أنت هنا

قراءة كتاب القدس قضية كل مسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس قضية كل مسلم

القدس قضية كل مسلم

كتاب "القدس قضية كل مسلم - سلسلة رسائل ترشيد الصحوة"، تأليف الإمام يوسف القرضاوي، هذه هى الرسالة العاشرة من (رسائل ترشيد الصحوة) وهى تتحدث عن قضية فى غاية الأهمية والخطورة علينا نحن العرب والمسلمين ، حيثما كنا فى أرض الله ، هى قضية القدس الشريف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

الاستسلام الفلسطينى

إن الاستسلام الفلسطينى الذى دفع إليه تسرب الوهن إلى بعض الأنفس ، واليأس إلى بعض القلوب والشعور بالمرارة من تخاذل الكثيرين من العرب ، وارتماء بعضهم فى أحضان الأمريكان ، وسقوط السوفيت ، والإحساس بالرعب من الوحش الأمريكى ، وتحيزه الدائم لربيبته إسرائيل ، واستطالة طريق الجهاد ، وكثرة تكاليفه ، وضحاياه ، كل أولئك سارع بدفع عدد من القادة الفلسطينيين إلى قبول (السلام الأعرج) الذى عرضته إسرائيل ، تحت عنوان (الأرض مقابل السلام). يعنون أن تتخلى إسرائيل عن الأرض الفلسطينية والسورية واللبنانية التى احتلتها عام (1967 م) فى مقابل سلامها ، بحيث لا يناوشها أحد ولا ينازعها . باختصار : هذا القول يعنى : أرض العرب فى مقابل سلام إسرائيل .
أى يردون إلينا أرضنا المحتلة لينعموا بالسلام ، معنى هذا : أن الأرض التى أخذوها بقوة السلاح وبالدم والعنف أمسـت ملكـا لهم ، وأمسى لهم الحق عليها ، وهم يتنازلون عنها ليفوزوا بالسلام !
وقبِل العرب المفاوضات على هذا الأساس الأعوج ، وأعطوا إسرائيل السلام ، ولكنها لم تعطهم شيئًا ، باعت لهم (الترام)! كما تحكى الحكايات عن القاهرى الماكر والصعيدى الساذج .
ما معنى سلام يترك المشاكل الكبرى الأساسية كلها معلقة :
مشكلة القدس .
مشكلة الاستيطان .
مشكلة اللاجئين .
مشكلة الحدود .
هذه المشكلات الخطيرة معلقة مؤجلة ، لا تبحث إلا فى نهاية المفاوضات ، ولم يسأل أحد : وإذا لم نتفق عليها فى النهاية فماذا يكون الموقف ؟
والحقيقة أن هذه المشاكل كانت معلقة ومؤجلة عند العرب ، ولم تكن مؤجلة ولا معلقة عند إسرائيل ، فقد أعلن إسحاق رابين عشية توقيع الاتفاق فى (أوسلو) قائلا ومصرحًا : جئتكم من أورشليم (القدس) العاصمة التاريخية والأبدية والموحدة لشعب إسرائيل !
وكذلك لم يؤجل موضوع الاستيطان ، بل ظل مستمرًا فى أكثر من مكان فى فلسطين ، إلى أن فجرته المحاولة الصريحة الجريئة بإنشاء مستوطنة (هارحوما) فى جبل أبو غنيم وكذلك فى رأس العامود فى القدس الشرقية ، ولا يزال الاستيطان يتوسع وينمو ، فى حين لا يسمح للفلسطينيين أهل البلد وأصحاب الدار ، بأى نمو أو توسع .
وكم رأينا بأعيننا البيوت تهدم على مرأى ومسمع ، لأن إسرائيل لم تسمح بها . ولن تسمح يومًا .
إن الفلسطينيين اليوم أدركوا أن إسرائيل تخدعهم وتلعب بهم ، وأن انسحابها الجزئى المحدود جدًّا لم يكن إلا خدعة كبيرة ، وأنها تستطيع أن تعود إلى احتلال المواقع التى أخلتها فى ساعات قلائل ، وأن زمام الأمور كلها بيديها ، وأن لا حول لهم ولا طول ، وأن السلطة التى منحتها إسرائيل لهم سلطة وهمية ، هدف إسرائيل منها : أن تضرب الفلسطينيين بعضهم بعض ، وأن تسلط بعضهم على بعض ، وأن يكون بأسهم بينهم شديدًا ، لتقف هى متفرجة على صراع الأخ مع أخيه ، وأن بندقية الفلسطينى لم تعد موجهة إلى صدر غاصب أرضهم بل إلى فلسطينى مثله . وهذا مراد إسرائيل .

الصفحات