أنت هنا

قراءة كتاب القدس قضية كل مسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس قضية كل مسلم

القدس قضية كل مسلم

كتاب "القدس قضية كل مسلم - سلسلة رسائل ترشيد الصحوة"، تأليف الإمام يوسف القرضاوي، هذه هى الرسالة العاشرة من (رسائل ترشيد الصحوة) وهى تتحدث عن قضية فى غاية الأهمية والخطورة علينا نحن العرب والمسلمين ، حيثما كنا فى أرض الله ، هى قضية القدس الشريف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

القدس فى اعتقاد المسلمين

القدس فى الاعتقاد الإسلامى ، لها مكانة دينية مرموقة ، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ، فهو إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها . ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس ، والغيرة عليها ، والذود عن حماها ، وحرماتها ومقدساتها ، وبذل النفس والنفيس فى سبيل حمايتها ، ورد المعتدين عليها . وقد اختلف المسلمون ، والعرب ، والفلسطينيون فى الموقف من قضية السلام مع إسرائيل : هل يجوز أو لا يجوز؟ وإن جاز : هل ينجح أو لا ينجح؟ ولكنهم جميعا ـ مسلمين وعربًا وفلسطينيين ـ لم يختلفوا حول عروبة القدس ، وإسلاميتها ، وضرورة بقائها عربية إسلامية ، وفرضية مقاومة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويدها ، وتغيير معالمها ، ومسخ شخصيتها التاريخية ، ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية منها . فللقدس قدسية إسلامية مقدورة ، وهى تمثل فى حس المسلمين ووعيهم الإسلامى : القبلة الأولى ، وأرض الإسراء والمعراج ، وثالث المدن المعظمة ، وأرض النبوات والبركات ، وأرض الرباط والجهاد كما سنبين ذلك فيما يلى .

القدس : القبلة الأولى

أول ما تمثله القدس فى حس المسلمين وفى وعيهم وفكرهم الدينى : أنها (القبلة الأولى) التى ظل رسول الله * وأصحابه يتوجهون إليها فى صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج فى السنة العاشرة للبعثة المحمدية ، أى قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وظلوا يصلون إليها فى مكة ، وبعد هجرتهم إلى المدينة ، ستة عشر شهرًا ، حتى نزل القرآن يأمرهم بالتوجه إلى الكعبة ، أو المسجد الحرام ، كما قال تعالى : ( وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (البقرة:150). وفى المدينة المنورة معلم أثرى بارز يؤكد هذه القضية ، وهو مسجد القبلتين ، الذى صلى فيه المسلمون صلاة واحدة بعضها إلى القدس ، وبعضها إلى مكة• وهو لا يزال قائمًا ، وقد جدد وتعهد ، وهو يزار إلى اليوم ويصلى فيه .
وقد أثار اليهود فى المدينة ضجة كبرى حول هذا التحول ، ورد عليهم القرآن بأن الجهات كلها لله ، وهو الذى يحدد أيها يـكـون القبلـة لمـن يصـلـى له : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( (البقرة:142) إلى أن يقول : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (البقرة:143). فقد قالوا : إن صلاة المسلمين تلك السنوات قد ضاعت وأهدرت ، لأنها لم تكن إلى قبلة صحيحة ، فقال الله : أى صلاتكـم ، لأنها كانت صلاة إلى قبلة صحيحة مرضية عنده عز وجل .

الصفحات