أنت هنا

قراءة كتاب ألوان المغيب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ألوان المغيب

ألوان المغيب

كتاب " ألوان المغيب " ، تأليف عبد الواحد لؤلؤة ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

قصيدة وطني (1912) ذات المطلع علـّـموه كيف يـَـعنو فـَـعـَـنا تكاد تصيح بك من أول بيت أن هذه معارضة لقصيدة شوقي بغناء عبدالوهاب علـّـموه كيف يجفو فجفا ظالمٌ لاقيتُ منه ما كفى ولكن، كيف لقصيدة غزلية أن توحي بقصيدة وطنية؟ وتستمر في القراءة فتلمس التفجـّـع على حال الوطن، وتتناسى مـُـسـِرفٌ في هجره··· أتـُـراهم علـّـموه السـَّـرفا وتتذكـّـر من أيام المدرسة قصيدة وطنية، فيها نقد لاذع لأحوال المجتمع هي للشاعر العراقي محمد رضا الشبيبي، كما يظــهر من ملاحظة جبري نفسه في هامش على القصيدة، ثم نقرأ فعارضته بقصيدتي يقول الشبيبي:

فتنةُ الناس، وُقينا الِـفتـَـنا

باطلُ الحمدِ، ومكذوبُ الثنا

ربَّ جـَـهـمٍ حـوّلاه قـمـراً

وقبـيـحٍ صـَـيـّـراه حــسـَـنا···

ويستحسن جبري ما رأى في قصيدة الشبيبي فيقول:

وطني كيف أُرجـّـي بيعـَـةُ؟

ذلَّ من راح يبـيـعُ الـوطـنا

أيـها الطـامع في حـَــوزتـِــه

لستُ أرضى بالثريـّـا ثـمنـاً···

وهذا صدى من قول الشبيبي:

خسـِـرت صفقتكم من معشرٍ

شـَـروا العار وباعوا الوطنا

أرخصوه، ولو اعتاضوا بـه

هـذه الدنـيـا·· لـقـلـّـت ثـمـنا·

بمن تـُعجب في هذه الحال، بقصيدة الشبيبي أم بقصيدة جبري؟

في قصيدة بين الشام والعراق (1923) مثال آخر من إعجاب جبري بشعر الشبيبي الذي ازدهر في عشرينات القرن الماضي· وهذه قصيدة وطنية عروبية وحدوية يتجلى فيها حنين الشامي إلى بغداد ويذكـّـرنا بحنين أبي العلاء المعرّي (الشامي) إلى بغداد، يوم ركب الإبل وأحسّ بحنينها إلى بغداد وهي في طريقها إليها:

طـَـربنَ لضوء البارقِ المتعـالي

ببغداد وهْـناً مالهـنّ ومـالـي

إذَا طال عنها سرّها لو رؤوسها

تـُـمدُّ إليه في رؤوس عوالي

ضوء البارق المتعالي عند المعريّ هو كلّ رَبع بدجلةٍ يضيء ضياء البارق المتألق عند جبري· وثمة أصداء أخرى من شعر قديم يـُـنبـ؟ـهـُـكَ إليها ورود كلمات نادرة الاستعمال في العصور اللاحقة:

مـَحـَضْـتـُـكِ يا بغداد ودّي على النوى

وإني إن أمحض وداديَ أصدُق

المحض، بمعنى الخالص من الشوائب صفة مألوفة، على ندرتها· ولكن مـَحـَضَ يمحضُ هو فعل لا أحسب أنه تكررّ منذ الجاهلية:

محضتـُـهـُـمُ نـُـصحي بمنعـَـرَجِ اللـِّـوى

فلم يستبينوا النصح إلاّ ضـُحى الغدِِ

والنـَفـَس الجاهلي وما جرى مجراه تجده في مخاطبة المثنى عند جبري: قفا حدِّثاني بالعراق··· قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومـَـنزِلِ·· يا صاحـِـبي؟ تقصيـّـا نظريكما تـَـرَيا وجوهَ الأرض كيف تـُـصـَـوَّر· ثم هل الملـِـكُ الجبـّـار بالكرخ موثقٌ؟ تستذكر إذا الملك الجبـّـار صعـَّـر خدَّه مـَـشينا إليه بالسيوف نعاتبه ولكن من هو هذا الملك الجبـّـار؟ هل هو الملك فيصل؟ لم يكن ذلك الملك جباراً، ولم يكن منزله بالكرخ، وهو الجانب الغربي من نهر دجلة، وليس محلة ببغداد كما أورد المحقق· كان بلاطه في الرصافة، الضفة الشرقية، والإشارة إلى الملكية في العراق تكون دائماً إلى البلاط، لكن الإشارة إلى الكرخ في تاريخ العراق الملكي هي إشارة إلى السفارة البريطانية، ممثلة الاستعمار البريطاني، فهل من كان يقيم فيها هو الملك الجبـّـار وهل كان موثقاً تنوء به الأغلال؟ اختلطت الصور هنا·

الصفحات