أنت هنا

قراءة كتاب حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

كتاب " حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي " ، تأليف د. أنور زناتي ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 6

ومن الكتب التي أفادت البحث افادة جمة وأثرته بمجموعة من الأفكار المتميزة كتاب " الحروب الصليبية في الأندلس " للأستاذ الدكتور عبد المحسن طه رمضان وامتاز بدراسة نقدية وافية عن مصادر ومراجع تاريخ الأندلس كشف فيها عن اطلاع ابن حَيَّان الوثيق بتاريخ الأندلس الإسلامية بل وتاريخ الممالك المسيحية أيضاً ، مما يرجح أنه كان يعرف عجمية الأندلس وأن " ما أورده ابن حَيَّان من أخبار عن أسبانيا المسيحية بما فيها أشتوريس وبمبلونه ينم عن معرفته الدقيقة بكل أحوالهما وأنساب حكامها ، أكثر من مؤرخي عصره من المسيحيين .

وهناك بحث للدكتور إحسان عباس الذي نشره في مجلة المناهل عدد 29، حول " طريقة ابن حَيَّان في الكتابة التاريخية " وأفاد البحث كثيرا في الفصل الخاص بمنهج الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان خاصة في الجزء الذي تتبع فيه عدداً من النصوص ، التي نص ابن حَيَّان في " المقتبس " على أنه نقلها عن مؤرخين سابقين ، مثل ابن الْقُوْطِيَّة ، والرَّازي ، والزُّبَيْديّ ، وابن حَزْم ، وانتهى من المقابلة بين ما كتبه ابن حَيَّان ، وما ورد في أصول هؤلاء المؤرخين إلى نتيجة وهى أن " ابن حَيَّان لم يكن يرى في نفسه محض ناقل عن الآخرين ، بل كان له من قدرته على التحليل والأسلوب الجميل ، ما يقنعه بأنه لابد من أن يعيد كثيراً مما كتبه غيره ، ليكون التاريخ متناسقاً في مستوياته المختلفة " .

وكذلك مقال الدكتور مصطفى الشكعة في نفس العدد بعنوان " ابن حَيَّان بين الأدب الإبداعي ، وأدب كتابة التاريخ " وأفاد الباحث في مسألة خصائص وأسلوب الكتابة لدى ابن حَيَّان وأن الكتابة التاريخية عنده تحولت إلى أدب

متميز ، أما دراسة الدكتور محمد مفتاح عن " منهاجية ابن حَيَّان في تأريخ الأدب ونقده" فقد أفادت الباحث في توجيه النظر إلى التراجم ، التي ساقها ابن حَيَّان في تأريخه للشعراء ، والأدباء ، التي تبدو فيها خصائص الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان .

وهناك دراسة الدكتورة وداد القاضي ، وأفادت الدراسة في مسألة الفكر السياسي لابن حَيَّان ، والمهمات التي يجب على الخليفة أن يضطلع بها من وجهة نظره ، سواء بالنسبة للجهاد ضد العدو الخارجي ، أو موقفه من الفتن الداخلية بمختلف أشكالها السياسية والمذهبية . وكانت الفائدة الجليلة من كتاب " تاريخ الفكر الأندلسي " لآنخل بالنثيا - ترجمة حُسَين مؤنس - خاصة عند دراسته النقدية لكتب التاريخ العام ، ومؤرخي عصر الطوائف ، وعلى رأسهم ابن حَيَّان وأفاد الدراسة عند التعرض لحياته ومؤلفاته التاريخية .

كما كان لكتاب " مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي " لخالد الصمدي فوائد متعددة حيث ساعد على شرح الوضع المذهبي في الأندلس ومدى تعصب ابن حَيَّان للمذهب السني المالكي الذي دخل إلى الأندلس في حياة الإمام مالك نفسه، وذلك بفضل من درسوا عليه من تلاميذه الأندلسيين ونقلوا كتابه " الموطأ" ، وهم على التوالي الغازي بن قيس ( ت 199 هـ / 814 م ) ، وزياد بن عبد الرحمن اللخمي الملقب بشبطون ( ت204 هـ / 819 م ) ، وهو أول من أدخل مذهبه فى الأندلس ، ويَحْيىّ بن يَحْيىّ اللَّيثِي ( ت234هـ / 848 م ) ، ومساهمات غيره من الفقهاء .

