أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
د· المسفر : ما هو السبب وراء هذا التصعيد وما هو الهدف؟
 
الرئيس البشير: نعتقد أن هناك أياد خارجية خشيت من الترابط الذي كان متوقعاً حصوله بين المثلث المتمثل في أثيوبيا وإريتريا والسودان، لأن القادة في إريتريا وأثيوبيا تربطهم علاقات قوية جداً بالسودان، وكان يتوقع أن ينشأ حلف أو تكامل أو أي شيء من هذا القبيل· فعملت بعض الدوائر على إسقاط هذا الترابط واستطاعت أن تنجح في اختراقه· وتمثل ذلك في التصعيد من جانب إريتريا ولا يوجد رد انفعالي من الجانب السوداني على الإطلاق· ونحن نرد على بعض البيانات التي يصدرها إخواننا في إريتريا ويتقدمون بها إلى مجلس الأمن·
 
د· المسفر : هل الطرف المحرك هو أحد الأطراف العربية أم الإفريقية أم الدولية أم من الأطراف المناوئة للنظام في السودان·
 
الرئيس البشير: الحقيقة الأطراف المناوئة للسودان هي أطراف دولية وإقليمية ومحلية· وكل له دوره في هذا المجال
 
د· المسفر : نعود سيادة الرئيس إلى موضوع الهجرة الفنية أو الهجرة السودانية من الداخل إلى الخارج· هذه ليست هجرة فنية فقط، وإنماهي هجرة الخبرات والعقول والكوادر التي صرف عليها الشعب السوداني كثيراً من قوته من أجل أن يصلوا إلى هذه الدرجات، هؤلاء المهاجرون يقولون إنهم هاربون من الاضطهاد ومن قهر ثورة الإنقاذ التي تريد أن تفرض عليهم آراءها وتوجهاتها بعيداً عن مفهوم المشاركة· إلى أي مدىً يستطيع الرئيس عمر البشير أن يخاطب هؤلاء الناس بما يخالف هذا الرأي؟
 
الرئيس البشير: نحن نمر بظروف إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني، وهذا يؤثر على قطاع كبير من المواطنين· ويعتبر قطاع الأطباء أكبر قطاع مهاجر لأن أي طبيب يتخرج ويتخصص يتطلع إلى تحسين أوضاعه المعيشية المادية· نحن حاولنا جاهدين أن نحل بعض مشاكل الأطباء لكن المنافسة غير متكافئة بين السودان ودول المهجر· وهناك فرص محدودة للتخصص توفرها جامعة الخرطوم، لذلك أنشأنا مجلس التخصصات الطبية السوداني لنتيح فرص التخصص لأكبر عدد من الأطباء · وتم تحسين المرتبات ووجدنا ذلك غير كاف لإغراء الطبيب الذي يتمتع بمزايا أكبر في دول المهجر· أما الأوضاع التي يقال إننا نريد أن نفرضها، فنحن تبنينا خط الشريعة وتطبيقها، وهذا الخط مفروض على القطاع الذي هاجر حتى لو كان من السياسيين· ونحن نرجع إلى برامج الأحزاب والقيادات الموجودة في الخارج ونراجع معهم البرامج التي طرحوها على الناخبين· إذا وجدناها خرجت من برنامج فريق الإنقاذ الوطني فهم على حق فيما يقولون، وإذا كان هو نفس البرنامج الذي طرحوه على الناخبين في مرحلة الانتخابات ونحن تبنيناه وطبقناه فهذا يوقف التحدي بيننا وبينهم·
 
د· المسفر : سيادة الرئيس·· وأنتم تطبقون الشريعة الإسلامية بدقة في السودان، ألا تعتقدون أن التطبيق بهذه الحدة سيحد من تقدم السودان وازدهاره علما بان هناك أفواهاً جائعة داخل السودان وخارجه وهناك من يحاولون خلق أزمات للسودان؟
 
الرئيس البشير: إن هذا ليس بالشيء المفاجئ، وحتى إذا انتظرنا أن يصبح الناس أصدقاء للسودان، فإننا على يقين انهم سيتحولون إلى أعداء بمجرد الإعلان عن تطبيق الشريعة· نحن نتحدث عن الشريعة الحقيقية· وهي نظام متكامل للحياة· نحن لا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر بالبعض، أي لا بد من تقديم النموذج الإسلامي الحقيقي· ولو طبقنا الشريعة سيكون هناك أعــداء فالقــرآن يقـول ذلك·{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ}(آل عمران : 186)· نحن نعلم أن ذلك سيجر علينا كثيراً من الأعداء· وقد بدأت الدعوة للإسلام في مكة لكن دولته قامت في المدينة، وتساءل الناس لماذا لم ينزل القرآن في واحدة من القريتين، والقريتان ترمز إلى الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية حيث كانت القوة والأموال وكل المظاهر التي يمكن أن تثبت الإسلام· فلماذا نزل الإسلام في مكة ونزل في العرب الذين كانوا قبائل متحاربة لمدة أربعين سنة· نحن لا نستغرب وجود أعداء من حولنا فهذا شيء متوقع·

الصفحات