أنت هنا

قراءة كتاب القدس قضية كل مسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس قضية كل مسلم

القدس قضية كل مسلم

كتاب "القدس قضية كل مسلم - سلسلة رسائل ترشيد الصحوة"، تأليف الإمام يوسف القرضاوي، هذه هى الرسالة العاشرة من (رسائل ترشيد الصحوة) وهى تتحدث عن قضية فى غاية الأهمية والخطورة علينا نحن العرب والمسلمين ، حيثما كنا فى أرض الله ، هى قضية القدس الشريف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

العجز العربى

أمـا العجـز العربى الذى نراه ونلمسه ، فليس هو بالقدر الذى لا مهرب منه . إنما هو أمر طارئ لابد أن يزول .
وأظهر أسباب هذا العجز هو التفرق ، الذى أصاب دول العرب ، منذ شرخ (كامب ديفيد) واتفاقيته التى أخرجت الشقيقة الكبرى : مصر ، من المعركة المصيرية للأمة ، وقد استغل فى ذلك : تخلى العرب عن مصر ، وعدم وقوفهم معها ومعاونتهم لها ، وقد خاضت أربع حروب من أجل فلسطين كلفتها الكثير من المال والرجال .
وزاد هذا التفرق بعد (حرب الخليج) الثانية ، التى مزقت العرب شر ممزق ، وخسروا فيها تضامنهم ووحدة مواقفهم ، كما خسروا أموالهم ، حتى استدانت البلاد الغنية ، بل خسر كثير منهم حرية إرادتهم واستقلال قرارهم ، إلى حد احتلال أراضيهم . كان هذا كله بضربة واحدة ـ ضربة معلم كما يقال ـ وكان الرابح الواحد فى ذلك هو إسرائيل ، وأمريكا وحلفاؤها ، الذين تخلصوا من أسلحتهم القديمة فى أرضنا ، وجربوا أسلحتهم الجديدة فى شعوبنا ، وهدموا ديارنا بفلوسنا ، وبطلبنا ، وخربوا بيوتنا بأيدينا ، ليعودوا فيشيدوها من جديد بأموالنا أيضًا .
وقد انقسم العالم العربى فى هذه القضية انقسامًا لم يحدث مثله فى قضية أخرى ، لما فيها من تداخل وتعقيد ، فإن الذى يرفض التدخل الأجنبى كأنما يؤيد الاحتلال العراقى للكويت ، والذى يقبل التدخل العسكرى الأمريكى والغربى لتحرير الكويت كأنما يؤيد تدمير العراق ، ويساند الاحتلال الأجنبى للمنطقة !
وضاع الرأى الوسط الذى ينكر الاحتلال ويطالب بالجلاء ، كما ينكر التدخل الأجنبى المكثف المسيطر ، سواء بسواء . وهو ما نادت به مجموعات من أهل العلم والفكر من المصريين نشروا بيانهم على صفحات الأهرام وغيره (ضمن المقال الأسبوعى للكاتب الكبير الأستاذ فهمى هويدى).
المهم أن العالم العربى منذ ذلك اليوم المشؤوم قد تصدع بنيانـه ، ولم يجد من يرمِّمه إلى اليوم ، رغم مناداة كثير من العقلاء بوجوب تخطى هذه الأزمة ، التى لا يجوز أن تحكمنا عقدتها أبد الدهر ، وهو ما يفرضه الدين والقومية ، والأخلاق والمصلحة المشتركة ، بل ما يفرضه وجودنا ومصيرنا ، إن أردنا أن يكون لنا وجود ومصير فى هذا العالم ، الذى لم يعد فيه مكان للكيانات الصغيرة ، ولا للكيانات المتفرقة والمبعثرة ، ولهذا رأينا المتفرقين تاريخيا يتحدون ويتناسون الماضى ونزاعاته وحروبه وثأْراته ، استجابة لنداء المصلحة المتبادلة ، كما هو شأن الاتحاد الأوروبى
ولكننا نرى اليوم بشائر لا يمكن تجاهلها ، وهى وقوف العالم العربى كله ضد الولايات المتحدة التى تريد توجيه ضربة عسكرية للعراق ، إن هذه الوقفة العربية ضد التألّه الأمريكى ، يدلنا على أن هذه الأمة لن تموت .

الصفحات