وكذلك استفاد الباحث من كتب كثيرة في شتى أنحاء لرسالة ساعدته على فهم بعض النواحي السياسية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشها بن حيان وتعرض لها في كتاباته منها كتاب إبراهيم القادري بوتشيش: مباحث في التاريخ الاجتماعي للمغرب والأندلس خلال عصر المرابطين، وأيضا كتابه المغرب والأندلس في عصر المرابطين ، وكتاب أحمد بدر : دراسات في تاريخ الأندلس وحضارتها. وكتاب إحسان عباس : تاريخ الأدب الأندلسي " عصر الطوائف والمرابطين ، وكتاب السيد عبدالعزيز سالم : تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس ، وكتاب اوليفيا كونستبل : التجارة والتجار في الأندلس ، وكتاب حسن على حسن ، الحضارة الإسلامية فى المغرب والأندلس ( عصر المرابطين والموحدين ) ، وكتاب حُسَين مؤنس : الجغرافية والجغرافيين في الأندلس ، وشيوخ العصر في الأندلس .

وقد خُتِم البحث بالحديث عن أثر ابن حَيَّان في التاريخ والفكر الأندلسي وأتبعنا ذلك بملاحق توضح مدى تأثير ابن حَيَّان في المؤرخين اللاحقين ورأيهم فيه واعتباره بحق " حامل لواء التاريخ في الأندلس " .

وبعد ،،،، فقد قدم ابن حَيَّان للأندلس والمغرب خدمات جليلة من أهمها أن التاريخ الأندلسي حُرِمَ من كتاب يعني بتأريخ أحداثه السنوية إلا كتاب المقتبس لابن حَيَّان وأمدنا كتابه بمادة تاريخية وفيرة حول الأندلس ومؤرخيها الأوائل من خلال اعتناء ابن حَيَّان بالإسناد وقد أكدت الدراسة أن ابن حَيَّان من أكثر المؤرخين الأندلسيين اعتناء بتاريخ الأندلس وأن كتاباته كتبت كلها في تاريخ الأندلس ، ولم يحاول لسبب أو لآخر أن يكتب في تاريخ أي قطر من أقطار العالم الإسلامي ، وإنما قَصَرْ نشاطه العلمي على الأندلس والمغرب .

وطمح الكتاب إلى أن يكون مفتاحاً لدراسات أخرى عن هذا المؤرخ ، من أهمها وربما أكثرها قرباً من شخصية ابن حَيَّان موضوع " النقد الاجتماعي عند ابن حَيَّان " ؛ والدراسة تفتح المجال أمام الدارسين للخوض في عدة محاور منها : دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تشكيل الوعي التاريخي لدى أغلب

المؤرخين ، وكذلك تفتح مجالاً خاصاً ببحث نشأة وتطور منهج الكتابة التاريخية لدى المؤرخ من خلال تجاربه الشخصية ومشاهداته العيانية ، وهو ما يتضح بصورة جلية في شخصية ابن حَيَّان كمؤرخ حيث وصل إلى درجة عالية من النضج في معالجة المجتمع الأندلسي وإبراز سماته وميزاته وعيوبه ونقائصه ، ويجد الباحث كم وفير من المواد النقدية في ثنايا كتاباته . وقد حاول الباحث دراسة شخصيته كمؤرخ انطلاقاً من رؤية علمية ، ومعايير موضوعية قدر المستطاع ولا يتأتى ذلك إلا من خلال رصد الإطار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الأندلس في القرن الرابع الهجري ( 11 م) .

وبعد الانتهاء من هذا العمل عزمت على أن أرد الفضل لأهله ، وأن أسجل اعترافي بالجميل لأستاذي العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمود إسماعيل عبد الرازق الذي كان لي بحق أبا علمياً ومرشداً أكاديمياً من طراز رفيع ، أخذني بحلمه ورحابة صدره وكانت توجيهاته وإرشاداته العلمية خير معين لي في تخطي عقبات البحث فكل عبارات الثناء لا توازي عطاءه ، ولا كلمات الشكر تفيه حقه .

كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى الأستاذة الدكتورة منى حسن محمود وأستاذتي الدكتورة محاسن محمد الوقاد على ما تفضلتا به من قبول مناقشي فكان لي بذلك الفضل شرف وأي شرف .

كذلك أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور عبد المحسن طه رمضان ، ولست أنسى موقفه معي حين أمدني بصورة من المخطوط النادر لابن حَيَّان ، ولولاه لما استطعت أن أحصل عليه ليكون من أهم مصادر الدراسة فجزاه الله عني خير الجزاء .

أما الصديق والأخ الدكتور سند أحمد فكان خير أمين ومعين لي في كل مراحل البحث وشاركني في السراء والضراء فجزاه الله خير الجزاء . وشكر عميق من القلب ينبغي أن يوجه إلى الأخ والزميل الدكتور خالد حسين الذي أعانني على فهم الكثير من أساسيات المنهج العلمي في الكتابة بخلق جميل ورحابة صدر.

كما لا أنسى ما حييت فضل أخي وصديقي الأستاذ الدكتور محمد رفعت عبد العزيز الذي كان وما يزال صاحب فضل كبير فله مني كل تقدير وإعزاز واحترام .

الصفحات