أنت هنا

قراءة كتاب حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

كتاب " حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي " ، تأليف د. أنور زناتي ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2

أما الدراسات العربية فكان أهمها على الإطلاق ، دراسة الأستاذ الدكتور محمود علي مَكي عندما قام بتحقيق كتاب المقتبس – السفر الثاني – سنة 1973 م واستعرض فيها قيمة ابن حَيَّان التاريخية ونشأته وشيوخه وأعماله ومنهجه في كتابة التاريخ ، ثم تابع الدراسة سنة 2002 م عندما قام بنشر السفر الثاني ( الشطر الأول المكتشف حديثاً ) ، وهناك دراسات متخصصة حول ابن حَيَّان تضمنها عدد مجلة المناهل الذي صدر بمناسبة الندوة العلمية التي عقدت بالرباط عام 1981 م حول ابن حَيَّان وآثاره التاريخية ، وحمل رقم 29 ، ونعرض باختصار لأهم تلك الأبحاث ، ومنها مقال الدكتور إحسان عباس ، حول " طريقة ابن حَيَّان في الكتابة التاريخية " وتعرض فيه لمنهج الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان وتتبع فيه عدداً من النصوص ، التي نص ابن حَيَّان في المقتبس على أنه نقلها عن مؤرخين سابقين ، مثل ابن الْقُوْطِيَّة ، والرَّازي ، والزُّبَيْديّ ، وابن حَزْم وانتهى من المقابلة بين ما كتبه ابن حَيَّان ، وما ورد في أصول هؤلاء المؤرخين إلى نتيجة وهى أن " ابن حَيَّان لم يكن يرى في نفسه محض ناقل عن الآخرين ، بل كان له من قدرته على التحليل والأسلوب الجميل ، ما يقنعه بأنه لابد من أن يعيد كثيراً مما كتبه غيره ، ليكون التاريخ متناسقاً في مستوياته المختلفة " .

ويلي هذا البحث مقال للدكتور مصطفى الشكعة بعنوان " أبو مروان

ابن حَيَّان بين الأدب الإبداعي ، وأدب كتابة التاريخ " واستعرض فيه خصائص وأسلوب الكتابة لدى ابن حَيَّان ، وأن الكتابة التاريخية لديه قد تحولت إلى أدب متميز . أما دراسة الدكتور محمد مفتاح عن " منهاجية ابن حَيَّان في تأريخ الأدب ونقده" وقام بتوجيه النظر إلى التراجم ، التي ساقها ابن حَيَّان في تاريخه للشعراء ، والأدباء ، التي تبدو فيها خصائص الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان .

وهناك دراسة الدكتورة وداد القاضي واستعرضت فيه مسألة الفكر السياسي لابن حَيَّان والمهمات التي يجب على الخليفة أن يضطلع بها من وجهة نظر ابن حَيَّان سواء بالنسبة للجهاد ضد العدو الخارجي ، أو موقفه من الفتن الداخلية بمختلف أشكالها السياسية والمذهبية .

وهناك دراسة قيمة عن فكر ابن حَيَّان التاريخي للأستاذ الدكتور محمود إسماعيل في كتاب " الفكر التاريخي في بلاد المغرب والأندلس " وتضمن دراسة تقويمية لفكر ابن حَيَّان ورؤيته التاريخية وما له وما عليه .

هذا وقد واجه الباحث عدة عقبات ، أهمها مشكلة صعوبة الرجوع إلى كافة أعمال ابن حَيَّان لأن أغلبها مفقود مثل كتاب المتين ، والدولة العامرية ، والبطشة الكبرى ؛ فكان على الباحث الرجوع للمصادر التي اعتمدت على تلك الكتب المفقودة من أمثال ابن بَسَّام في الذخيرة والمقري في نفح الطيب والإحاطة لابن الخطيب الخ ، وكذلك كانت ترجمة ابن حَيَّان في مؤلفات اللاحقين ترجمة مقتضبة لا تتجاوز الصفحة الواحدة وأغلبهم نقل ممن سبقه ، وبالتالي اجتهد الباحث في استنطاق النص .

