أنت هنا

قراءة كتاب حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

كتاب " حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي " ، تأليف د. أنور زناتي ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7

كما أتوجه بالشكر إلى المسيو رونيه فانسان دو جرانلونيه أمين مكتبة معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان بالقاهرة ، وكنت أقضى أياماً في المكتبة العامرة بأمهات المصادر ، وكان يقدم لي كنوزها التي من الصعب الحصول عليها بسهولة ويسر فله مني جزيل الشكر والتقدير .

وما دمت في إسناد الفضل لأهله ، فإنه ينبغي أن أنوه بفضل أخي الكبير الدكتور فاروق زناتي الذي شجعني على البحث والدراسة وقد كان دائما المثل الأعلى لي منذ طفولتي وكانت لمكتبته الشخصية أبلغ الأثر في عشقي للتاريخ .

كما يرجع الفضل الأعظم في إنجاز ذلك العمل يعود إلى ابني خالد الذي على صغر سنه كان يعيش بين مئات الكتب القديمة والحديثة ، ورغم ذلك لم يقطع ورقة واحدة منها على عكس ما عهدنا من أقرانه فله ولوالدته - التي عانت أكثر مما عنيت - الشكر والتقدير والاحترام .

كما أدين بالفضل للمئات من الباحثين والدارسين والمحققين والأعلام الذين أثروا المكتبة الأندلسية بالعديد من الكتب والدراسات الجادة التي نفخر بها جميعاً وقد حاول كل منهم أن يستجلي ملمحاً من ملامح الحضارة الإسلامية الثرية في الأندلس .

وأخيراً لا يسعني بعد ذلك إلا تقديم خالص الشكر مرة أخرى لكل من أعانني على الاضطلاع بهذا العمل الذي لم أبتغ به بعد رضاء الله عز وجل إلا تجلية الصفحات المشرقة لتراثنا العربي الإسلامي الجليل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

والله ولي التوفيق .

الفصل الأول

العوامل المؤثرة في فكر ابن حَيَّان التاريخي

• ملامح عصر ابن حَيَّان

• النشأة والتكوين

• وظائف ابن حَيَّان

• ثقافة ابن حَيَّان

• الانتماء المذهبي لابن حَيَّان

تعددت العوامل التي شكلت فكر ابن حَيَّان التاريخي وتركت أثارها على منهجه ؛ ما بين عصر متناقض شهد انحداراً سياسياً وازدهاراً ثقافياً ، وبيئة علمية أثرت في توجيهه الفكري ، وحضور مجالس علمية وأدبية ، بالإضافة إلى وثائق وقع عليها بحكم نشأته في أسرة قريبة من بلاط الخلافة ، وهي وثائق يندر وجودها في مصادر أخرى وتغطي مساحة مهمة من التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلاد الأندلس ، وانتماء مذهبي أثر في العديد من أحكامه ، ووظيفة لم تكن عائقاً لموهبته وجعلته يمضي في كتابة تاريخه الكبير.

وتأتي في مقدمة هذه العوامل ، طبيعة العصر الذي عاشه والأحداث التي عاينها ، حيث شهدت الأندلس في عصره – رغم الانحطاط السياسي – نهضة فكرية في شتى المعارف والعلوم العقلية ، وازدهرت الكتابة التاريخية ، وشهدت تطوراً ملحوظاً في المنهج والرؤية(1) ، كما كان لاهتمام حكام الأندلس بالحركة العلمية دور في إذكاء فكر ابن حَيَّان وإثرائه ، خاصة الحكم المستنصر(2) حيث كان والده مقرباً من بلاطه ؛ فتمكن من الوقوع على العديد من الوثائق التي ساعدته على إثراء كتاباته ، وهي وثائق يندر وجودها في مصادر أخرى وتغطي مساحة مهمة من التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلاد الأندلس ، ؛ وقد استعان بالعديد منها بين ثنايا مؤلفاته ، ووسط هذا الجو العلمي شب ابن حَيَّان ، واستمع إلى الروايات المختلفة والأحاديث الدائرة ، مما شكل فكره التاريخي والسياسي والثقافي معاً .

كما كان لتعصب ابن حَيَّان للمذهب السني أكبر الأثر في توجهاته وأحكامه الصادرة ضد أصحاب المذاهب الأخرى وانعكس ذلك بوضوح على كتاباته ، أما عن وظيفته فقد كانت السياسة شاغله في بداية حياته ، فتولى ديوان الشرطة " ثم صار مسئول" إملاء الذكر في ديوان بني جَهْوَر"(3) ، وأفاده الاشتغال بالسياسة حيناً في الاطلاع على الكثير من الوثائق الأندلسية التي أورد الكثير منها، كالرسائل المتبادلة بين الخليفتين الناصر والمستنصر ، وبين قواد جيوشهم في المغرب ، وكتاب الناصر إلي الرعية عقب بطشه بحركة ابن مسرة وهو ما سنعرض له بالتفصيل في فصول الكتاب (4) .

وسوف نتناول فيما يلي كل رافد من تلك الروافد والتي جعلته بحق " شيخ المؤرخين بالأندلس " .

الصفحات