أنت هنا

قراءة كتاب بين يهوه وأيوب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بين يهوه وأيوب

بين يهوه وأيوب

يحتل كتاب "بين يهوه وأيوب" مكانة نادرة بين أعمال يونغ، فهو أكثر ما كتب يونغ عاطفية وجدلية في آنٍ معاً. ودونما ادعاءٍ بتصريحاتٍ علمية متزمتة، هو كتاب يتضمن التأملات الأكثر عمقاً، والناجمة عن شعورٍ مكثفٍ بالالتزام الداخلي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
I
 
أيوب يجيب "يهوه" هكذا:
 
"ها أنا حقير فماذا أجاوبك؟
 
وضعتُ يدي على فمي.
 
مرةً تكلمت فلا أجيب
 
ومرتين فلا أزيد".(6)
 
والحق، أن هذا هو الجواب الوحيد الممكن أن يرد به شاهد لا يزال يرتجف رعباً مما قارب أن يكون إبادة كلّية، وذلك في سطوة الحضور المباشر لقوة الخلق اللا متناهية. والسؤال المنطقي في مثل هذه الحالة هو: ماذا كان بمقدور الدودة البشرية المتهالكة الزاحفة على التراب أن تفعل غير ذلك؟ وعلى الرغم من ضآلته وضعفه اللذين يستدران الشفقة، إلاّ أن هذا الإنسان عرف أنه في مواجهة كائن أسمى من البشر، ومن السهولة بمكان استفزازه. كما عرف أن من الخير له أن يتخلى عن جميع التأملات الأخلاقية، وأن لا يتحدث عن الالتزامات الأخلاقية التي يُتوقع من الإله شخصياً تطبيقها.
 
لطالما كانت "عدالة" يهوه معرضاً للثناء، لذلك من المفترض لأيوب أن يكون قادراً على التقدم بشكواه واحتجاجه والإعلان عن براءته أمام يهوه بصفته إلهاً عادلاً. لكنه يشكك في هذا الاحتمال:
 
"كيف يتبرر الإنسان عند الله؟"(7)
 
"لو دعوت فاستجاب لي لما آمنت بأنه
 
سمع صوتي."(8)
 
"وإن كان من جهة القضاء يقول من
 
يحاكمني؟"(9)
 
هو:
 
"يكثر روحي بلا سبب"(10)
 
"الكامل والشرير هو يفنيهما"(11)
 
"إذا قتل السوط بغتةً يستهزئ
 
بتجربة الأبرياء"(12)
 
يقول أيوب ليهوه:
 
"... عالماً أنك لا تبرئني"(13)
 
"ولو اغتسلت في الثلج ونظفت
 
يديّ بالأشنان، فإنك في النقع
 
تغمسني."(14)
 
"لأنه ليس هو إنساناً مثلي فأجاوبه
 
فنأتي جميعاً إلى المحاكمة."(15)
 
يريد أيوب أن يوضّح وجهة نظره ليهوه، وأن يعرض شكواه، فيقول له:
 
"في علمك أني لست مذنباً ولا منقذ من
 
يدك."(16)

الصفحات