ولكي يخرج الكتاب بمنهجية واضحة وفق الموضوعات السابقة ، فقد ابتعد الباحث عن مجرد السرد التاريخي للحوادث الذي لا يقوم إلا على رص المعلومات بجانب بعضها البعض ؛ لذا استخدم قدر الاستطاعة المنهج العلمي من حيث التحليل والتعليل والربط والاستنتاج دون إسراف ، والاستناد إلى المصادر

الأصلية ، وتفنيد بعض الروايات واستخدام بعض المناهج في معالجة الموضوع كل منهج وفق متطلبات فقرات البحث ، مثل المنهج الاستقرائي ، وتحليل المضمون عن طريق استيعاب نصوص ابن حَيَّان ثم تحليلها ووضع افتراضات حولها بحثاً عن حلول لإشكاليات متناثرة فكان أن استعنا بالمنهج التفكيكي – التركيبي للنص بحثاً عن الجوانب الدلالية الشمولية لحل تلك الإشكاليات التي واجهت البحث ، كما تم الاستعانة أيضا بالمنهج الإحصائي عند إحصاء نسبة اعتماد ابن حَيَّان في كتاباته على عدد من المؤرخين ثم عند إحصاء عدد مرات نقل ابن حَيَّان من هؤلاء المؤرخين وذلك حتى لا يكون العمل مجرد عمل توصيفي بحت بل عمل معرفي قائم على الاستقراء والتحليل والتفسير .

وقد جاء هيكل البحث مقسماً إلى مقدمة وخمسة فصول ، ثم خاتمة ؛ فالمقدمة اشتملت على خطة البحث والمنهج الذي سلكه الباحث في معالجة الكتاب وتعرض بإيجاز لأهمية دراسة المؤرخين وأهمية الموضوع وأسباب اختياره وعرض للمصادر والمراجع الخاصة بالكتاب .

وتناول الفصل الأول " العوامل المؤثرة في فكر ابن حَيَّان التاريخي " والتي تركت أثارها على منهجه ، فتعرض الباحث لأحوال المجتمع الأندلسي فترة حياة ابن حَيَّان ؛ ومدى اضطراب ذلك العصر الحافل بالتناقضات ، وانعكاس ذلك على فكره وخبرته التاريخية ؛ حيث رصد وبدقة مرحلة الفتن والاضطرابات المتتالية في الأندلس ، وكون لديه رؤية واعية تجاه أحداث مجتمعه ، وعبر عما حدث في هذا المجتمع من جوانب استحقت النقد ؛ لذا تعرض في كتاباته إلى نقد مظاهر الفوضى والتفكك في الأندلس .

كما أوضح الباحث – في نفس الفصل – أثر نشأته في بيئة علمية أثرت في توجيهه الفكري ، بالإضافة إلى وثائق وقع عليها بحكم نشأته في أسرة قريبة من بلاط الخلافة ، ووظيفة لم تكن عائقاً لموهبته وجعلته يمضي في كتابة تاريخه الكبير. واختتم الباحث الفصل بتحليل الانتماء المذهبي لابن حَيَّان وتعصبه للمذهب السني المالكي – وهو المذهب الرسمي للدولة – وانعكاس ذلك بوضوح على كتاباته ويظهر ذلك في هجومه الشديد على أتباع المذاهب الأخرى .

ثم جاء الفصل الثاني للدراسة بعنوان " مؤلفات ابن حَيَّان ( التصنيف والمحتوى ) ، وتم التركيز على مصنفات ابن حَيَّان المطبوعة والمتناثرة بين ثنايا الكتب ، وتم استعراض محتوى تلك الأعمال من مختلف الجوانب حيث اشتملت على جوانب عديدة ، سياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية . وكتبه في هذا المجال هي : "المقتبس" ، و"المتين" و"أخبار الدولة العامرية"، و"البطشة الكبرى" ومجموع هذه الكتب يشكل ما يطلق عليه اسم " التاريخ الكبير" لابن حَيَّان .

الصفحات