أنت هنا

قراءة كتاب القدس قضية كل مسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس قضية كل مسلم

القدس قضية كل مسلم

كتاب "القدس قضية كل مسلم - سلسلة رسائل ترشيد الصحوة"، تأليف الإمام يوسف القرضاوي، هذه هى الرسالة العاشرة من (رسائل ترشيد الصحوة) وهى تتحدث عن قضية فى غاية الأهمية والخطورة علينا نحن العرب والمسلمين ، حيثما كنا فى أرض الله ، هى قضية القدس الشريف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

القدس تهوّد جهارًا

فى الثانى من سبتمبر 1997 دعيت من قِبَل (مجمع البحوث الإسلامية بلندن) للمشاركة فى مؤتمره العلمى الأول عن (القدس) وإلقاء كلمة فيه بهذه المناسبة . فحضرت وقلت فى بداية كلمتى :
فى هذه السنة (1997م) تتزاحم ذكريات مهمة وبارزة تخص قضيتنا الأولى : قضية القدس وفلسطين .
فى هذه السنة تمر ذكرى مرور قرن (100 سنة) على عقد المؤتمر الصهيونى الأول فى (بازل) بسويسرا برياسة (هرتزل) عام 1897م ، وظهور المؤسسة الصهيونية العالمية .
كما تمر ذكرى (80) ثمانين عامًا على مرور وعد بلفور المشؤوم بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين (نوفمبر 1917م).
وكذلك ذكرى نصف قرن على قرار تقسيم فلسطين (1947م) الذى كان تمهيدًا لقيام إسرائيل (1948م) .
وأيضًا ذكرى مرور ثلاثين سنة على احتلال القدس والضفة الغربية وغزة سنة (1967 م) بعد حرب الأيام الستة المعروفة فى 5 حزيران (يونيو) 1967 م .
وأخيرًا ذكرى مرور عشرين عامًا على زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل (1977م)، التى مثلت بداية الخلل فى وحدة الموقف العربى تجاه إسرائيل .
ونحن الآن نجنى ثمار هذه الأحداث المريرة ، وأشد هذه الثمار مرارة : محاولة إسرائيل =تهويد القدس+ العربية الإسلامية ، وفق تخطيط معلوم ، ونهج مرسوم ، وعلى مرأى ومسمع من أكثر من مائتين وخمسين مليونًا من العرب ، ووراءهم أكثر من مليار من المسلمين . وعلى الرغم من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى . وبمساندة وتأييد من أمريكا القوة الأولى والوحيدة ، والمتألهة فى العالم اليوم .
ولا تزال إسرائيل تتابع (حفرياتها) تحت المسجد الأقصى ، وتنشئ مدينة سياحية تحته ، فيما زعموا ، وقد سمعت فى مؤتمر القدس المذكور من الأخ الشيخ رائد صلاح ، رئيس بلدية أم الفحم فى فلسطين المحتلة ، ورئيس الحركة الإسلامية هناك ، أنه أتيح له الاطلاع على هذه الحفريات ، ورأى المسجد الأقصى مهددًا بالانهيار فى وقت غير بعيد .
وهذا يؤكد ما قلته وأعلنته مرارًا من أن إسرائيل تعرف متى ينهار المسجد ، وهى محددة له وقتًا معينًا ، توقع فيه ذلك وتعلنه ، وهى ستختار الوقت المناسب لهذا الفعل ، بحيث يكون العرب والمسلمون مشغولين فى هموم أخرى تلهيهم عن هذا الخطب الجسيم ، أو تجعل احتجاجهم عليه مجرد صراخ لا يرد حقًّا ، ولا يقاوم باطلاً ! ويكون العالم أيضًا مشغولاً بخطب آخر ، قد تكون إسرائيل أو الصهيونية العالمية هى صانعته ومدبرته .
وهكذا تتعرض القدس العربية الإسلامية : مدينة المقدسات ، وأرض النبوات ، وبلد الإسراء والمعراج ، ودار المسجد الأقصى ، الذى بارك الله حوله والذى هو عند كل مسلم بمنزلة سواد العين ، وسويداء القلب . تتعرض هذه المدينة للتهويد المبيَّت ، والانتهاب المخطط ، والالتهام المدبر ، ويتعرض المسجد الإسلامى المعظم للخطر المؤكد ، بما يقع تحته وحوله من حفريات مستمرة ، تهدف فى النهاية إلى إزالته ، وإقامة هيكل اليهود المزعوم على أنقاضه .
الهدف واضح وصريح ، والخطة معلومة ، والعمل معلن ، اتفق عليه اليهود جميعًا ، أيا كان انتماؤهم واتجاههم : دينيين كانوا أم علمانيين ، من حزب (الليكود) الصريح المتعجرف ، أم من حزب (العمل) المناور المراوغ .
ومع هذا لازلنا نركض ونسابق الريح ، سعيًا إلى سلام بائس ، لا يقيم لفلسطين دولة ، ولا يعيد إليها مشردًا ، ولا يرد إليها قدسها وعاصمتها ، ومع هذا الغبن الفاحش ، والظلم المبين ، تركل إسرائيل ، ويركل بنيامين نتنياهو السلام المزعوم بقدميه ، رضى القتيل ولم يرض القاتل !

الصفحات