أنت هنا

قراءة كتاب القدس قضية كل مسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس قضية كل مسلم

القدس قضية كل مسلم

كتاب "القدس قضية كل مسلم - سلسلة رسائل ترشيد الصحوة"، تأليف الإمام يوسف القرضاوي، هذه هى الرسالة العاشرة من (رسائل ترشيد الصحوة) وهى تتحدث عن قضية فى غاية الأهمية والخطورة علينا نحن العرب والمسلمين ، حيثما كنا فى أرض الله ، هى قضية القدس الشريف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

وهكذا كلما تنازلنا عن حق مؤكد لنا ، أصرت إسرائيل على باطـل مدّعـى لها ، وهـى فى كل يوم تأخذ منا ما تريد ، ونحن لا نأخذ نقيرًا ولا قطميرًا ، إلا وعودًا مزعومة ، أشبه بما قال الشاعر :
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
وما مواعيدها إلا الأباطيل
فلا يغرنْك ما منّت وما وعدت
إن الأمانىّ والأحلام تضليل
بل الواقع أن إسرائيل فى عهد الليكود أمست تضن علينا حتى بالوعود ، وإن كانت سرابًا . فهى تتبجح بالرفض المطلق ، ولا تخاف ولا تستحى . وقد قال رسول الإسلام * :=إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت !. متفق عليه .
إن إسرائيل تستكبر وتبغى فى الأرض بغير الحق ، لأنها لم تجد من يردها ويقفها عند حدها .
فهى تريد سلامًا من منظورها هى ، ووفق مصلحتها ، وتبعًا لاستراتيجيتها التوسعية ، وأطماعها الإقليمية ، المتمثلة فى إسرائيل الكبرى : من الفرات إلى النيل ، ومن الأرز إلى النخيل ! ولكنها قد تخفى ذلك أو تسكت عنه فى وقت ما ، تبعًا لسياسة (المراحل) التى تجيدها إسرائيل من قديم .
ولقد ساعدت الظروف العالمية والإقليمية والمحلية القائمة اليوم ، إسرائيل على هذا التجبر والطغيان الذى نشهده ، وتتمثل تلك الظروف فى الاستسلام الفلسطينى ، والعجز العربى ، والوهن الإسلامى ، والغياب العالمى ، والتفرد الأمريكى ، والتحيز الأمريكى أيضًا .
ولكن هل تضمن إسرائيل أن تبقى هذه الظروف المساعدة لها باقية إلى الأبد ؟ وهل أخذت صكًّا على القدر الأعلى أن تبقى الرياح فى الاتجاه الذى تهوى ؟ .
نحن بقراءة سنن الله فى الكون ، وقراءة التاريخ من قبل ، واستقراء الواقع فى عالمنا : نؤمن بأن الدنيا تتطور ، وأن العالم من حولنا يتغير ، بل يتغير بسرعة غير محسوبة ولا متوقعة ، كما رأينا فى انهيار الاتحاد السوفيتى ، وفى ظهور الاتحاد الأوروبى ، وفى ظهور قوى اقتصادية جديدة فى العالم . وهو ما عبر عنه الناس عندنا من قديم فقالوا : دوام الحال من المحال . وما عبر عنه القرآن فى صورة سنة كونية عامة ، فقال : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) (آل عمران:140). قال ذلك فى أعقاب غزوة أحد التى انكسر فيها المسلمون في عصر النبوة ، وقدموا فيها سبعين من أغلى شهدائهم ، بعد انتصار مبين قبلها فى غزوة بدر ، التى سمى القرآن يومها : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(الأنفال:41)

الصفحات