي المستقبل، سنجعل التعليم الجامعي مرحلتين: مرحلة الحصول على شهادة الدبلوم، ويتم فيها قبول أعداد كبيرة من الطلاب والمرحلة الثانية هي مرحلة الحصول على البكالوريوس والتخصصات المختلفة·
 
د· المسفر : سيادة الرئيس·· يقول خصوم ثورة الإنقاذ إنكم حققتم بعض الإنجازات العسكرية في الجنوب، حررتم عشرات وربما مئات الكيلو مترات لكن ذلك ليس هو النصر الحقيقي المـؤزر، لأن الجنوبيين بـدأوا يطالبـون بحق تقرير المصير، وهذا المطلب لم يكن من قبل، وبالتالي هناك أزمة جديدة في مشكلة الجنوب وهي الدعوة إلى الانفصال عـن التراب السـوداني الموحـد· ما رأيكم؟
 
الرئيس البشير: إن مطلب الانفصال أو تقرير المصير لم يكن مفاجئا لنا· فنحن في القوات المسلحة أدرى الناس بخفايا وخبايا حركة التمرد· فقد كانت أصلا حركة انفصالية وعملت لفصل الجنوب، ولما وجدت ضعفاً في الحكومة السابقة، وجدت أنه بإمكانها تسلم السودان بالكامل، فظهرت الدعوة إلى السودان الموحد أي أنها تريد أن تحكم السودان· وبدأ الحديث عن مسيرة عسكرية وعن الدخول للخرطوم فاتحين· لكن ذلك كله اصبح غير ممكن بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بحركة التمرد· إنالقائد المتمرد فشل في الدفاع عن عاصمته وأصبح غير مقتنع بأنه سيحتل الخرطوم
 
د· المسفر : هناك رأي يقول أن الانتصارات في الجنوب وقتية وليست انتصارات حقيقية نهائية· وسببها هو أن انهيار الاتحاد السوفيتي وخروج أثيوبيا من دائرة الصراع أدى إلى حرمان الحركة الانفصالية في الجنوب من أي دعم من دول الجوار الإفريقي· وقد يتغير الوضع في المستقبل·
 
الرئيس البشير: منذ بداية الانتصارات، قالوا هذا موسم الجفاف وانتصار القوات المسلحة في موسم الجفاف شيء طبيعي، ولكن سيأتي موسم الأمطار وستسترد حركة التمرد ما فقدته في موسم الجفاف· وفي ذروة موسم الأمطار في يوليو تمكنت القوات المسلحة من تحرير مدينة توريت التي هي عاصمة التمرد· وحين استلمنا المدينة قالوا إنها مدينة نائية ولا قيمة لها سواء من الناحية الاستراتيجية أو العسكرية· أما بالنسبة لنا، فإن لها قيمة عسكرية عالية جداً· نحن وجهنا الضربة الأولى في الحدود الشرقية والضربة الثانية كانت في الجزء الغربي من الجنوب في بحر الغزال والضربة الثالثة كانت في مدينة بور وهي مسقط رأس قائد التمرد· كانت الضربات متباعدة مما أربك حركة التمرد· وكلما استلمنا مدينة كانوا يتحدثون نفس الحديث ويقولون أن السبب هو الانهيار الذي حدث في أثيوبيا· لكن بعد أن انهارت أثيوبيا نجد أن القوى المهيمنة على العالم الآن تدعم التمرد بشكل غير محدود· الحقيقة لا ينقص التمرد السلاح ولا ينقصه المال· لكن الهزائم التي لحقت بالتمرد أوجدت قناعة لدى قطاع واسع جداً من أبناء الجنوب بعدم جدوى الاستمرار في الحرب ورغبة في إحلال السلام· وعندنا قيادات كثيرة جداً من حركة التمرد الآن سالمت وتم تامين مناطق كثيرة جداً بدون قتال، ولكن لاقتناع قطاعات من الجنوب كما ذكرت· نحن قاتلنا في بعض المناطق وأمّناها، وهناك مناطق لم نقاتل فيهاعلى النيل وتم تأمينها

الصفحات