أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
د· المسفر : ما هو دور الأمين العام للأمم المتحدة في هذه الأزمة؟ وما هو المقصود بتعيين مراقب مقيم في نيروبي لمتابعة تنفيذ بيان دول إيفاد؟ (ودول إيفاد هي مجموعة دول الجوار الإفريقي: كينيا وأوغندا وإريتريا وأثيوبيا)· ما حكم الإيفاد ولماذا تدخل الأمين العام في هذا وهو أصلاً خبير في الشئون الإفريقية وينتمي إلى هذا الجزء من العالم؟
 
الرئيس البشير: دول الإيفاد هي أصلاً منظمة محاربة الجفاف والتصحر، وقد قبلنا وساطتها من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي في الدول المجاورة للسودان التي تتأثر بالحرب التي تدور في السودان، ولكننا نجد أن بعض تصرفات لجنة الإيفاد قد تجاوزت نطاق عملها كوسيط· فحين قَبِلَتْ طلب الأمين العام تعيين مراقب للمفاوضات أعطت لنفسها صلاحيات وسلطات لا تمتلكها· فهي تقوم بدور الوسيط برضى طرفي الصراع، وأي تعديل في هذه الوساطة يجب أن يتم بقبول الطرفين· وقد أبلغنا دول الإيفاد إن الإعلان عن تعيين مراقب للمفاوضات أمر غير مقبول بالنسبة لنا، ويجب حصر دور دول المنظمة في الوساطة لأنهم ليسوا محكمين ولا أوصياء على السودان· ونحن طبعاً نلاحظ محاولة تدويل قضية الجنوب السوداني وهي قضية داخلية· إن محاولة التدويل هي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية باستغلال الحرب الدائرة في الجنوب لمحاربة السودان وإضعافه· إن جر السودان إلى أي محفل آخر لا يهدف إلى التوصل إلى حل بل إن الهدف من وراء ذلك هو استنزاف السودان وتركيعه، وهذا الأمر لن يحصل إن شاء الله·
 
د· المسفر : الحديث عن الحرب والسلام في جنوب السودان الشقيق يقودنا إلى الحديث عن جبهة جديدة هي جبهة شرق السودان، ما هي علاقة الارتباط بين ما يجري في شرق السودان وبين الحرب الدائرة في الجنوب؟ المعروف أن السودان أعطت الكثير من قوتها وجهدها لمناصرة ثورة إريتريا إلى أن استقلت ثم انقلبت الموازين إلى مواجهة بينهما، الأمر الذي أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إريتريا والسودان· فما هي الأسباب وراء ذلك؟
 
الرئيس البشير: كان من المتوقع أن تصل العلاقات السودانية الإريترية إلى هذه المرحلة، لأن السودان هي التي تحملت القضية الإريترية لمدة ثلاثين عاماً· وقد كان يطلق على الثورة الإريترية تسمية الثورة اليتيمة لأنها لم تجد من يتبناها في الشرق أو الغرب، فالغرب كان يدعم الإمبراطور هيلاسيلاسي، وبعد سقوطه دعم الشرق مَنْغِسْتو هيلا ميريام ضد الثورة الإريترية· وما كان يمكن لأثيوبيا أن تتبنى حركة التمرد في الجنوب لولا موقف السودان الداعم للثورة الإريترية· والحرب الدائرة الآن في الجنوب سببها الرئيسي هو تأييد السودان لإريتريا· ومنذ البداية احتضن مَنْغِسْتو حركة التمرد وفتح لها أراضيه، ووفر لها كل الدعم بهدف الانتقام من موقف السودان من الثورة الإريترية· لذلك كان موقف إريتريا مفاجئاً لنا وغير مقبول، ومن المعروف أن هناك أكثر من نصف مليون إريتري يعيشون كمواطنين ولا يمكن أن تتم تسوية أوضاعهم بين يوم وليلة· وكان هدفنا أن يعود الإريتريون إلى بلدهم بعد نيله الاستقلال
 
د· المسفر : يخشى أنصار السودان من أن يتطور الأمر في شرق السودان إلى أزمة كبيرة جداً تحدث فيها تدخلات من عناصر مختلفة قد تؤدي إلى أزمة يصعب الخروج منها، ثم تتحول الأزمة إلى مواجهات دامية لا تقل خطورة عن المواجهات الموجودة في الجنوب· وربما تحدث أزمات يصعب التنبؤ بعواقبها· ما هو موقفكم من هذا الأمر؟
 
الرئيس البشير: لقد أغلقنا الملف الإريتري يوم حصول إريتريا على الاستقلال· ووقفنا مع الحكومة الموجودة في إريتريا الآن بعد الاستقلال وبعد إعلان الحكومة المؤقتة· ووقفنا معها من أجل حل كل مشاكلها لأنها لم تجد بنية أساسية لإقامة حكومة، وتبنيناالاستفتاء الإريتري ووظفنا معارفنا إلى أن تم إعلان استقلال إريتريا وبعد ذلك، فوجئنا حقيقة بالتصعيد في موقف إريتريا

الصفحات