أنت هنا

قراءة كتاب حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي

كتاب " حامل لواء التاريخ في الأندلس - ابن حيان القرطبي " ، تأليف د. أنور زناتي ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

وتم استنتاج عدة ملاحظات حول أعماله من حيث أنه " أرخ للعدوتين الأندلس والمغرب تأريخا شاملاً مؤسساً على الاهتمام بالأخبار بالدرجة الأولى خاصة في كتابه "المقتبس" ، ولم يحاول لسبب أو لآخر أن يكتب في تاريخ أي قطر من أقطار العالم الإسلامي ، وإنما قَصَرْ نشاطه العلمي على العدوتين – المغرب والأندلس - ، والملاحظة الأخرى أنه ركّز بصفة خاصة على قُرْطُبَة التي كان يعتد بها أشد الاعتداد ، متخذاً من ولاءه لبني أُمَيّة منطلقاً أساسياً في كتاباته ؛ مما أدى ذلك إلى تسفيه خصومهم في الداخل والخارج . وملاحظة أخرى تم رصدها من العديد من مفرداته وهي تعدد مجالات المعرفة الاجتماعية والثقافية التي طرقها ابن حَيَّان وعكست لنا ألواناً من الحياة الأندلسية الاجتماعية والثقافية ؛ فنراه يرصد العديد من الظواهر الاجتماعية عندما يصور شرائح المجتمع بما فيها من صور الوشاية ، والذم ، والمكائد ، وفساد القضاة ، كما عكس الصراع الذي كان يدور بين الفقهاء والخليفة وأوضحت أيضاً مدى اهتمامه بالجانب الاقتصادي من خلال تعدد مفردات مثل " دار السكة " و" دار الضرب " و" خالص الذهب والفضة " ، و" قبض الجباية " ، و" تدليس العملة " الخ .

أما الفصل الثالث ، فقد خُصِص لدراسة المرجعية التاريخية لابن حَيَّان وكيف استند في تاريخه إلى مرجعيات عدة منها : " المشاهدات العيانية " خاصة وأن عصره كان زاخراً بالأحداث التي تستحق الرصد والتسجيل ، واعتمد كذلك على "الروايات الشفوية" التي أخذها عن مقربيه ومكاتبيه ، وهم أشخاص توافرت لديهم المعرفة بالحدث والثقة فيما يوردون من أخبار ؛ فدوّن الكثير برواية هؤلاء كما استند أيضاً إلى "الوثائق الرسمية" ، التي اطلع عليها بحكم نشأته في أسرة مقربة من بلاط الخلافة ، أو أًَطْلَعهُ عليها والده حيث كان كاتباً ووزيراً مقرباً للعامريين ، وهي وثائق يندر وجودها في مصادر أخرى وتغطي مساحة مهمة من التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلاد الأندلس ، كما استند إلى آثار من تقدمه من الإخباريين والمؤرخين . وقام بنقل مؤلفات هي الآن في عداد المفقود من التراث الأندلسي ، وكان في المقتبس أكثر اعتماده على الكتب والنقل منها . وكان ابن حَيَّان قد عرف كيف يستفيد من جميع الكتب السابقة ذات القيمة التاريخية ؛ ولذا اجتهد في أن يجمع أكبر عدد من المصادر التي تنوعت بتنوع الموضوعات التي عالجها في تاريخه الكبير منذ الفتح الإسلامي للأندلس حتى عصره .

وجاء الفصل الرابع ليعرض فيه الباحث " منهج الكتابة التاريخية عند ابن حَيَّان " ، مستعرضاً في البداية تطور الكتابة التاريخية في الأندلس ومنهج المؤرخين في تناول موضوعات التاريخ المختلفة حتى عصر ابن حَيَّان حيث تنوعت أصناف الكتابة وتعددت الموضوعات ؛ لذا كان من البديهي أن تتنوع مناهج المؤرخين التي طبقوها في دراسة التاريخ ، وكان لكل مؤرخ طريقته في التأريخ ، وأسلوب يكاد يلازمه في كل ما يكتبه . ثم تعرض بالتفصيل لمنهج الكتابة لديه موضحا كافة المناهج التي اتبعها وكيف استفاد من المناهج التي عرفها مع التركيز على المنهجين الحولي والموضوعي ، ورأى أن يجمع بينها وأن يستفيد منها كل ذلك مع الاستشهاد بنصوص ابن حَيَّان ، وتم رصد قيمة المنهج الذي اتبعه وخلو إنتاجه من التفسيرات الخرافية والأساطير ؛ ثم استعرض الباحث خصائص وأسلوب الكتابة التاريخية عنده ، وكيف كان أسلوبه يمتاز بالسهولة والوضوح والتعبير الدقيق عن الحقائق ، وقوة التدليل والتفسير والتعليل ، وامتاز بترابط الفكرة ، وتخير المفردات والتراكيب العربية السليمة ، وتخلص من قيود السجع ومحسنات البديع المتكلفة ، وتدلنا كتاباته التاريخية على أدبه الرفيع مع التزام الدقة والأمانة التاريخية .

ثم جاء الفصل الخامس والأخير فكان بعنوان " ابن حَيَّان مفسراً للتاريخ " وبدأ بعرض تعدد غايات المؤرخين في عصر ابن حَيَّان ، وتنوع أهدافهم ثم حدد مقاصد وغايات ابن حَيَّان التي شرحها في كتاباته ثم استعرض التفسير والموضوعية عنده حيث فطن إلى أهمية التفسير والتعليل في مجال كتابة التاريخ ؛ وذكر السبب بالحدث قد استمد تفسيراته من الاستقراء الواعي للأحداث حيث قام بتعليل وتفسير العديد من الأحداث ، وقد عول في تفسيره على عدة محاور منها : التعويل على العقل والاستقراء الواعي للأحداث ، وكذلك على البعد المذهبي ، ونراه أيضاً يعول على التفسير الإثني أو العرقي ، كما استند في تفسيراته على البعدين الديني والأخلاقي ، وقام الباحث باستعراض ذلك بالتفصيل .

الصفحات